ما حكم التّأويل في الصّفات ؟.

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
Clear All
new posts
  • ماهر1398
    عضو متألق
    • Jul 2004
    • 3768

    #1

    ما حكم التّأويل في الصّفات ؟.

    ما حكم التّأويل في الصّفات ؟.

    بسم الله الرّحمن الرّحيم
    أمّا بعد :
    سؤال:

    أخ يسأل ويقول :
    ما حكـم التأويـل في الصفات؟
    الجواب :

    التأويل منكر ،
    لا يجوز تأويل الصفات
    بل يجب إمرارها كما جاءت على ظاهرها اللائق بالله سبحانه وتعالى
    بغير تحريف
    ولا تعطيل
    ولا تكييف
    ولا تمثيل ،
    فالله جل وعلا أخبرنا عن صفاته وعن أسمائه وقال :
    لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ
    فعلينا أن نمرها كما جاءت .
    وهكذا قال أهل السنة والجماعة ،
    أمروها كما جاءت
    بلا كيف أي أقروها كما جاءت بغير تحريف لها
    ولا تأويل ولا تكييف بل تقر على ظاهرها على الوجه الذي يليق بالله
    من دون تكييف ولا تمثيل .
    فيقال في قوله تعالى :
    الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى
    وأمثالها من الآيات إنه استواء يليق بجلال الله وعظمته
    لا يشبه استواء المخلوق ،
    ومعناه عند أهل الحق :
    العلو والارتفاع .
    وهكذا يقال في العين والسمع والبصر واليد والقدم ،
    وغير ذلك من الصفات الواردة في النصوص ،
    وكلها صفات تليق بالله
    لا يشابهه فيها الخلق جل وعلا .
    وعلى هذا سار أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم من أئمة السنة

    كالأوزاعي
    والثوري
    ومالك
    وأبي حنيفة
    وأحمد
    وإسحاق وغيرهم من أئمة المسلمين رحمهم الله جميعا .
    ومن ذلك قوله تعالى في قصة نوح :
    وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا
    الآية ، وقوله سبحانه وتعالى في قصة موسى :
    وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي
    فسرهما أهل السنة بأن المراد بقوله سبحانه وتعالى
    تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا
    أنه سبحانه سيرها برعايته سبحانه حتى استوت على الجودي ،
    وهكذا قوله سبحانه في قصة موسى :
    وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي
    أي على رعايته سبحانه وتوفيقه للقائمين على تربيته عليه الصلاة والسلام ،
    وهكذا قوله سبحانه للنبي صلى الله عليه وسلم :
    وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا
    أي إنك تحت كلاءتنا وعنايتنا وحفظنا ،
    وليس هذا كله من التأويل
    بل ذلك من التفسير المعروف في لغة العرب وأساليبها . .
    ومن ذلك الحديث القدسي وهو قول الله سبحانه :

    من تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا
    ومن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا
    ومن أتاني يمشي أتيته هرولة
    يمر كما جاء عن الله سبحانه وتعالى
    من غير تكييف ولا تحريف ولا تمثيل
    بل على الوجه الذي أراده الله سبحانه وتعالى ،
    وهكذا نزوله سبحانه في آخر الليل ،
    وهكذا السمع والبصر والغضب والرضا والضحك والفرح وغير ذلك من الصفات الثابتة
    كلها تمر كما جاءت على الوجه الذي يليق بالله من غير تكييف ولا تحريف ولا تعطيل ولا تمثيل
    عملا بقوله سبحانه :
    لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ
    وما جاء في معناها من الآيات .
    أما التأويل للصفات وصرفها عن ظاهرها

    فهو مذهب أهل البدع
    من الجهمية والمعتزلة ومن سار في ركابهم ،
    وهو مذهب باطل أنكره أهل السنة
    وتبرؤوا منه وحذروا من أهله .
    والله ولي التوفيق .
    ( مجموع فتاوى ومقالات الإمام ابن باز - رحمه الله - الجزء الخامس )

    آخر اضافة بواسطة ماهر1398; 16-11-2004, 11:27 AM.

  • أبى مصعب
    عضو فعال
    • Nov 2004
    • 152

    #2
    الرد: ما حكم التّأويل في الصّفات ؟.

