
المنزل.. الحَلبة التي يقع فيها الاستهلاك! - د.زيد محمد الرماني
د.زيد محمد الرماني
يعتبر المنزل في أحوال كثيرة الحلبة التي يقع فيها الاستهلاك.
حيث تترك أغلبية النظريات الجغرافية العالم الأنثوي التقليدي، في تركيزها على (الإنتاج) ومن ثم على التبادل، وهي نادراً ما تنظر إلى استعمال السلع، خاضعاً لتدبير يسيطر عليه الذكور.
ويقلل كذلك اعتبار الاستهلاك بأنه حول منتجات متنوعة من أهمية الدور الذي يكتسبه كثير من هذه السلع بصفتها أدوات في جهد منزلي مجاني (في الأغلب يكون الجهد أنثوياً).
في كل حالة على حدة، اعتبرت الجغرافيات المرتبطة بالنساء مقررة أو مسيطراً عليها - باعتبارها ثانوية وخاضعة - من قبل الجغرافيات الأخرى. نحن في حاجة إلى التركيز على هذه القضايا المفعمة بالجنوسة.
علاوة على ذلك، في عالم عولمي بشكل متزايد سيكون هناك تنوع متزايد وتعدد أنماط الاستهلاك. لكن ربما يمكن تلخيص المفارقات الظاهرية للتعدد والتجانس بشكل أفضل في إعلان للبطاقة الدائنة ماستر كارد.
فإلى عهد قريب كان يقتصر أغلب العمل الجغرافي على الاستهلاك على أوصاف البيع بالتقسيط وأنماط التوزيع. أخيراً بدأ الجغرافيون يرون الاستهلاك أبعد بكثير من هذا.
أولاً، كانت هناك إعادة النظر في الأفضية التي تباع فيها السلع والخدمات.
ثانياً، بدأ الجغرافيون يدرسون أشكال الخرائطية الرمزية التي قد تشكلها السلع والخدمات.
وأخيراً، فإن الاستهلاك يتضمن استعمال السلع - وليس شراءها فحسب ومن ثم فقد قلصت الاستهلاك إلى هدفه المالي تماماً، ذلك أن الاستهلاك يتسع إلى أبعد من نقطة الشراء.
وإذا فكرنا بتمعن في التطور التاريخي لبيع السلع، فالبداية الجيدة هي ساحة السوق. حيث لعبت الأفضية الخاصة دوراً حاسماً في تطور المجتمعات الرأسمالية. وكثيراً ما تُستعمل (السوق) لتتضمن التجارة المجردة والنائية.
ويجدر بنا التفكير بتمعن أيضاً فيما تعنيه المعارض والأسواق في سياق تاريخي وفي ما يمكن للأسواق التاريخية أن تخبرنا به حول جغرافيات الاستهلاك. فقد كانت تعين فضائياً وزمنياً كأماكن منعزلة - أيام السوق، معارض أسبوعية أو سنوية.
كانت مناسبات خاصة يسافر إليها الناس الذين باجتماعهم يحدثون فضاء مختلفاً عن العادة. إنه فضاء تشكل في فترات فاصلة من الحياة اليومية.
وقد شهد القرن التاسع عشر انتشاراً ضخماً للأسواق الرأسمالية وإحداثاً لأفضية الاستهلاك الجديدة.
وعلى الرغم من أن البيئات المطوقة قد تضاعفت، في كل أنحاء المدينة، كانت هناك كذلك نهضة المدينة نفسها كحلبة للاستهلاك. يعود هذا إلى حد ما إلى استراتيجيات التجديد الحضري التي تسعى إلى التغلب على المنحى المناهض للتصنيع من خلال تعزيز أفضية الاستهلاك.
لقد كانت روايات الاستهلاك العولمي عادة مقيدة في سلسلة من الثنائيات، حيث (النمط السائد) يقابل (التقليد)، و (ما هو غربي) يقابل (ما هو محلي)، وفي الواقع (ما هو مصنوع بالجملة) يقابل (ما هو يدوي). مع ذلك يجب عدم قبول هذا التعارض في معناه الظاهري فحسب. وتبدو التقاليد ثابتة إلا أن البحث الدقيق كثيراً ما يكشف أن الأشكال التقليدية قد تطورت باستمرار. وبالمثل، ما يعتبر الآن (تقليدياً) من المحتمل جداً أنه قد أُلهم من قبل النزعات المعاصرة.
وتقودنا دلالات المنتجات إلى دراسة جغرافيات الاستهلاك. ويفتح العمل الآن مجموعات من المعاني أُحدثت من خلال تجميع السلع من قبل المستهلكين. ونتج هذا عن الاستياء من طريقة كثير من تحليلات الإعلانات والسلع، تحليلات تنظر إلى المستهلكين على أنهم سذج ضحايا.
قد نقترح الآن أن الاستهلاك الجماعي يشكل السياق المسيطر الذي من خلاله يحقق الناس المعاني في حيواتهم وينظمون علاقتهم بالعالم. كما يجب أن ننظر إلى الطريقة التي يجمع الناس بها السلع ويستعملونها وكيف وأين تباع.
آراء الكتاب
-
الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ
- 367
- 2016-02-09 17:29:26
محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...
-
حراسة الرمز - سعد الدوسري
- 478
- 2016-02-09 17:29:27
سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...
-
الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض
- 318
- 2016-02-09 17:29:30
د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...
-
بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد
- 366
- 2016-02-09 17:29:32
يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...
-
دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي
- 344
- 2016-02-09 17:29:35
ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...
-
التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد
- 520
- 2016-02-09 17:32:18
لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...