اعلان

Collapse
No announcement yet.

وقفة مع قول القائل : خالص المحبة !!

Collapse
X
 
  • تصنيف
  • الوقت
  • عرض
Clear All
new posts

  • وقفة مع قول القائل : خالص المحبة !!

    اضيف في الأساس بواسطة البعض يقول كذا :
    مع خالص حبي ..

    إن المحبة من العبادة
    وخالص المحبة لله تعالى
    ومن اخلص المحبة لغير الله تعالى
    فقد أشرك !
    قال عليه الصلاة والسلام :
    (من اشرك في عبادتي مع غيري
    تركته وشركه) او كما قال .

    ولعلي هنا انقل وباختصار شديد
    ما قاله العلامة ابن القيم
    في موضوع المحبة
    ومراتبها
    من باب الفائدة
    وبالله التوفيق ..
    قال ابن القيم رحمنا الله واياه ما نصه :
    "ومن خصائص الإلهية :
    الكمال المطلق من جميع الوجوه
    الذي لا نقص فيه بوجه من الوجوه
    وذلك يوجب أن تكون العبادة كلها لله له وحده
    والتعظيم
    والاجلال
    والخشية
    والدعاء
    والرجاء
    والانابة
    والتوبة
    والتوكل
    والاستعانة
    وغاية الذل
    مع غاية الحب
    كل ذلك يجب عقلا
    وشرعا
    وفطرة ان يكون له وحده
    ويمتنع ان عقلا
    وشرعا
    وفطرة ان يكون لغيره
    فمن شبَّه ذلك الغير
    بمن لا شبيه له
    ولا مثيل له
    ولا ند له
    وذلك اقبحُ التشبيهِ وابطلُهُ
    ولشدة قبحه
    وتضمنه غاية الظلم
    اخبر سبحانه عباده
    انه لا يفغره
    مه انه كتب على نفسه الرحمة
    ومن خصائص الالهية :
    العبودية التي قامت على ساقين
    لا قوام لها بدونهما :
    غاية الحب
    مع غاية الذل
    هذا تمام العبودية
    وتفاوت منازل الخلق فيها
    بحسب تفاوتهم في هذين الاصلين
    فمن اعطى حُبَّهُ
    وذله
    وخضوعه لغيره :
    فقد شبهه به
    في خالص حقه !!
    وهذا من المحال
    ان تجيء به شريعة من الشرائع
    وقُبحه مستقر :
    في كل فطرة
    وعقل
    ولكن غيَّرت الشياطين فِطَر اكثر الخلق
    وعقولهم
    وافسدتها عليهم
    واجتالتهم عنها
    ومضى على الفطرة الاولى
    من سبقت له من الله الحسنى .. الخ" من الجواب الكافي ، ص 209 وانظر ص 203
    ثم قال ابن القيم رحمنا الله واياه :
    "وخاصية التعبّد :
    الحب مع الخضوع
    والذل للمحبوب
    فمن احب شيئا
    او خضع له
    فقد تعبّد قلبه له
    بل التعبّد آخر مراتب الحب
    ويقال له :
    التتيّم أيضا .
    فإن اول مراتبه :
    العلاقة
    وسميت علاقة :لتعلق قلب المحب بالمحبوب
    قال الشاعر :
    وعَلِقتُ ليلى وهــــي ذات نمائم *** ولم يبد للاتراب من ثديها حجـــم" ص 281
    "ثم بعدها الصبابة
    وسميت بذلك
    لانصباب القلب الى المحبوب
    قال الشاعر :
    تشكّى المحبوب الصبابة ليتـــني *** تحمّلت ما يلقون من بينهم وحــدي
    فكانت لقلبي لذّة الحُــــبِّ كُلُها *** فَلم يلقها قلبــي مُحب ولا بعــدي
    ثم الغرام
    وهو لزوم الحب للقلب
    لزوما لا ينفك عنه
    ومن سُمي الغريم :
    غريما
    لملازمته صاحبه
    ومنه قوله تعالى :
    (ان عذابها
    كان غراما)
    وقد اولع المتاخرون باستعمال هذا اللفظ في الحب
    وقلّ ان تجده في اشعار العرب
    ثم العشق
    وهو افراط المحبة
    ولهذا لا يوصف به الرب سبحانه
    ولا يُطلق في حقه (1)
    ثم الشوق
    وهو سفر القلب الى المحبوب
    أحثَّ السفر
    وقد جاء اطلاقه في حق الرب تعالى
    كما في مسند الامام احمد
    من حديث عمار بن ياسر :
    (انه صلى صلاة فاوجز فيها
    فقيل له في ذلك
