ايها الطعان(شل) الله لسانك

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
Clear All
new posts
  • عبيرالشوق
    عضو فعال
    • Jun 2004
    • 663

    #1

    ايها الطعان(شل) الله لسانك

    مقدمة

    بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة على الهادي الامين وبعد.

    لقد كان (العلماء) حصاناً حصيناً لهذ الدين يصدون الهجمات الشرسة علية ويذودون عن حياضة

    ويبذلون الغالي والنفيس في الذب عنه حتى تهاوى اعداء الله على جنباته ولكنهم افاقوا بعد فترة ليجدوا

    ان هذا الدين لايمكن القضاء علية الابالقضاء على رموزة ومشايخة فاستلوا السيف ليطعنوا في علمائه

    ورموزة ليتحقق لهم مايريدونه من هدم هذا الدين فالى الطعانين في العلماء نقول لهم اتقوا الله .

    حرمة اعراض العلماء

    إن الحمد الله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا

    مضل له ومن يضلل فلا هادي له .

    وبعد :

    فإن من تعظيم حرمات الله تعظيم ما أمر الله بإكرامه وإجلاله وأولى الناس بذلك هم العلماء .

    قال تعالى : ( ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب ) وقال عزمن قائل ( والذين يؤذون المؤمنين

    والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا )

    وثبت في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله

    عز وجل قال(( من أذى لي ولياً فقد آذنته بالحرب)) قال الحافظ أبو القاسم ابن عساكر اعلم ياأخي وفقني

    الله وأياك لمرضاته وجعلنا ممن يخشاه ويتقي حق تقاته أن لحوم العلماء مسمومة وعادة الله في هتك

    أستار منتقصيهم معلومة وأن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب بلاه الله قبل موته بموت القلب (فليحذر

    الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنه أو يصيبهم عذاب اليم ) وإن المسيء إلى العلماء والطاعن عليهم

    بغيا وعدوا قد ركب متن الشطط ووقع في أقبح الغلط لأن حرمة العلماء مضاعفة وحقوقهم متعددة فلهم

    كل ما يثبت من حقوق المسلم على أخيه ولهم حقوق حملة القرآن الكريم ولهم حقوق العلماء العاملين

    والأولياء الصالحين وروي عن الأمام أحمد قوله(( لحوم العلماء مسمومة من شمها مرض ومن اكلها

    مات)) .

    لحوم أهل العلم مسمومة

    ومن يعاديهم سريع الهلاك

    فكن لأهل العلم عونا وإن

    عاديتهم يوما فخذ ما أتاك


    فهؤلاء المغتابون المتجرئون على العلماء الناعقون بين الرعاع هم الذين وصفهم النبي صلى الله

    عليه وسلم بقوله (( إن من الناس مفاتيح للخير فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه وويل لمن

    جعل لله مفاتيح الشر على يديه)) فكم صد أولئك الخير وفتحوا أبواب الشر بطعنهم في العلماء وتجريئهم

    في العلماء وتجريئهم السفهاء وغمزهم إياهم بالألفاظ النابيات فيا ليتهم عقدوا مجالسهم للذكر والقرآن

    وتدبر السنة وعلم البيان فما انتفعوا بما قالوا ولا نفعوا إخوانهم إذ وثقوا بهم .


    قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى(28/15)(( وليس للمعلمين أن نخربوا الناس ويفعلوا ما يلقى بينهم

    العداوة والبغضاء بل يكون مثل الإخوة المتعاونين على البر والتقوى وإذا وقع بين معلم ومعلم وتلميذ

    أو معلم وتلميذ خصومة أو مشاجرة لم يجز لأحد أن يعين أحدهما حتى يعلم الحق فلا يعاونه يجهل ولا

    يهوي وخيم العاقبة ، وجب التورع في الكلام عن المسلم عامة وعن أهل العلم خاصة )) و قال الأمام

    النووي في رياض الصالحين تحت كتاب الأمور المنهي عنها أعلم أنه ينبغي لكل مكلف أن يحفظ لسانة

    عن جميع الكلام إلا كلاما ظهرت فيه المصلحة ومتى استوى الكلام و تركه في المصلحة فالسنة

    الإمساك عنه لأنه قد ينجر الكلام المباح إلى الحرام أو المكروه وذلك كثيرا في العادة السلامة لا يعدلها

    شيء ثم قال:

    ما يباح الغيبة

    اعلم أن الغيبة تباح لغرض صحيح شرعي لا يمكن الوصول إليه إلا بها وهو بسته أسباب :

