شرعية الانتساب للسلفية ودحض الشبه البدعية !!!

[أبو أسيد]

الحلقة الأولى


إرشاد البرية إلى شرعية الانتساب للسلفية


هذا كتاب قيم بعنوان

إرشاد البرية الى شرعية الانتساب للسلفية ودحض الشبه البدعية


كتبه
أبو عبد السلام حسن بن قاسم الحسيني الريمي السلفي


تقديم

فضيلة العلامة المحدث
مقبل بن هادي الوادعي
رحمه الله تعالى


مقدمة شيخنا العلامة المحدث مقبل بن هادي الوادعي :
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد القائل ( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يأتي أقوام يشهدون ولايستشهدون وينذرون ولا يوفون ويظهر فيهم السمن ) .
وأشهد الا إله إلا الله القائل ( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه .......) الاية .
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله : أما بعد ..
فقد اطلعت على مواضيع من كتاب أخينا الشيخ الفاضل حسن بن قاسم الريمي ( إرشاد البرية إلى شرعية الانتساب للسلفية ) فوجدته حفظه الله قد أجاد وأفاد وأحسن بهذا الكتاب العظيم الرد على المبتدعة الذين يزعمون أنه لايجوز الانتساب إلى السلفية فنقول : يا أيها الملبسون لسنا بأول من اخترع هذا الاسم فراجعوا الأنساب للسمعاني .
وإنما الشأن كل الشأن في تحقق هذا الاسم الكريم على من انتسب إليه فلا يكون ديمقراطيا ولا يكون صوفيا ولايكون شيعيا فإن السلفي وكذا السني اسمان مترادفان لمن تمسك بكتاب الله وبسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على فهم السلف الصالح فعلى هذا لاتصدق هتان التسميتان على الحزبيين ولا على المبتدعة ( ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوء يجز به ) فجزى الله أخانا الشيخ حسنا على هذا الكتاب القيم ونسأل الله أن يوفقه لواصلة السير في الذب عن كتاب الله وعن سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأن يعيذنا وإياه من فتنة الحزبية ومن فتنة المحيا والممات إنه جواد كريم .

مقبل بن هادي الوادعي
1|جمادى الثانية |1421 هـ

يتبع ان شاء الله تعالى

[أبو أسيد]

الرد: شرعية الانتساب للسلفية ودحض الشبه البدعية !!!

الحلقة الثانية


إرشاد البرية الى شرعية الانتساب للسلفية ودحض الشبه البدعية


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده ورسوله .
( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) .
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام إن الله كان عليكم رقيبا ) .
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ) .
أما بعد :-
فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بعدة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
اعلم أخي الكريم – وفقني الله وإياك _ أن الانتساب للسلفية انتساب للجادة التي كان عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه , ذلك أنها تمثل الإسلام الخالص الصافي من أدران الشرك والبدع , والذي جعلني أكتب حول هذا الموضوع عدة أمور أجملها في الآتي :
أولا : واجب النصيحة , فقد ثبت عند الامام مسلم من حديث تميم الداري رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (الدين النصيحة , قلنا لمن ؟ , قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ) .

ثانيا : حب الخير للغيرفقد ثبت في الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) .