    فقال :
    اما اني دعوت فيها بدعوات
    كان الني ليه الصلاة والسلام يدعو بهن :
    اللهم اني اسالك بعلمك الغيب
    وقدرتك على الخق
    احييني اذا الحياة خيرا لي
    وتوفني اذا كانت الوفاة خيرا لي
    اللهم اني اسالك خشيتك في الغيب والشهادة
    واسالك كلمة الحق في الغصب والرضى
    واسالك القصد في الفقر والغنى
    واسالك نعيما لا ينفذ
    واسالك قُرة عين لا تنقطع
    واسالك بَرْدَ العيش بعد الموت
    واسالك لذة النظر الى وجهك
    واسال الشوق الى لقائك
    في غير ضراء مُضرة
    ولا فتنة مُضلة
    اللهم زيّنا بزينة الايمان
    واجعلنا هداة مهتدين)
    وفي اثر اخر :
    (طال شوق الابرار الى لقائي
    وانا الى لقائهم اشد شوقا) (2)
    وهذا هو المعنى الذي عيّر به صلى الله عليه وسلم
    بقوله :
    (من احب لقاء الله
    احب الله لقاءه)" ص 282
    "ثم التتيّم
    وهر ىخر مراتب الحب
    وهو تعبّد المُحبِّ لمحبوبه
    يقال :
    تيّمه الحب
    اذا عبّده
    ومنه :
    تيمُ الله
    اي :
    عبد الله
    وحقيقة التعبّد :
    الذل والخضوع للمحبوب
    .. واصل الشرك بالله :
    الاشراك به في المحبة
    كما قال تعالى :
    (ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا
    يحبونهم كحب الله
    والذين امنوا اشد حبا لله)" ص 289
    "ثم الخُلةوهي تتضمن كمال المحبة
    ونهايتها
    بحيث لا يبقى في قلب المحبِّ سعة لغير محبوبه
    وهي منصبٌ لا يقبل المشاركة بوجه ما" ص 293
    "وها هنا اربعة انواع من المحبة
    يجب التفريق بينها
    وانما ضل من ضل
    بعد التمييز بينها :
    احدها : محبة الله
    ولا تكفي وحدها
    في النجاة من عذاب الله
    والفوز بثوابه .. الخ
    الثاني : محبة ما يُحب الله
    وهذه هي التي تدخله في الاسلام
    وتخرجه من الكفر .. الخ
    الثالث : الحب لله وفيه
    وهي من لوازم ما يُحبُّ
    ولا تستقيم محبة ما يّحبُّ
    الا بالحب فيه وله
    الرابع : المحبة مع الله
    وهي المحبة الشركية
    وبقي قسم خامس
    ليس مما نحن فيه
    وهو المحبة الطبيعية
    وهي ميل الانسان الى يلائم طبعه
    كمحبة العطشان للماء
    والجائع للطعام
    ومحبة النوم
    والزوجة
    والولد
    فتلك لا تُذم
    الا اذا الهت عن ذكر الله
    وشغلت عن محبته
    كما قال تعالى :
    (يا ايها الذين امنوا
    لا تلهكم اموالكم
    ولا اولادكم عن ذكر الله)
    وقال تعالى :
    (رجال لا تلهيهم تجارة
    ولا بيع عن ذكر الله)" ص 292
    نسال الله لنا ولكم
    الفقه في دينه
    واتباع سنة رسوله
    صلى الله عليه وسلم
    والسلام ......














    ..............
    الحاشية :
    (1)/ "وهذا تنبيه حسن جدا
    يُرد به على بعض الادباء
    والصوفية الذين يكثرون من هذا الاستعمال
    غي حق الله سبحانه" انتهى تعليق الحلبي .
    (2)/ "قال الحافظ العراقي في تخريج الاحياء 3/8 :
    لم اجد له اصلا
    الا ان صاحب الفردوس خرّجه من حديث ابي الدرداء
    لو يذكر له ولده في مسند الفردوس اسنادا" .


  • #2
    الرد: وقفة مع قول القائل : خالص المحبة !!

    السلام عليكم

    لم أقرأ الموضوع كله لضيق وقتي الآن و لكنني فهمت المقصد و لله الحمد
    جزاك الله خير يا ماهر الغالي و ما أكثر فوائدك


    أخوك أبو أسيد
    قال الإمام أبو حاتم الرازي: "علامةُ أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر"

    تعليق

    Working...
    X