في البدء...
أرجو من القراء عدم التعجل أثناء قراءة الموضوع، ثم التريث في الرد
بسم الله الرحمن الرحيم
لنسفعاً بالناصية
الحمد لله على كل حال، وصلى الله على رسوله في الحل والترحال.
أما بعد:
فإن مما يحزن العبد، أن تكون أنصع الدعوات قد شابتها شائبة دخيلة، أدت مع تقادم الزمن عليها، خصوصا أنها تبث في غير أهلها، الأمر الذي أدى إلى انحراف في الفهم، وُظّف توظيفاً غير سليم، حتى أدى الى شيء من الضياع والفشل.
لا شك ان تعظيم نصوص الوحي ـ كتابا وسنة ـ هي سبيل كل مؤمن ومسلم، ولا أحد يزعم أن لاحد في ذلك قولا قط، لأن الله عز وجل ما تعبدنا إلا بهما، وقد بعث الله رسوله بالهدى والدين الحق ليظهره على الدين كله، ولا ظهور له إلا بالتطبيق والعمل بما أنزل الله تعالى.
والعلماء من الصحابة ومن بعدهم، ما ارتفع ذكرهم إلا بالعمل بالكتاب والسنة، وهم أهل لسان فصيح، به أدركوا مرامي والمراد من النصوص، مع أن نصوص الوحيين ـ لكونهما من لغة العرب ـ فيها واضح الدلالة وفيها خفي الدلالة، فيها الظاهر والنص والمجمل والمشكل وغير ذلك، لكن ـ كما قلت ـ لمعرفة العلماء باللسان العربي الذي نزل به القرآن، فهموه حق الفهم، ـ ولو أنهم في جزء من القضايا اختلفوا، لاحتمال النصوص ـ، لان الخلاف ناشيء عن الفهم، مع وجود آلة الفهم الكاملة.
في ظل هذه المعطيات، ولمن كان يملكها، أو يستطيع الوصول إلى من يملكها، منع أهل العلم من التقليد، لاحظ معي: منعوه في حالة من حالتين:
الأولى: منعوه عمن يملك آلة الوصول إلى معرفة ما يحتاج إلى معرفة الاحكام.
الثانية: منعوه عمن يقدر على سؤال من وصفناه لك.
وليس ذلك منهم يؤذن بنبذ التقليد وتركه لمن لا آلة عنده، وليس له مرجع كامل، فهذا ليس مذهب أهل السنة، وإنما هو مذهب الخوارج ومن نحا نحوهم، او شابههم في ذلك.
أقول : لقد علت صرخات تنادي بنبذ التقليد مع ترك تربية المجتمع على ان يكون لهم مرجع يوصل الى الناس الفهم الصحيح، لأن مجمعاتنا ما عادت تعرف أبجديات اللغة العربية التي تؤهلهم أن يفهموا كلام الرجل الفصيح، فضلا عن أن يدركوا معاني الوحيين؟!
ذلك الأمر الذي أدى في النهاية الى نتائج خطيرة منها:
1- زعم البعض أن كل مسلم له الحق في معرفة الحكم الشرعي وحده ومن خلال النصوص مباشرة.
2- ونتج عن ذلك استحواذ التعالم على هؤلاء الناس، مما أدى إلى أن يخرجوا بأفهام جديدة توافق المبتدعة لا أهل السنة، مع زعم أنها الحق المحض الذي ماكان سواه باطلا محضاً.
3- تَعاظم الامر حتى خَيّل لهم إبليس أنهم علماء كملة، وأن من قال سوى قولهم فهو جاهل ولو كان أعلم الناس.
4- الأمر الطبيعي وهو تطور الامور إلى كل شيء، فتطور الأمر عند هؤلاء، بزعم نبذ التقليد، حتى صاروا لكونهم معهم التصريح بالاجتهاد . صاروا يترقون في مواضيع الكلام، حتى وصل بهم الحال الى الكلام في دماء الناس وأمولهم وأعراضهم، واعني به التكفير، حتى صاروا يكفرون كل حاكم بحجة أنه لا يحكم بما أنزل الله، وهلم جرا.
5- والأمر الخطير أن هؤلاء الناس مادام انهم لاذوا بأنفسهم وتركوا الاخذ برأي العلماء حصل ذلك في حين أنه ليس لديهم حصانة ذاتيه تمنعهم من الخطأ المحض، لا من علم ولا دين ولا خلق، وهذا لا يعفيهم من مغبة المأثمة والخطأ.
6- لذا فانني أنصح المشيخة قبل غيرهم لن يشغلوا الطلاب قبل تحولهم الى طريق شاذ مسدودـ أن يشغلوهم بطلب العلم الصحيح ابتداء بحفظ الكتاب وحسن قراءته ثم طلب علم الشريعة لكن، لا بانفرداهم، وان يبدؤوا بأصول كل علم قبل غيره لنحصل شيئا من النجاة، قبل أن يتسع الخرق على الراقع.
7- ليس معنى كلامي هذا أن العلماء الذين منعوا التقليد هم السبب في ذلك، ولست أتهمهم انهم بذرة التكفير والخروج، لأنهم –حاشاهم- ولكن اذا كان الزرع في غير محله وموسمه خرج نكداً !!!
ألا فليتنبه لذلك، والله المستعان.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه.
