الدّيــن القيــــّـم

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
Clear All
new posts
  • أبــن الــدوحــة
    عضو فعال
    • Jul 2000
    • 207

    #1

    الدّيــن القيــــّـم

    ((فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)) ..
    () إن الإسلام هو كلمة الله إلى الناس، و رسالته إليهم، به تستقيم حياتهم و تنمو معارفهم و تنبني علاقتهم على القيم العليا، تنضبط بها مناهجهم و طرائقهم لأن عقيدة الإسلام قد فتحت أبصار الناس و بصائرهم على حقائق الوجود الكبرى، فالله إلهٌ واحد، له الأسماء الحسنى و الصّفات العليا، و هو متجلٍّ على الخلق بها.
    فلا خالق أنشأ من العدم، و لا ربّ مهيمنٌ و لا مالكَ مسيطرٌ، و لا مجيب بحقٍّ و لا معطي بغير حدٍّ و لا محيي و لا مميت إلا هو سبحانه و تعالى، و كلّ هذا الكون من عالم الشّهادة أو عالم الغيب مخلوقٌ لله، خاضعٌ له بالطاعة و الانقياد، ((و إذ قلنا للسّموات و الأرض ائتيا طوعاً أو كرهاً قالتا أتينا طائعين)) و الإنسان خلقٌ من خلق الله، كرّمه الله على ما سواه من الخلائق بالعقل و الاختيار.

    فبعقل الإنسان، يهتدي إلى بارئه .. ((و كذلك نري إبراهيم ملكوت السّموات و الأرض و ليكون من الموقنين)).

    و بإرادته يختار طريق الهدى أو طريق الضّلال .. ((و نفسٍ و ما سوّاها، فألهمها فجورها و تقواها، قد أفلح من زكّاها، و قد خاب من دسّاها)).

    و من هنا ينظر المسلم إلى كلّ ما حوله نظرة المحبّة و الألفة و الود، فخالق هذا الكون، هو الذي اجتباه و أكرمه، و هو يرعاه و يحفظه، وهو الذي يميته ثمّ يبعثه، و يغفر له و يرحمه، ثمّ فوق كلّ هذا، يثيبه و يكرمه، و كلّ ما في هذا الكون، خلقٌ من خلق الله، يلتقي الإنسان مع هذه الخلائق، بالتّسبيح و التّمجيد للخالق العظيم ((و إن من شيءٍ إلا يسبّح بحمده)).

    و هي مسخّرةٌ للإنسان، مسلمةً قيادها له لتحقيق العمران العظيم في الكون بالقيم العظيمة بناءً حضارياً عظيماً لا شقاق فيه و لا نزاع، فليس بين الإنسان و بين ما يحيط به في الكون صراعٌ أو شقاقٌ أو سباق، فالكلّ مسخّرٌ له .. ((و سخّر لكم ما في البرّ و البحر)) و نبيّ الإسلام صلى الله عليه و سلّم يقول: (أُحُدٌ جبلٌ منّا، يحبّنا و نحبّه).

    إنّ هذا التّصوّر البسيط الجميل العميق، يحقّق في نفس المسلم الانسجام و التّجانس مع نفسه أولاً، و مع الكون ثانياً، لأنّه هو الفطرة التي فطر الله الناس عليها، و هو حسب تعبير القرآن الكريم .. الدين القيّم.



    ------------------
    If you don't have what you like ;
    You sould like what you have
    If you don't have what you like ;
    You sould like what you have
جاري العمل...
X