ثالثا : ما رأيته من تلبيس وتشويه لحقيقة الدعوة السلقية حتى عدت عند كثير من الناس حزبا من الأحزاب المذمومة شرعا , ولقد أحسن القائل :
يا ابن الكريم ألا تدنو فتبصر ما ******قد حدثوك فما راء كمن سمع
وعلم أولئك وغيرهم أن العدوة السلفية ليس لها قائد ولا إمام سوى محمد صلى الله عليه وسلم بخلاف الدعوات المنحرفة الأخرى فإن كل دعوة منها تنسب إلى من أحدثها أو إلى البدعة التي عرفت بها .
قال الإمام اللآلكائي : ( ثم كل من اعتقد مذهبا فإلى صاحب مقالته التي أحدثها ينتسب و إلى رأيه يستند إلا أصحاب الحديث فأن صاحب مقالتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فهم إليه ينتسبون وإلى علمه يستندون وبه يستدلون , ........ وعلى أعداء سنته بقربهم منه يصولون فمن يوازيهم في شرف الذكر ؟ ويباهيهم في ساحة الفخر وعلو الاسم ؟ ) .
وقال الشيخ الفوزان : ( وسموا أهل السنة لانتسابهم لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم دون غيرها من المقالات والمذاهب بخلاف أهل البدع فإنهم ينتسبون إلى بدعهم وضلالاتهم كالقدرية والمرجئة , وتارة ينتسبون إلى إمامهم كالجهمية , وتارة ينسبون إلى افعالهم القبيحة كالرافضة والخوارج ) .
قلت : ومن هذا القبيل الفرق المعاصرة التي تسمى بــ ( الجماعة الإسلامية ) فمنها ما ينسب إلى بدعها وضلالاتها كفرقة التكفير والهجرة , ومنها ما ينسب إلى أمامها كالسرورية القطبية , ومنها ما ينسب إلى أفعالها القبيحة كالتبليغ والجهاد وهكذا فرفة الاخوان المسلمينوحزب التحرير وغيرها من فرق الضلال , فإن الناظر بحق وإنصاف في أحوال هذه الفرق يجدها بعيدة كل البعد عن النهج النبوي السوي وليس هذا موضع البسط حول هذه الفرق .
أما الدعوة السلفية فإن الذي أرسى دعائمها وأقام جذورها هو رسول الهدى محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم .
قال ابن كثير عند قوله تعالى : ( يوم ندعو كل إمام بإمامهم ) ( يخبر تبارك وتعالى عن يوم القامية أنه يحاسب كل أمة بإمامهم , وقد اختلفوا في ذلك فقال مجاهد وقتادة أي : نبيهم , وهذا كقوله تعالى : ( ولكل أمة رسول فإذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط ......الآية ) وقال بعض السلف : هذا أكبر شرف لأصحاب الحديث لأن إمامهم النبي صلى الله عليه وسلم ) .
وقال الشيخ مقبل بن هادي الوادعي : (مؤسس الدعوة السلفية هو رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وهكذا قام بالدعوة من بعده صحابته الكرام رضوان الله عليهم ثم تلاهم التابعون وأتباعهم من أمثال الحسن البصري وسعيد بن المسيب وعروة بن الزبير وعبد الله بن المبارك ومالك بن أنس والليث بن سعد والشافعي وأبي إسحاق الفزاري ووكيع بن الجراح وإسماعيل بن علية والسفيانين والأوزاعي وأحمد بن حنبل والبخاري ومسلم والترمذي وأبي داود زالنسائي وابن ماجه وابن تيمية وابن القيم وابن كثير وابن عبد الوهاب وابنائه وأحفاده والشوكاني ثم في عصرنا هذا من أمثال الشيخ ابن باز رحمه الله والشيخ ابن عثيمين والشيخ الفوزان والشيخ ربيع المدخلي والشيخ محمد امان الجامي _رحمه الله _ والشيخ الألباني _رحمه الله _ والشيخ مقبل بن هادي الوادعي والشيخ حمدي بن عبد المجيد السلفي ,وغيرهم ممن ترسم خطاهم .. كلهم يدعون إلى منهج واحد وعقيدة واحدة .
ولقد أحسن الأمام الأصبهاني عندما قال : ( وكان السبب في اتفاق الاتفاق والائتلاف , وأهل البدعة أخذوا الدين من المعقولات و الآراء فأورثهم الافتراق والاختلاف ...) .
ثم اعلم أخي _بارك الله فيك_ أن السلفية رسم شرعي أصيل يرادف ( أهل السنة والجماعة وأهل الأثر وأهل الحديث والفرقة الناجية الطائقة المنصورة ) , وقد كان أصل هذا البحث المتواضع فاتحة لكتابي: (الآدلة الشرعية لكشف التلبيسات الحزبية على المجتمعات الآسلامية) فرأيت أن أفراده في كتيب صغير تلبية لرغبة بعض إخواننا من أهل السنة وحتى يكون تثبيتا إن شاء الله لسالكين وتنبيها للغافلين وحجة على المعرضين , وقد قال الشيخ الوالد المحدث \مقبل بن هادي الوادعي –حفظه الله- عند أن قرئ عليه هذا البحث من كتاب ( الأدلة الشرعية لكشف التلبيسات الحزبية ) : هذا المبحث مبحث مهم فيشكر المؤلف عليه ويشكر أيضا علىتصديره هذا الكتاب بهذا البحث )وعند الإفراد رأيت أن أضيف على فصوله الستة أربعة فصول آخذا باستشارة بعض العلناء والأخوة الأفاضل جزاهم الله خيرا وهي :
1- وجوب اتباع منهج السلف والأدلة على ذلك .
2- الصفات التي يستحق بها العبد ان يكون سلفيا .
3- سبه وردود حول الدعوة السلقية .
-4 مقارنة مختصرة بين الدعوة السلفية ودعوتي الإخوان والتبليغ .فيتمحض البحث عن عشرة فصول كلآتي :
الفصل الأول : المراد بلفظة (سلف ) .
الفصل الثاني : بداية ظهور هذا المصطلح .
القصل الثالث : التحديد الزمني لاستعمال لفظة ( سلف ) .
الفصل الرابع : مرحلة تدوين المذهب السلفي .
الفصل الخامس : الانتساب ييسلقية ليس من التحزب الممقوت .
الفصل السادس : وجوب اتباع منهج السلف والأدلة على ذلك .
الفصل السابع : الصفات التي يستحق بها العبد أن يكون سلفيا .
الفصل الثامن : انتساب الفرق المبتدعة للسلفية دعوى خالية من البرهان .
الفصل التاسع : شبه وردود حول الدعوة السلفية .
الفصل العاشر : مقارنة مختصرة بين الدعوة السلفية السلفية ودعوتي الإخوان والتبليغ .
وسميت البحث بفصوله العشرة ( إرشاد البرية إلى شرعية الانتساب للسلفية ودحض الشبه البدعية ) .
كلمة شكر وتقدير
فإنه عملا بحديث الاشعث بن قيس عند الامام أحمد ( لايشكر الله من لايشكر الناس ) فإني أتقدم بالشكر والعرفان لكل من ساهم معي في إتمام هذا البحث المتواضع فأفادني بفائدة أو استدرك علي شيئا أو راجع محتوى البحث و أخص من هؤلاء والدنا وشيخنا العلامة المحدث \ مقبل بن هادي الوادعي –حفظه الله وعافاه-فمع كثرة مشاغله ومرضه إلا أنه – رعاه الله – اطلع عتى مواضيع من هذا البحث وكتب مقدمة له وأرسلها إليّ من مكة
المكرمة لهذا العام فجزاه الله خيرا ,وكذا أشكر أخانا الشيخ الفاضل أبا عبد الرحمن يحيى بن علي الحجوري فقد اطلع على البحث بكامله بتكليف من والدنا مقبل فجزاه الله خيرا.
والله أسأل أن ينفع بهذا المؤلف كاتبه وناظره وأن يجزل لي المثوبة في الدارين ويجعله خالصا لوجهه الكريم إنه على كل شئ قدير.