سمير مراد
السبت 29 ذو الحجة 1429 هـ
الموافق 27 ديسمبر 2008
أرجو من القراء عدم التعجل أثناء قراءة الموضوع، ثم التريث في الرد
بسم الله الرحمن الرحيم
لنسفعاً بالناصية
الحمد لله على كل حال، وصلى الله على رسوله في الحل والترحال.
أما بعد:
فإن مما يحزن العبد، أن تكون أنصع الدعوات قد شابتها شائبة دخيلة، أدت مع تقادم الزمن عليها، خصوصا أنها تبث في غير أهلها، الأمر الذي أدى إلى انحراف في الفهم، وُظّف توظيفاً غير سليم، حتى أدى الى شيء من الضياع والفشل.
لا شك ان تعظيم نصوص الوحي ـ كتابا وسنة ـ هي سبيل كل مؤمن ومسلم، ولا أحد يزعم أن لاحد في ذلك قولا قط، لأن الله عز وجل ما تعبدنا إلا بهما، وقد بعث الله رسوله بالهدى والدين الحق ليظهره على الدين كله، ولا ظهور له إلا بالتطبيق والعمل بما أنزل الله تعالى.
والعلماء من الصحابة ومن بعدهم، ما ارتفع ذكرهم إلا بالعمل بالكتاب والسنة، وهم أهل لسان فصيح، به أدركوا مرامي والمراد من النصوص، مع أن نصوص الوحيين ـ لكونهما من لغة العرب ـ فيها واضح الدلالة وفيها خفي الدلالة، فيها الظاهر والنص والمجمل والمشكل وغير ذلك، لكن ـ كما قلت ـ لمعرفة العلماء باللسان العربي الذي نزل به القرآن، فهموه حق الفهم، ـ ولو أنهم في جزء من القضايا اختلفوا، لاحتمال النصوص ـ، لان الخلاف ناشيء عن الفهم، مع وجود آلة الفهم الكاملة.
في ظل هذه المعطيات، ولمن كان يملكها، أو يستطيع الوصول إلى من يملكها، منع أهل العلم من التقليد، لاحظ معي: منعوه في حالة من حالتين:
الأولى: منعوه عمن يملك آلة الوصول إلى معرفة ما يحتاج إلى معرفة الاحكام.
الثانية: منعوه عمن يقدر على سؤال من وصفناه لك.
وليس ذلك منهم يؤذن بنبذ التقليد وتركه لمن لا آلة عنده، وليس له مرجع كامل، فهذا ليس مذهب أهل السنة، وإنما هو مذهب الخوارج ومن نحا نحوهم، او شابههم في ذلك.
أقول : لقد علت صرخات تنادي بنبذ التقليد مع ترك تربية المجتمع على ان يكون لهم مرجع يوصل الى الناس الفهم الصحيح، لأن مجمعاتنا ما عادت تعرف أبجديات اللغة العربية التي تؤهلهم أن يفهموا كلام الرجل الفصيح، فضلا عن أن يدركوا معاني الوحيين؟!
ذلك الأمر الذي أدى في النهاية الى نتائج خطيرة منها:
1- زعم البعض أن كل مسلم له الحق في معرفة الحكم الشرعي وحده ومن خلال النصوص مباشرة.
2- ونتج عن ذلك استحواذ التعالم على هؤلاء الناس، مما أدى إلى أن يخرجوا بأفهام جديدة توافق المبتدعة لا أهل السنة، مع زعم أنها الحق المحض الذي ماكان سواه باطلا محضاً.
3- تَعاظم الامر حتى خَيّل لهم إبليس أنهم علماء كملة، وأن من قال سوى قولهم فهو جاهل ولو كان أعلم الناس.
4- الأمر الطبيعي وهو تطور الامور إلى كل شيء، فتطور الأمر عند هؤلاء، بزعم نبذ التقليد، حتى صاروا لكونهم معهم التصريح بالاجتهاد . صاروا يترقون في مواضيع الكلام، حتى وصل بهم الحال الى الكلام في دماء الناس وأمولهم وأعراضهم، واعني به التكفير، حتى صاروا يكفرون كل حاكم بحجة أنه لا يحكم بما أنزل الله، وهلم جرا.
5- والأمر الخطير أن هؤلاء الناس مادام انهم لاذوا بأنفسهم وتركوا الاخذ برأي العلماء حصل ذلك في حين أنه ليس لديهم حصانة ذاتيه تمنعهم من الخطأ المحض، لا من علم ولا دين ولا خلق، وهذا لا يعفيهم من مغبة المأثمة والخطأ.
6- لذا فانني أنصح المشيخة قبل غيرهم لن يشغلوا الطلاب قبل تحولهم الى طريق شاذ مسدودـ أن يشغلوهم بطلب العلم الصحيح ابتداء بحفظ الكتاب وحسن قراءته ثم طلب علم الشريعة لكن، لا بانفرداهم، وان يبدؤوا بأصول كل علم قبل غيره لنحصل شيئا من النجاة، قبل أن يتسع الخرق على الراقع.
7- ليس معنى كلامي هذا أن العلماء الذين منعوا التقليد هم السبب في ذلك، ولست أتهمهم انهم بذرة التكفير والخروج، لأنهم –حاشاهم- ولكن اذا كان الزرع في غير محله وموسمه خرج نكداً !!!
ألا فليتنبه لذلك، والله المستعان.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه.
سمير مراد
السبت 29 ذو الحجة 1429 هـ
الموافق 27 ديسمبر 2008