Monday, May 19, 2025

All the News That's Fit to Print

د. ناهد باشطح

فاصلة:

«الصحة النفسية ليست غياب المرض، بل هي القدرة على التكيّف والنمو في بيئة دائمة التغير».

- منظمة الصحة العالمية (WHO)-

عندما بحثت عن إجابة لتساؤلي حول اختلاف احتياجات المرأة السعودية عن غيرها من النساء؛ فذلك لإدراكي بأن الاضطرابات النفسية تخضع لعوامل عدة، فإذا كانت المرأة السعودية والكويتية هن الأكثر اكتئاباً حسب دراسة حديثة نشرتها جامعة كامبريدج في أغسطس 2024 للباحثة ميثاء البلوشي وآخرون؛ فذلك بسبب عدم المساواة بين الجنسين!

لكن الإشكالية لا تتجسد في عامل واحد إذ إن هناك عوامل أخرى لعبت دوراً في التأثير النفسي، إذ منذ أن وضعت رؤية 2030 للرفاهية مكانة محورية إلى جانب تمكين المرأة فإن التغيّر السريع في الحقوق والمسؤوليات ربما أدى إلى زيادة مصادر التوتر.

ففي دراسة لنورة المدني ومي الوسمي عام 2023م قامت الباحثتان بتقييم السعادة والصحة النفسية (الأعراض الجسدية، والاكتئاب، والقلق، والأرق، والاختلال الاجتماعي) لدى 308 امرأة سعودية تتراوح أعمارهن بين 15 و50 عامًا أظهرت المشاركات رضا عامًا، لكنهن أظهرن الآتي:

- ضائقة نفسية.

- تحسن صحة النساء المتزوجات النفسية مقارنةً بالنساء العازبات.

- ظهر الاكتئاب أعلى بين النساء الأصغر سنًا.

- أظهرت النساء العاملات وذوات المستوى التعليمي الأعلى أداءً اجتماعيًا أقل.

- ارتبطت درجات السعادة ارتباطًا عكسيًا بدرجات الصحة النفسية العامة،

في جميع الأحوال فإن جميع النساء، بغض النظر عن الجنسية، يحتجن إلى: (الأمان، الحب والقبول، التقدير والاحترام، الحرية والتعبير عن الذات، النمو الشخصي والعاطفي).

هذه احتياجات إنسانية شاملة تشترك فيها النساء في كل العالم، لكن هناك سياق مختلف لدى المرأة السعودية التي تعيش ضمن ثقافة محافظة، وتمر بتحولات اجتماعية واقتصادية كبرى، ما يجعل بعض احتياجاتها النفسية تأخذ طابعًا مختلفًا، منها:

1- الحاجة إلى الأمان العاطفي والاجتماعي

بسبب التغير السريع في دور المرأة، قد تواجه صراعًا داخليًا بين التقاليد والحريات الجديدة بسبب التوقعات المجتمعية حول الزواج، أو السلوك العام.

2- الحاجة إلى التقدير والاعتراف

رغم التقدم الكبير في تمكين المرأة لدينا، لا تزال بعض الأصوات تقلل من نجاح المرأة خارج أدوارها التقليدية.

3- الاستقلالية النفسية

بما أن المرأة السعودية حديثة العهد نسبيًا بالقرارات الفردية (مثل السفر، استقلالية السكن...)، لذلك فإن الحاجة لإثبات الذات قد تكون لديها أقوى.

4- الصراع بين الداخل والخارج

قد تعيش المرأة السعودية الهوية المزدوجة بين حياة متحررة في الخارج، وقيود نسبية في الداخل ضمن الأعراف.

5- الحاجة للتصالح مع الجسد والأنوثة

المبالغة في المثالية الجمالية التي تعززها بعض مواقع التواصل الاجتماعي، تجعل كثيرًا من النساء يشعرن بالرفض الجسدي أو العاطفي.

المرأة السعودية لا تختلف من حيث الاحتياج النفسي عن بقية نساء العالم ، لكنها تعيش نسختها الخاصة من تلك الاحتياجات تحت تأثير ثقافي واجتماعي وديني مختلف نسبياً، فاذا آمنا بما تواجهه المرأة السعودية من صعوبات جعلتها تحتاج إلى اهتمام أكبر بالخدمات الصحية النفسية الموجهة لها ربما استطعنا فهم تفردها بانتشار بعض الأمراض العضوية.

المصادر:

- Almadani, N. A., الجزيرة Alwesmi, M. B. (2023). The relationship between happiness and mental health among Saudi women. Brain Sciences, 13(4), 526. https://doi.org/10.3390/brainsci13040526

- Al Balushi, M., et al. (2024). Association between females and males in the prevalence of depression in the Gulf Cooperation Council (GCC) countries. BJPsych Open, Cambridge University Press. https://doi.org/10.1192/bjo.2024.

آراء الكتاب

  • الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ

    محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...

  • حراسة الرمز - سعد الدوسري

    سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...

  • الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض

    د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...

  • بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد

    يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...

  • دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي

    ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...

  • التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد

    لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...