    بسم الله الرحمن الرحيم
    جزا الله خيرا الأخ ماهر خير الجزاء
    و أحب أن أضيف ردا لللأخ السائل هدانى الله و اياكم
    فأن نريد نريد ـن نوضح لكم معتقد السلف و الطريق الذى هو منجى نحو ايات الصفات .......أولا اعلموا أن كثرة الخوض و التعمق فى البحث فى ايات الصفات و كثرة الأسئلة فى ذلك الموضوع من البدع التى يكرهها السلف اعلموا أن مبحث أيات الصفات دل القرآن العظيم أنه يتركز على ثلاث أسس من جاء بها كلها فقد وافق الصواب وكان على الأعتقاد الذى كان عليه النبى صلى الله عليه و سلم و أصحابه و السلف الصالح ومن أخل بواحد من تلك الأسس الثلاثة فقد ضل .
    وكل هذه الاسس الثلاثة يدل عليها قرآن عظيم . أحد هذه الاسس الثلاثة هو تنزيه الله جل و علا عن ان يشبه شئ من صفاته شيئا من صفات المخلوقين و هذا الأصل يدل عليه قوله تعالى ( ليس كمثله شئ) ( و لم يكن له كفوا أحد) ( فلا تضربوا لله الأمثال)
    الثانى . من هذه الاسس هو الايمان بما وصف الله به نفسه لأنه لا يصف. الله أعلم بالله من الله( أأنتم أعلم أم الله ) والايمان بما وصفه به رسوله صلى الله عليه و سلم لأنه لا يصف الله بعد الله أعلم بالله من رسول الله صلى الله عليه و سلم الذى قال فى حقه ( وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحى يوحى) فيلزم كل مكلف أن يؤمن بما وصف الله به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه و سلم و ينزه ربه جل و علا عن ان تشبه صفته صفة الخلق و حيث اخل بأحد هذين الأصلين وقع فى هوة ضلال لأن من تنطع بين يدى رب السموات و الارض و تجرأ على الله بهذه الجرأة العظيمة ونفى عن ربه وصفا أثبته لنفسه فهذا مجنون .. فالله جل و علا يثبت لنفسه صفات كمال و جلال فكيف يليق لمسكين جاهل أن يتقدم بين يدى رب السموات و الارض و يقول هذا الذى وصفت به نفسك لا يليق بك و يلزمه من النقص كذا و كذا فأنا أؤلهو ألغيه و أتى ببدله من تلقاء نفسى من غير أستناد الى كتاب او سنة ، سبحانك هذا بهتان عظيم و من ظن ان صفة خالق السموات و الارض تشبه شيئا من صفات الخلق فهذا مجنون . جاهل ملحد ضال . و من أمن بصفات ربه جل و علا منزها ربه عن تشبيه صفاته بصفات الخلق فهو مؤمن منزه سالم من ورطة التشبيه و التعطيل و هذا التحقيق هو مضمون : ليس كمثله شئ و هو السميع البصير بعد قوله ( ليس كمثله شئ ) و معلوم ان السمع و البصر من حيث هماسمع و بصر يتصف بها جميع الحيوانات فكأن الله يشير للخلق ألا ينفوا عنه صفة سمعه و بصره على أساس ليس كثله شئ فالله عز وجل له صفات لائقة بكماله و جلاله و المحلوقات لهم صفات مناسبة لحالهم و كل هذا حق ثابت لا شك فيه.الا أن صفة رب السموات و الارض أعلا و أكمل من ان تشبه صفات المخلوقين ،فمن نفى عن الله وصفا أثبته لنفسه فقد جعل نفسه أعلم بالله من الله سبحانك هذا بهتان عظيم و من ظن أن صفة ربه تشبه شيئا من صفة الخلق فهذا ضال ملحد لا عقل له يدخل فى قوله
    ( تالله ان كنا لفى ضلال مبين اذ نسويكم برب العالمين )
    و من يسوى رب العالمين بغيره فهو مجنون
    الحديث لم ينتهى فهناك بعض النقاط الهامة سأنقلها لكم فيما بعد
    و جزاكم الله خيرا

    تعليق

    • دعاءالخليج
      عضو متميز
      • Oct 2004
      • 10404

      #3
      الرد: ما حكم التّأويل في الصّفات ؟.

      الحمدلله الذي هدانا لهذا وماكنا لنهتدي لولا ان هدانا الله
      اخي الكريم
      الله يجعلها في ميزان حسناتك
      فعلا الانسان بحاجة دوما لكل معلومة ليتفقه بأمور الدين والحياة
      الله يعطيك الف عافية
      ويقويك
      وعساكم من عواده

      تعليق

      • أبى مصعب
        عضو فعال
        • Nov 2004
        • 152

        #4
        الرد: ما حكم التّأويل في الصّفات ؟.