    1-التظلم

    2-الاستعانة على تغير المنكر ورد العاصي إلى الصواب

    3-الاستفتاء

    4-تحذير المسلمين من الشر ونصيحتهم وذلك من وجوه منها جرح المجروح من الرواة والشهود وذلك

    جائزة بإجماع المسلمين بل واجب للحاجة

    5-أن يكون مجاهرا بفسقه أو بدعته ، فيجوز ذكره بما يجاهر به ويحرم ذكره بغيره من العيوب

    6-التعريف إذ كان الإنسان معروفا بلقب كالأعمش.اهـ بتصرف

    وعلى هذا قام علم الجرح والتعديل ووضع العلماء له الضوابط التي تسير عليها فهو علم اختص به

    جماعة من الأقذاذ وليس مسرحا لأنصاف طلاب العلم ولا المتعالمين الجهال قال الأمام الذهبي في

    تذكرة الحفاظ(1/4)(( حق على المحدث أن يتورع فيما يؤديه وأن يسأل أهل المعرفة الورع ليعينوه

    على إيضاح مروياته ولا سبيل إلى أن يصير العارف الذي يزكي نقلة الأخبار ويجرحهم جهبذا إلا

    بإدمان الطلب والفحص عن هذا الشأن وكثرة والمذاكرة والسهر والتيقظ والفهم مع التقوى والدين المتين

    والإنصاف والتردد إلى العلماء والاتقان وإلا تفعل:

    فدع عنك الكتابة لست منها

    ولو سودت وجهك بالمداد

    فإن أنست من نفسك فهما وصدقا ودينا وورعا وإلا فلا تفعل وإن غلب عليك الهوى والعصبية لرأي

    ولمذهب فبالله لا تتعب وإن عرفت أنك مخلط مخبط مهمل لحدود الله فأرحنا منك)) اهـ .

    فكيف لو رأى الإمام الذهبي أهل زماننا ممن لا يعد من الطلاب العلم وليس منهم ولا على طريقتهم

    ثم تراه نصب نفسه إماما في علم الجرح والتعديل وهو لم يتأهل بعد ((وكيف يطير ولما يريش ؟ ))

    رحم الله الذهبي عندما قال فأين علم الحديث وأين أهله؟ كدت أن لا أراهم إلا في كتاب أو تحت تراب .

    كلام الأقران في بعض

    قد يقع عالم في الطعن على أخر مثله فلا ينبغي أن تطير بما قاله فربما يخرج الكلام لعداوة أو لحسد أو

    لمذهب قال الإمام الذهبي(( كلام الأقران بعضهم في بقض لا يعبأ به لا سيما إذا لاح لك أنه لعداوة أو

    لمذهب أو لحسد وما ينجو منه إلا من عظم الله وما علمت أن عصرا من الأعصار سلم أهله من ذلك

    سوى الأنبياء والصديقين)) ميزان الاعتدال(1/11) ورحم الله سلمه بن دينار وهو يصف حال علماء

    زمانه وما وصلوا أليه من وقيعة بعضهم في بعض فيقول :

    (العلماء كانوا فيما مضى من الزمان إذا لقي العالم من هو فوقه في العلم كان ذلك يوم غنيمة وإذا لقي

    من هو مثله ذاكره وإذا لقي من هو دونه لم يزه عليه حتى كان هذا الزمان فصار الرجل يعيب من هو

    فوقه ابتغاء أن ينقطع منه حتى يرى الناس أنه ليس به حاجة إليه ولا يذاكر من هو مثله ويزهو على

    من هو دونه فهلك الناس)اهـ .

    فكم قطع الكلام الأقران في بعضهم انتفاع الطلاب منهم وصد الناس عنهم أبكلمة واحدة يسقط العالم؟

    وبهمزة ولمزة يهجر ؟ أو بزلة أو سقطة ينتهك عرضه ويهجر قوله والله إن هذا لهو الشطط والزيغ

    عن الصراط قال ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله(2/150)( من صحت عدالته وثبتت في العلم

    إمامته وبانت ثقته وبالعلم عنايته لم يلتفت فيه إلى قول واحد إلا أن يأتي في جرحته ببينه عادلة يصح

    بها جرحته على طريق الشهادات والعمل فيها من المشاهد والمعانية لذلك بما يوجب تصديق فيما قاله

    لبراءته من الغل والحسد والعداوة والمنافسة وسلامته من ذلك كله فذلك كله يوجب قبوله قوله من جهة