والحمد لله رب العالمين ...
كتبه
أبو عبد السلام حسن بـن قاسم الحسني السلفي
12\رجب \1421 هـ

[أبو أسيد]

الرد: شرعية الانتساب للسلفية ودحض الشبه البدعية !!!

الحلقة الثالثة


إرشاد البرية الى شرعية الانتساب للسلفية ودحض الشبه البدعية





الفصل الآول

المراد بلفظة (السلف)


المعنى اللغوي:

قال ابن منظور: ( والسلف والسليف والسلفة: الجماعة المتقدمون ) .
وقال أبو السعادات ابن الأثير وقيل سلف الإنسان من تقدم بالموت من أبائه وذوي قرابته ولهذا سمي الصدر الآول من التابعين السلف الصالح).
وقال عبد الكريم السمعاني : ( السلفي : بفتح السين واللام وقي أخرها الفاء ,هذه النسبة إلى السلف وانتحال مذهبهم ).
وقال أبو الحسن ابن الآثير الجزري بعد أن نقل كلام السمعابي المتقدم ( وعرف به جماعة ).
المعنى الاصطلاحي :
قال الإمام السفاريني : (المراد بمذهب السلف ما كان عليه الصحابة الكرام رضوان الله عليهم وأعيان التابعين لهم بإحسان وأتباعهم وأئمة الدين ممن شهد له بالإمامة وعرف عظم شأنه في الدين وتلقى الناس كلامهم خلفا عن سلف دون من رمي ببدعة أو شهر بلقب غير مرضي مثل الخوارج والروافض والقدرية والمرجئة والجبرية والجهمية والمعتزلة والكرامية ونحو هؤلاء ) .
وسئلت اللجنة الدائمة : ما هي السلفية وما رأيكم فيها ؟
( السلفية نسبة إلى السلف و السلف هم صحابة رسول الله_ صلى الله عليه وسلم _ وأئمة الهدى من أهل القرون الثلاثة الأولى _ رضي الله عنهم _ الذين شهد لهم رسول الله _ صلى الله عليه وسلم_بالخير في قوله : (( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجئ أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته )) رواه الإ مام أحمد في مسنده والبخاري ومسلم , والسلفيون جمع سلفي نسبة إلي السلف, وقد تقدم معناه وهم الذين ساروا على منهاج السلف من اتباع الكتاب والسنة والدعوة إليهما والعمل بهما فكانوا بذلك أهل السنة والجماعة ) .
وقال سماحة الشيخ عبد العزيز ابن باز_ رحمه الله_ : ( إن السلف هم أهل القرون المفضلة , فمن اقتفى أثرهم وسار على منهجهم فهو (( سلفي )) ومن خالفهم فهو من (( الخلف )) ).
وقال شيخنا محمد أمان بن علي الجامي _ رحمه الله _ عندما نطلق كلمة السلف إنما
نعني بها من الناحية الاصطلاحية أصحاب رسول الله _ صلى الله عليه وسلم_ الذين حضروا عصره فأخدوا منه هذا الدين مباشرة غضا طريا ............... كما يدخل قي هذا الاصطلاح التابعين لهم الذين ورثوا علمهم قبل أن يطول عليه الآمد, والذين شملتهم شهادة الرسول لهم وثناؤه عليهم بأنهم خير الناس حيث يقول _صلى الله عليه وسلم_ ((خير الناس قرني ثم الذين يلونهم )) كما يشمل الاصطلاح تابعين التابعين ) .
وقال شيخنا صالح بن عبد الله العبود : ( إن المراد من التعبير بالسلفية هو اتباع طريقة السلف الصالح من هذه الآمة المسلنة , الذين هم أهل السنة والجماعة ومعنى ذلك هو الإجماع المحتج به لآنه الاجتماع على اتباع سنة رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ وآثاره باطنا وظاهرا واتباع سبيل السابقين الآولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان ...) .
وقال الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد : ( وإذا قيل : السلف , أو السلفيون , أو لجادتهم : السلفية : فهي هنا نسبة إلى السلف الصالح : جميع الصحابة رضى الله عنهم- فمن تبعهم بإحسان , دون من مالت بهم الأهواء بعد الصحابة _ رضي الله عنهم _ من الخلوف الذين انشقوا عن السلف الصالح باسم او رسم ,..... وعليه فإن لفظة ( السلف ) هنا يعني : السلف الصالح , بدليل أن هذا اللفظ عند الإطلاق يعني كل سالك في الإقتداء بالصحابة – رضي الله عنهم – حتى ولو كان في عصرنا ....... وهكذا , وعلى هذا كلمة أهل العلم , فهي نسبة ليس لها رسوم خارجة عن مقتضى الكتاب والسنة , وهي نسبة لم تنفصل لحظة واحدة عن الصدر الأول , بل هي منهم وإليهم , أما من خالفهم باسم أو رسم , فلا , وإن عاش بينهم , وعاصرهم , لهذا , تبرأ الصحابة _ رضي الله عنهم _ من القدرية والمرجئة ونحوهم ) .
وقال أيضا كن سلفيا على الجادة طريق السلف الصالح من الصحابة رضي الله عنهمفمن بعدهم ممن قفى أثرهم قي جميع أبواب الدين من التوحيد والعبادادت ونحوها .... ) .