        بسم الله الرحمن الرحيم
        اعلموا أن المتكلمين الذين خاضوا فى الكلام و جاءوا بأدلة يسمونها أدلة عقلية ركبوها فى أقيسة منطقية قسموا صفات الله جل وعلا الى ستة أقسام قالوا هناك صفة نفسية و صفة معنى وصفة معنوية وصفة فعلية وصفة سلبية و صفة جامعة . أما الصفات الاضافية فقد جعلوها أمورا أعتبارية لا وجود لها فى الخارج و سببوا بذلك اشكالات عظيمة وضلالا مبينا , ثم انا نبين لكم على تقسيم المتكلمين ما جاء فى القرآن العظيم من وصف الخالق جل و علا بتلك الصفات ووصف المخلوقين بتلك الصفات و بيان القرآن العظيم لأنه صفة خالق السموات و الارض حق و أن صفة المخلوقين حق و أنه لا مناسبة بين صفة الخالق و بين صفة المخلوق فصفة الخالق لائقة بذاته و صفة المخلوق مناسبة لعجزه و افتقاره و بين الصفة و الصفة من المخالفة كمثل ما بين الذات و الذات أما هذا الكلام الذى يدرس فى أقطار الدنيا اليوم فى المسلمين فان أغلب الذى يدرسونه انما يثبتون من الصفات التى يسمونها صفات المعانى . سبع صفات فقط و ينكرون سواها من المعانى و يؤلونها , و صفة المعنى عندهم فى الاصطلاح ضابطها هى أنها ما دل على معنى وجودى قائم بالذات , و الذى أعترفوا بهمنها سبع صفات هى القدرة و الارادة و العلم و الحياة و السمع و البصر و الكلام.
        و نفوا غير هذه الصفات من صفات المعانى التى سأبينها و أبين أدلتها من كتاب الله , و أنكر هذه المعانى السبعة المعتزلة و أثبتوا أحكامها فقالوا : هو قادر بذاته سميع بذاته عليم بذاته حى بذاته ولم يثبتوا قدرة ولا علما و لا حياة و لا سمعا و لا بصرا فرارا منهم من تعدد القديم و هو مذهب كل العقلاء يعرفون ضلاله و تناقضه و انه اذا لم يقم بالذات علم استحال أن تقول هى عالمة بلا علم و هو تناقض واضح بأوائل العقول فاذا عرفتم هذا فسنتكلم على صفات المعانى التى أقروا بها فنقول:
        وصفوا الله تعالى بالقدرة و أثبتوا له القدرة والله جل و علا يقول فى كتابه ( ان الله على كل شئ قدير) ونحن نقطع انه تعالى متصف بصفة القدرة على الوجه اللائق بكماله و جلاله . و كذلك وصف بعض المخلوقين بالقدرة قال : (ان الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم )
        فأسند القدرة لبعض الحوادث و نسبها اليهم و نحن نعلم أن كل ما فى القرآن حق و أن المولى جل و علا قدرة حقيقية تليق بكماله و جلاله .
        كما أن المخلوقين قدرة مناسبة لحالهم و عجزهم و فنائهم و افتقارهم
        و بين قدرة الخالق و المخلوق من المنافاة و المخالفة كمثل ما بين ذات الخالق و المخلوق ....
        ووصف نفسه بالسمع و البصر فى غير ما آية من كتابه قال :
        (ان الله سميع بصير . ليس كمثله شئ و هو السميع البصير)
        ووصف بعض الحوادث بالسمع و البصر , قال, (انا خلقنا الانسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناهسميعا بصيرا . أسمع بهم و أبصر يوم يأتوننا )
        و نحن لا نشك أن القرأن حق فلله جل و علا سمع و بصر حقيقيان لائقان بجلاله و كماله . كما أن للمخلوق سمعا و بصرا حقيقين مناسبين لحاله من فقره و فنائه و عجزه وبين سمع و بصر الخالق و سمع و بصر المخلوق من المخالفة كثل ما بين ذات الخالق و المخلوق
        و هناك الكثير و الكثير
        و لكن انصح أختى بنصيحة غالية
        سئل الشيخ صالح الفوزان ...
        سما هي الكتب التى تنصحون بها للرجل المبتدئ في طلب العلم ؟
        ننصحه بحفظ المختصرات في العقيدة مثل (( ثلاثة الأصول )) و(( كشف الشبهات )) و(( كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد )) للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى
        مجلة الدعوة العدد 7161أ
        و أسأل الله لى و لكم النجاة من النار و الفوز بالجنة

        تعليق

        جاري العمل...