    الفقه والنظر.
    وساق عن ابن عباس رضي الله عنهما قوله ( خذوا العلم حيث وجدتم ولا تقبلوا قول الفقهاء بعضهم

    في بعض فإنهم يتغايرون )

    وإنما نحترمك ما احترمت العلماء

    من الناس من طبعه طبع خنزير يمر على الطيبات فلا يلوي لها عنقا فإذا وجد رجيعا أو روثاً همّه

    والتهمه فهكذا القلوب المريضه لا تحفظ إلا الشر ولا يستر وجهها إلا سماع السقط ففي تناقل زلل الناس

    غايتها المنشود وعنايتها الدؤوبة قال ابن الأثير( إنما السيد من عدت سقطاته وأخذت غلطاته فهي الدنيا

    لا يكمل بها شيء فمن لم يحترم العلماء- وإن بدرت منهم بادرة- فليس محترماً عندهم ذكر الذهبي في

    السير(19/581) عن الحافظ ابن عساكر قال ((كان العبدري أحفظ شيخ لقيته وكان فقيها داودياً ذكر أنه

    دخل دمشق في حياة أبي القاسم بن أبي العلاء وسمعته وقد ذكر مالك فقال: جلف جاف ضرب هشام

    بن عمار بالدرة وقرأت عليه( الأموال) لأبي عبيد فقال ما كان إلا حمارا مغفلا لا يعرف الفقه . وقيل

    لي عنه إنه قال في إبراهيم النخعي أعور سوء فاجتمعنا يوما عند ابن السمر قندي في قراءة كتاب(

    الكامل) فجاء فيه وقال السعدي كذا فقال يكذب ابن عدي يكذب ابن عدي إنما ذا قول إبراهيم الجوزجاني

    فقلت له فهو السعدي فإلى كم نحتمل منك سوء الأدب تقول في إبراهيم كذا وكذا وتقول في مالك جاف

    وتقول في أبي عبيد فغضب وأخذته الرعدة وقال كان ابن الخاضبة والبرداني وغيرهما يخافونني قال

    الأمر إلى أن تقول فيّ هذا فقال له ابن السمرقندي هذا بذاك .

    فقلت إنما نحترمك ما احترمت الأئمة فهذا كما قالوا :

    إن يسمعوا الخير يخفوه وإن سمعوا شرا أذاعوه وإن لم يسمعوا كذبوا))اهـ

    وقارن بين هؤلاء وبين ما قاله الإمام الهمام المنصف ابن القيم (من قواعد الشرع والحكمة أيضا أن

    من كثرت حسناته وعظمت وكان له في الإسلام تأثير ظاهر فإنه يحتمل منه ما لا يحتمل لغيره ويعفى

    عنه ما لا يعفي غيره فإن المعصية خبث والماء إذا بلغ قلتين لم يحمل الخبث بخلاف الماء القليل فإنه

    لا يحتمل أدنى خبث)
    .

    نصيحة

    عليك بالجماعة وإياك والشذوذ واشتغل بالعلم ودعك من قيل وقال واتق زلة العالم فقد يقول اليوم قولا

    ويرجع عنه ويتوب فتتحير ولا تهتدي صحح نيتك وحدد هدفك واهتم بما ينفعك واهجر ما يضرك ولا

    تحمل في قلبك بغضا وغلا لمن كان سببا في هدايتك فرب العالمين يقول ( والذين جاءوا من بعدهم

    يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك

    رءوف رحيم )

    وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

    نسقة لكم اخوكم عبيرالشوق
    للمجاهد في سبيل الله

    يافـدى عـينـيك جـيل من رفات***ذاب بـالـعـود وبالـمزمارهـامـا
    يافدى عينيك جيش من ركاماُ***نُـكّست راياتة البيض انهزامـا
    يافدى جـثمانك الطاهـرشعـب***اسلم الباغي كما يهوى الزماما


  • عبيرالشوق
    عضو فعال
    • Jun 2004
    • 663

    #2
    الرد: ايها الطعان(شل) الله لسانك

    يرفع لعل الله ينفع به من كان له قلب
    للمجاهد في سبيل الله

    يافـدى عـينـيك جـيل من رفات***ذاب بـالـعـود وبالـمزمارهـامـا
    يافدى عينيك جيش من ركاماُ***نُـكّست راياتة البيض انهزامـا
    يافدى جـثمانك الطاهـرشعـب***اسلم الباغي كما يهوى الزماما


    تعليق

    جاري العمل...
    X