يتبع ان شاء الله تعالى

[أبو أسيد]

الرد: شرعية الانتساب للسلفية ودحض الشبه البدعية !!!

الحلقة الرابعة

الفصل الثاني
بداية ظهور هذا المصطلح

قال شيخنا محمد أمان الجامي : ( وقد ظهر هذا الاصطلاح , واشتهر حين ظهر النزاع ودار حول أصول الدين بين الفرق الكلامية , وحاول الجميع الانتساب إلى السلف وأعلن أن ما هو عليه هو ما كان عليه السلف الصالح , فإذا لابد أن تظهر _ والحالة هذه_ أسس وقواعد واضحة المعالم وثابتة للاتجاه السلفي حتى لا يلتبس الأمر على كل من يريد الاقتداء بهم , وينسج على منوالهم ) .

وقال الشيخ بكر أبو زيد : ( وقد كان المسلمون الأوائل _ وهم الصحابة رضي الله عنهم _ قبل بزوغ بذرة التفرق والانشقاق ليس لهم اسم يتميزون به , لأنهم كما ذكر يمثلون الإسلام , والامتداد الطبيعي له , لكن لما حصلت تلك الفرق الضالة التي يشملها لفظ : أهل الأهواء , لغلبة اتباع الهوى عليهم , ولفظ أهل البدع , لاتباعهم ما هو خارج عن الدين , أجنبي عنه, وأهل الشبهات : لأنهم يلبسون الحق بالباطل , فيشبهون به على العامة , لبناء خروجهم عن السنة على مرض الشبهة الفاسدة , وقدوتهم في هذا العدو الأول إبليس _لعنه الله _ فإنه أول من قاس قياسا فيما ذكر الله عنه : (( قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين )) لما حصلت تلك الفرق , المنتسبة إلى الإسلام , منشقة عن العمود الفقري للمسلمين, ظهرت ألقابهم الشرعية المميزة لجماعة المسلمين , لنفي الفرق والأهواء عنهم , سواء ما كان من الأسماء ثابتا لهم بأصل الشرع : الجماعة _ جماعة المسلمين _ الفرقة الناجية الطائفة المنصورة أو بواسطة التزامهم بالسنن أمام أهل البدع , ولهذا حصل الربط لهم بالصدر الأول , فقيل لهم : السلف _أهل الحديث_ أهل الأثر_أهل السنة والجماعة , وهذه الألقاب الشرعية تخالف أي لقب كان , لأي فرقة كانت...) .