(فتوى في حكم قيادة المرأة للسيارة) للشيخ العلامة / عبد العزيز بن باز – رحمه الله –
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم ومن اهتدى بهداه . أما بعد :
فقد كثرت الأسئلة عن حكم قيادة المرأة للسيارة . والجواب :
لاشك أن ذلك لا يجوز لان قيادتها للسيارة تؤدي إلى مفاسد كثيرة وعواقب وخيمة منها الخلوة المحرمة بالمرأة ومنها السفور ومنها الاختلاط بالرجال بدون حذر ومنها ارتكاب المحظور الذي من أجله حرمت هذه الأمور ، والشرع المطهر منع من الوسائل المؤدية إلى المحرم واعتبرها محرمة وقد أمر الله جل وعلا نساء النبي ونساء المؤمنين بالاستقرار في البيوت والحجاب وتجنب إظهار الزينة لغير محارمهن لما يؤدي إليه ذلك كله من الإباحية التي تقضي على المجتمع ، قال تعالى ( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة واتين الزكاة وأطعن الله ورسوله )الآية .
وقال تعالى ( يا آيها النبي قل لازواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين )، وقال تعالى ( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن
ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آباءهن أو أباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بنى أخواتهن أو نسائهن
أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولى الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعاً أيه المؤمنين لعلكم تفلحون ) ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( ماخلا رجل بإمراة إلا كان الشيطان ثالثهما ).
فالشرع المطهر منع من جميع الأسباب المؤدية إلى الرذيلة بما في ذلك رمي المحصنات الغافلات بالفاحشة وجعل عقوبته من أشد العقوبات صيانة للمجتمع من نشر أسباب الرذيلة .
وقيادة المرأة من الأسباب المؤدية إلى ذلك وهذا لا يخفى ولكن الجهل بالأحكام الشرعية وبالعواقب السيئة التي تفضي إلى المنكرات مع ما يبتلى به الكثير من مرضى القلوب ومحبة الإباحية والتمتع بالنظر إلى الأجنبيات كل هذا يسبب الخوض في هذا الأمر وأشباهه بغير علم وبغير مبالاة بما وراء ذلك من أخطار وقال تعالى ( قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ).
وقال سبحانه ( ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين ?? إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ) وقال صلى الله عليه وسلم ( ما تركت بعدى فتنة أضر على الرجال من النساء ) وعن حذيفة ابن اليمان رضي الله عنه قال ( كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أساله عن الشر مخافة أن يدركني فقلت : يا رسول الله إنا كنا في الجاهلية وشر فجاء الله بهذا الخير فهل من بعده من شر . قال : نعم . قلت : وهل بعد ذلك الشر من خير ؟ قال : نعم وفيه دخن . قلت : وما دخنه ؟ قال : قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر . قلت : فهل من بعد ذلك الخير من شر ؟ قال : نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها .قلت : يا رسول الله صفهم لنا ؟ قال : هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا . قلت : فما تأمرني إن ادركني ذلك ؟ قال : تلزم جماعة المسلمين وإمامهم . قلت : فإن لم يكن لهم إمام
ولا جماعة ؟ قال : فاعتزل تلك الفرق كلها ولو تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك ) متفق عليه .
وأني ادعوا كل مسلم أن يتقى الله في قوله وفي عمله وأن يحذر الفتن والداعين إليها وأن يبتعد عن كل ما يسخط الله جل وعلا أو يفضي إلى ذلك وأن يحذر كل الحذر أن يكون من هؤلاء الدعاة الذين أخبر عنهم النبي صلى الله عليهم وسلم في هذا الحديث الشريف .
وقانا الله شر الفتن وأهلها وحفظ لهذه الأمة دينها وكفاها شر دعاة السوء ووفق كتاب صحفنا وسائر المسلمين لما فيه رضاه وصلاح أمر المسلمين ونجاتهم في الدنيا والآخرة إنه ولي ذلك والقادر عليه ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .
الرئيس لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم ومن اهتدى بهداه . أما بعد :
فقد كثرت الأسئلة عن حكم قيادة المرأة للسيارة . والجواب :
لاشك أن ذلك لا يجوز لان قيادتها للسيارة تؤدي إلى مفاسد كثيرة وعواقب وخيمة منها الخلوة المحرمة بالمرأة ومنها السفور ومنها الاختلاط بالرجال بدون حذر ومنها ارتكاب المحظور الذي من أجله حرمت هذه الأمور ، والشرع المطهر منع من الوسائل المؤدية إلى المحرم واعتبرها محرمة وقد أمر الله جل وعلا نساء النبي ونساء المؤمنين بالاستقرار في البيوت والحجاب وتجنب إظهار الزينة لغير محارمهن لما يؤدي إليه ذلك كله من الإباحية التي تقضي على المجتمع ، قال تعالى ( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة واتين الزكاة وأطعن الله ورسوله )الآية .
وقال تعالى ( يا آيها النبي قل لازواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين )، وقال تعالى ( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن
ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آباءهن أو أباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بنى أخواتهن أو نسائهن
أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولى الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعاً أيه المؤمنين لعلكم تفلحون ) ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( ماخلا رجل بإمراة إلا كان الشيطان ثالثهما ).
فالشرع المطهر منع من جميع الأسباب المؤدية إلى الرذيلة بما في ذلك رمي المحصنات الغافلات بالفاحشة وجعل عقوبته من أشد العقوبات صيانة للمجتمع من نشر أسباب الرذيلة .
وقيادة المرأة من الأسباب المؤدية إلى ذلك وهذا لا يخفى ولكن الجهل بالأحكام الشرعية وبالعواقب السيئة التي تفضي إلى المنكرات مع ما يبتلى به الكثير من مرضى القلوب ومحبة الإباحية والتمتع بالنظر إلى الأجنبيات كل هذا يسبب الخوض في هذا الأمر وأشباهه بغير علم وبغير مبالاة بما وراء ذلك من أخطار وقال تعالى ( قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ).
وقال سبحانه ( ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين ?? إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ) وقال صلى الله عليه وسلم ( ما تركت بعدى فتنة أضر على الرجال من النساء ) وعن حذيفة ابن اليمان رضي الله عنه قال ( كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أساله عن الشر مخافة أن يدركني فقلت : يا رسول الله إنا كنا في الجاهلية وشر فجاء الله بهذا الخير فهل من بعده من شر . قال : نعم . قلت : وهل بعد ذلك الشر من خير ؟ قال : نعم وفيه دخن . قلت : وما دخنه ؟ قال : قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر . قلت : فهل من بعد ذلك الخير من شر ؟ قال : نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها .قلت : يا رسول الله صفهم لنا ؟ قال : هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا . قلت : فما تأمرني إن ادركني ذلك ؟ قال : تلزم جماعة المسلمين وإمامهم . قلت : فإن لم يكن لهم إمام
ولا جماعة ؟ قال : فاعتزل تلك الفرق كلها ولو تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك ) متفق عليه .
وأني ادعوا كل مسلم أن يتقى الله في قوله وفي عمله وأن يحذر الفتن والداعين إليها وأن يبتعد عن كل ما يسخط الله جل وعلا أو يفضي إلى ذلك وأن يحذر كل الحذر أن يكون من هؤلاء الدعاة الذين أخبر عنهم النبي صلى الله عليهم وسلم في هذا الحديث الشريف .
وقانا الله شر الفتن وأهلها وحفظ لهذه الأمة دينها وكفاها شر دعاة السوء ووفق كتاب صحفنا وسائر المسلمين لما فيه رضاه وصلاح أمر المسلمين ونجاتهم في الدنيا والآخرة إنه ولي ذلك والقادر عليه ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .
الرئيس لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد
عبد العزيز بن عبد الله بن باز