Wednesday, June 18, 2025

All the News That's Fit to Print

عثمان بن حمد أباالخيل

أخطاء كارثية في عالم الطيران، أخطاء بشرية في عالم تحكيم كرة القدم، أخطاء مؤلمة في عالم الطب، أخطاء مرورية لقائدي المركبات، أخطاء قانونية في صياغة العقود، أخطاء بشرية في عالم اختيار الزوجة أو الزوج المناسب، أخطاء بشرية في الثقة العمياء بالآخرين، أخطاء بشرية في عالم مدققي الحسابات، أخطاء بشرية في عالم البحث العلمي، أخطاء إملائية، أخطاء لغوية، أخطاء كارثية في غرفة التحكم للصنع الكيماوي، الكثير من الأخطاء التي يرتكبها الإنسان في حياته.

ارتكاب الأخطاء في الحياة هو شيء طبيعي والإنسان لا بد له خلال عمره أن يرتكب أخطاء وهذه هي الطبيعة البشرية الفطرية ومستحيل أن تجد شخصاً كاملاً لم يرتكب أخطاء في حياته. نحن بشر معرضون للوقوع في الأخطاء ولسنا الآلات، بل بشر نخطئ. الخطأ الحقيقي هو تمادي المخطئ في خطئه، وعدم اعترافه به، وإصراره عليه، وجداله عنه بالباطل، واعتبار الرجوع عنه نقيصة. أتساءل هل الأخطاء الكارثية مؤلمة ولها تأثير على المدى البعيد والقريب، برأي الشخصي نعم على سبيل المثال أخطاء حكام كرة القدم، هل الأخطاء الكارثية جزء من التحكيم نعم هي تعتبر جزءاً من اللعبة ولن تختفي منها، لكنها كارثية بكل المعايير حين تغير النتيجة النهائية.

الأخطاء الكارثية عندما تقع تكون إما بسبب قصور الرؤية أو سوء تقدير لدراسة الموقف أو عدم الاستبصار للعواقب المستقبلية أو عدم الإنصات للتحذيرات والأخذ بالمشورة. تاريخ البشرية يعج بالأخطاء الكارثية، حيث تشمل كل جوانب الحياة.. فقد كان أهم أخطاء العلم والتكنولوجيا هي صناعة البارود والديناميت والقنبلة النووية، وما أحدثه من دمار للإنسان والبيئة.

في مطلع السبعينيات ظهر مفهوم الجودة في العمل وسمي ذلك مفهوم (صفرية الأخطاء)، الأخطاء البشرية المدربة غير مسموح لها بالخطأ وطبق هذا المفهوم في بعض دول العالم، أحقاً ليس هناك أخطاء بشرية في أداء العمل شخصياً لا أرى هذا صحيحاً فحيث وجد الإنسان وجد الخطأ الذي يمكن تصحيحه.

لكن ماذا عن الخطأ أو الأخطاء التي يرتكبها الإنسان بحق نفسه وحق الآخرين؟ كل منا لديه أخطاء، ولا يوجد إنسان خال من العيوب، لكن للأسف هناك من يحب تصيّد أخطاء الآخرين والمبرر يكون بحثاً عن مثالية وهمية بغض النظر عن المبررات.

تصيّد الأخطاء يباعد بين هذا الشخص والآخرين. في رأيي الشخصي من يتصيّد هفوات الآخرين هدفه العبث بالمشاعر الإنسانية، وخلق حالة من عدم الاستقرار تمامًا كالمنخفضات الجوية التي تحذّر منه الهيئة العامة للأرصاد.

إن ثقافة التصيّد ظهرت بصورة جلية مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، والتي اسميها وسائل التباعد الاجتماعي بصورها السلبية. يقول ابن الجوزي: «ما يزال التغافل عن الزلات من أرقى شيم الكرام، فإن اهتم المرء بكل زلة وخطيئة تعب وأتعب، والعاقل الذكي من لا يدقق في كل صغيرة وكبيرة مع أهله وأحبابه وأصحابه وزملائه كي تحلو مجالسته وتصفو عشرته».

يقول الشاعر بشار بن بُرد:

إذا كنتَ في كُلِّ الأُمُورِ مُعاتِباً

صَدِيقَكَ، لم تَلْقَ الذي لا تُعاتِبُهْ

آراء الكتاب

  • الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ

    محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...

  • حراسة الرمز - سعد الدوسري

    سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...

  • الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض

    د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...

  • بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد

    يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...

  • دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي

    ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...

  • التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد

    لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...