في أفقر مراحل تاريخنا .. في أحقر مراحل انحطاطنا ، لم نعرف متطرفا و لا أحمق و لا جاهلا و لا بليدا ذهب يصفي حسابه مع ابن بلده و يقتل العشرات من اخوانه غدرا ، في الوقت الذي يمرح فيه المحتل الاجنبي و يصول و يجول .
في الدرك السافل من تخلفنا ، لم نعرف سفيها سدد خنجره لظهر أخيه و عدوهما واقف امامهما يتفرج و يضحك ، بل و يستنكر .
في قمة الخيانة والغدر لم نسمع بمدعي الجهاد ناهيك عن مجاهد يفر من أرض المعركة قبل دخول العدو ثم يعود بشريط مسجل بكل وقاحة يدعي النصر ويطالب الموتى بالصمود بوجه العدو.
يا للهول ، كأني لا اعرف هذه الأمة ، أي أعشاش فرخت عصافير الشؤم هذه بأمخاخ العصافير و مخالب الابالسة ؟ كيف نسفوا اربعة عشر قرنا في لمح البصر ، و عادوا راقصين بغبطة للجاهلية الاولى ؟
لكن ، عفوا سيدتي الجاهلية ، دلوني على رجل جاهلي واحد سدد خنجر غدره لناصية أمته حقدا ، حسدا ، جهلا و عارا ..
عفوا ، الجاهلية أكثر حضارة من هؤلاء الهمج ، أكثر رقيا من كلاب الصليب خوارج العصر .
إنه الفقر الثقافي ، و الفقر الفكري و الفقر الديني و الفقر الاخلاقي .. كل هذا يتفاعل ليجعل من صاحبه قاتلا سفاحا .. مرتزقاً للعدو من حيث يعلم ومن حيث لا يعلم.
نعم ، "كاد الفقر أن يكون كفرا" ، لكني ما كنت أعرف الكفر همجية و وحشية و غباء و انحطاطا . ما كنت أعرف الكفر دوسا على الشرائع باسم الشرائع ، و لا على اسم الله باسم الله . ذبحا لشريف القبيلة في القبيلة تحت انظار أهل القبيلة ..
كيف وصلنا لهذا الدرك ؟ لهذا المستنقع ؟ الى فجور الخوارج بتلاعبهم بأسم الدين ورأيه الجهاد.؟
في أحلى احلامه لم يحلم بوش بهذه الهدية الجميلة ..
في احلى احلامه لم يحلم بوش بهذه الهدية الرائعة ..
كل جرائم بوش مسحتها خرقة التعصب و الغدر النتنة دما و جهلا ..
كل جرائم بوش مسحتها اسفنجة الارهاب العربي المضمخة صديدا و حقارة .
لكنها "أمة ضحكت من جهلها الأمم" .
(م) بتصرف
تعليق