
عظمة الاسم تكفي! - خالد بن عبدالرحمن الذييب
خالد بن عبدالرحمن الذييب
ينقل آلان دوبتون في كتابه «عزاءات الفلسفة» عن ميشيل مونتين (1523 - 1592) وهو كاتب فرنسي وأحد رواد المقالة الحديثة في أوروبا، متحدثاً عن آراء سقراط المنقولة بكتابات أفلاطون قوله: «صيغة محادثات سقراط التي أورثنا إياها أصدقاؤه لم تسترعِ انتباهنا إلا لكوننا سُحرنا بالاتفاق العام حيالها»، وكأن المعنى أننا سمعنا عن عظمة سقراط وأفلاطون فأصبحنا نتقبل الآراء كونها من سقراط فقط، فهل سحر الاسم له دور في الاتفاق مع سحر العبارة والأفكار؟، هل الهالة المحاطة بالأسماء يكون لها دور بارز في تقبُّل أفكارها أو تناقلها؟ إلى حد ما «نعم» مع الأسف، فهناك نوع من البشر ليس لديه قدرة كبيرة على تمييز الأشياء، وتمحيص الأفكار، ولكن هيبة الاسم تفرق كثيراً معه، فإن قلت له قال: عباس محمود، لم يقتنع، ولكن إن قلت من قالها عباس العقاد، لخر مصدقاً وأناب، وتبنّى هذه الفكرة لأن من قالها «العقاد» فقط، وينطبق ذلك على الأسماء الكبيرة في الفكر والفلسفة.
الرأي أو الفكرة عندما تأتي من أصحاب الشهرة والسمعة الفلسفية أو الفكرية تجد لها قبولاً، ولكن عندما تأتي نفس الفكرة ممن هم مثلنا ويشبهوننا فلا تأخذ الأثر نفسه. فنحن عادة لا نعطي من يشبهوننا ذلك الاهتمام الكافي، ولا نشعر بهم إلا بعد فقدهم، بل ربما أننا لا نشعر بهم أبداً، وينطبق عليهم المثل القائل من «عرفك صغير حقرك كبير»، فالعبارة لا نعيرها اهتماماً إلا إذا تم توقيعها باسم «أرسطو» حتى لو لم يقلها أرسطو، وقس على ذلك بقية الأسماء المشهورة، روسو، فولتير، ابن رشد، ابن سينا، فهذه الأسماء لها وقع عند الناس، فعظمة الاسم تكفي أحياناً للاقتناع بفكرة، وهذه حقيقة مؤلمة.
في ذروة فترة المنتديات ناقشت أحدهم حول نزار قباني الذي كنت أرى أن «جزءاً» من شهرته نتيجة الهالة الإعلامية التي كان يحاط بها بينما الآخر كان يدافع بشراسة عن نزار وشاعريته، وإنهاء للموضوع كتبت أبياتاً من تأليفي في لحظة سريعة وكل ما قمت به هو أن خلطت أسماء آلهة الإغريق بأساطير الرومان، ووضعت بينها حروفاً وكلمات لتبدو مفهومة فقط وختمت أبياتي المزعومة بـ»يا لكِ من وردة قطفت وردة»، وقلت بما معناه حتى وإن اختلفت معك في شعر نزار إلا أن هذه إحدى قصائده الجميلة التي لا أنكر فيها شاعريته، فوقع صاحبنا في الفخ وأشاد بالأبيات! وعرفت حينها أن لبعض الأسماء هالة من القداسة يصعب علينا إزالة الغشاوة عنها، وإن حاولت ستُتهم بالجهل وربما الرجعية.
أخيراً...
بعض الأسماء كفيلة بخداع ضعاف العقول فلا تكن منهم.
ما بعد أخيراً...
حكِّم عقلك واحذر أن تموت وهو بقراطيسه.
آراء الكتاب
-
الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ
- 366
- 2016-02-09 17:29:26
محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...
-
حراسة الرمز - سعد الدوسري
- 475
- 2016-02-09 17:29:27
سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...
-
الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض
- 316
- 2016-02-09 17:29:30
د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...
-
بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد
- 364
- 2016-02-09 17:29:32
يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...
-
دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي
- 342
- 2016-02-09 17:29:35
ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...
-
التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد
- 517
- 2016-02-09 17:32:18
لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...