نصف نهائي سعودي آسيوي - عبد العزيز الهدلق

عبد العزيز الهدلق

لا صوت يعلو رياضياً اليوم وكروياً فوق صوت مباراة الهلال والأهلي في نصف نهائي بطولة النخبة الآسيوية لأبطال الدوري، فالمباراة تأتي في ظروف فنية وجماهيرية وتنافسية عالية، ولم يسبق لها مثيل؛ فالفريقان على المستوى الفني متقاربان جداً، وكذلك على المستوى العناصري، وسيكون الفارق المرجح بينهما قدرة كل مدرب من مدربي الفريقين على قيادة فريقه، وتوظيف عناصره، ومدى استجابة هذه العناصر وتفاعلها مع مدربها، إضافة إلى حالات الإبداع الذاتي للاعبين.

وكل فريق يملك عناصر مميزة قادرة على ترجيح كفة فريقها، ففي الهلال يبرز ثلاثة أسماء مؤثِّرة جداً هي سافيتش ومالكوم وسالم الدوسري، وعلى الجانب الأهلاوي هناك رياض محرز وجالينو وإيفان، وبالتأكيد أن هؤلاء الثلاثي في كل فريق سيكون لهم النصيب الأوفر من تعليمات وتوجيهات المدربين، فنتيجة المباراة ستكون مرتبطة بهؤلاء، والثلاثي الذي سيتفوق هو الذي سيقود فريقه للنهائي الآسيوي الكبير.

ومباراتا الدوري هذا الموسم شهدتا تبادل الانتصارات بين الفريقين، فقد فاز الهلال في القسم الأول بجدة، وفاز الأهلي في القسم الثاني بالرياض. ويبقى الحافز الكبير الذي تقدمه المباراة لكلا الفريقين مهماً جداً لمنحهما دافعاً قوياً من أجل الفوز، فالحافر هو الوصول لنهائي البطولة، وهو فرصة ذهبية صعب تكرارها مرة أخرى على من يفرِّط فيها.

والعامل المشترك الثابت في مباراة اليوم أن الفائز يستحق أن يُقال له مبروك، وللخاسر حظاً أوفر في المنازلات والبطولات الكبرى القادمة. وليس صحيحاً على الإطلاق أن الفائز سيكون هو بطل آسيا. فالطرف الآخر في النهائي سيكون له نسبة من الحظ لا تقل عن (50 %).

زوايا

** كشفت مباريات ربع نهائي النخبة الآسيوية لأبطال الدوري المقامة في جدة فارق الشعبية والجماهيرية بين الأندية السعودية المشاركة، فرغم أن المباريات تُقام في جدة، حيث مقر النادي الأهلي ومعقل جماهيره إلا أن الهلال حظي بحضور جماهيري أكبر في المباراة الأولى، فيما صدم النصر الشارع الرياضي بحضور جماهيري متواضع للغاية لم يتجاوز (12) ألف متفرج إلا بقليل!

** من حاول التقليل من أحقية الهلال وجدارته بحصوله على كأس آسيا لأبطال الدوري في السابق بحجة أن ذلك لم يتحقق إلا بعد فصل الشرق عن الغرب، ما رأيه الآن وأفضل فرق شرق القارة من اليابان وكوريا تخرج مهزومة أمام الفرق السعودية بالثلاثة والأربعة والسبعة أهداف؟!

** نجم الهلال الأول سيرجي سافيتش منذ موسمين وهو يلعب في ثلاثة مراكز ويبذل جهد ثلاثة لاعبين في كل مباراة، وهذا ما استنزف جهده وطاقته، فهو يساند نيفيز في المحور الدفاعي، وفي خط الوسط خلف المهاجم، وفي منطقة جزاء المنافس مسجلاً للأهداف. هذا اللاعب بالمقاييس الكروية الفنية هو الرقم الصعب في تشكيلة الهلال.

** طاقم الأهلي المشارك في بطولة النخبة الآسيوية مكون من (12) لاعباً أجنبياً، مما أتاح أريحية كبيرة لمدربه يايسله لاختيار العناصر الأكثر جاهزية للمشاركة، ومنحه أفضلية أكثر من غيره في الهلال والنصر الملتزمين بعدد (10) لاعبين أجانب.

** إثبات الشعبية الجماهيرية الطاغية للهلال في جدة بالحضور والأرقام تسبب للكثيرين بهزة وصدمة نفسية جعلته يضرب أخماساً بأسداس، بعدما كانوا مستمتعين بالجماهيرية الإنشائية والشعبية الوهمية المثبتة بالروايات الشفهية.

** بطولة النخبة الآسيوية ستنقذ مدربين ورؤساء أندية، وستفتح نار الهجوم والمطالبة بالرحيل على آخرين.