السبت, تشرين1/أكتوير 25, 2025

All the News That's Fit to Print

د.عبدالعزيز الجار الله

كانت كلمة وزير النقل والخدمات اللوجيستية ورئيس مجلس إدارة الخطوط الحديدية السعودية «سار»، م. صالح الجاسر، كلمته الافتتاحية في النسخة الثانية من «المؤتمر والمعرض السعودي الدولي للخطوط الحديدية»، يوم الأحد 19 أكتوبر 2025، كانت عودة لذاكرة الستينيات والسبعينيات الميلادية تحدي الجبال والرمال أثناء مد الطرق البرية المعبدة، والذي حققت به المملكة إعجازاً كبيراً عندما ربطت محافظات ومناطق المملكة الغربية والجنوبية ببعضها عبر عقبات وأنفاق في المرتفعات الغربية جبال: السروات والحجاز ومدين، وأيضاً ربطت مدن ومناطق رمال وكثبان: الربع الخالي، والنفود الكبير، والدهناء، والجافورة، وعريق البلدان، والثويرات، والسر، ببعضها بما يعرف بتحدي الرمال.

فالبنية الجيولوجية والطبوغرافية للمملكة بنية مركبة ومعقدة لأنها تضم قطاعين تقسم المملكة إلى : الغربي قطاع الدرع العربي، والقطاع الشرقي الرسوبي الرف العربي. يشكل الدرع العربي الجبال العالية يصل ارتفاع بعضها إلى (3) كيلومتر مربع وطول المرتفعات الغربية من الشمال تبوك إلى الجنوب جازان نحو 1650 كيلومتر، تقع عليها تقريبا الحرات البركانية التي تبلغ مساحة الحرات في المملكة نحو (90.000) كيلومتر مربع.

والقطاع الشرقي الرسوبي يوجد داخله أكبر التجمعات الرملية: الربع الخالي، النفود الكبير، الدهناء، الجافورة وغيرها. تبلغ مساحة التجمعات الرملية في المملكة نحو (635.000 ) كيلومتر مربع، تمثل نحو (33 %) من مساحة المملكة التي تبلغ نحو مليوني (2) كيلو متر مربع. وسلسلة جبال طويق تمتد من نجران جنوبا إلى الزلفي شمالا بطول 1200 كيلو متر وبعض قممها يصل إلى 1196 مترا، وحافة العرمة طولها من الشمال إلى الجنوب (400) كم، كذلك أودية طويلة جدا تتحول عند جريانها إلى أنهر ضخمة في القطاعين منها وادي الرمة طول الوادي (510) كم، ووادي بيشة (460) كم ووادي الحمض (400) كم.

وهذه الأودية وغيرها تجري في الاتجاهين من الغرب إلى الشرق والعكس حسب مناطق تقسيم الجبال، تمر عبرها مسارات القطارات، فالجبال والحافات الشاهقة، وبحار الرمال، والأودية الجارفة، والسبخات الطينية تعد من المعضلات والمعوقات لمسارات القطار.

لكن التحديات تتحول عند بعض الدول إلى طموح وهذا واقع المملكة.

تحدث وزير النقل المهندس صالح الجاسر عن طموح ومشروعات النقل رغم التحديات الجغرافية، وقال:

- إن النقل السككي أصبح ركيزةً أساسيةً للتنمية ودعم الاقتصاد الوطني من خلال تسهيل حركة التجارة، وتوسيع خيارات النقل المستدام لدعم قطاع اللوجيستيات وحركة النقل للأفراد والبضائع، وتحقيق الاستدامة البيئية ورفع مستوى السلامة المرورية.

- العام الماضي - 2024 - شهد إضافة نوعية كبرى في قطاع السكك الحديدية بالمملكة عبر تدشين «قطار الرياض» ضمن مشروع الملك عبد العزيز للنقل، الذي تجاوز عدد مستخدميه خلال أشهر قليلة 100 مليون راكب، في شبكة العاصمة التي تُعدّ من أكبر شبكات القطارات للنقل داخل المدن على مستوى العالم.

- إن شبكة «سار» شهدت خلال العام الماضي -2024 - قفزات نوعية وأرقاماً قياسية، حيث تم نقل أكثر من 13 مليون راكب عبر شبكات «سار» الأربع، في حين نقلت قطارات الشحن أكثر من 28 مليون طن من البضائع والمعادن.

- إن العام الماضي -2024 - كان أيضاً عاماً استثنائياً؛ حيث شهد الإعلان عن عدد من العقود والاتفاقات المهمة، مثل شراء 10 قطارات حديثة، والإعلان عن «قطار الصحراء» السياحي، الذي يعدّ الأول في المنطقة.

- تم الإعلان أخيراً عن عدد من المشروعات الواعدة، من بينها مشروع «قطار القدية السريع» الذي سيربط مطار الملك سلمان الدولي بمركز الملك عبد الله المالي ومدينة القدية عبر قطار عالي السرعة تصل سرعته إلى 250 كيلومتراً في الساعة، ليُوفر تجربة تنقل حضرية متكاملة خلال 30 دقيقة، مما يُشكِّل ركيزةً مهمةً لمدينة الرياض، ويعزِّز الربط المحلي والإقليمي.

وأكد الرئيس التنفيذي لـ»سار»، الدكتور بشار المالك، أن صناعة السكك الحديدية على المستوى العالمي تشهد نمواً وتوسعاً غير مسبوقَين، وأن شبكات دول مجموعة العشرين تجاوزت أطوالها 900 ألف كيلومتر، بما يشمل أكثر من 33 ألف كيلومتر من القطارات عالية السرعة، مما يؤكد أهمية دور السكك الحديدية في عمليات الشحن ونقل الركاب.

- الاستثمارات السنوية في القطاع عالمياً تبلغ نحو تريليونَي ريال، تشمل مجالات الإنشاء والتشغيل والتصنيع، وهو ما يعكس حجم الفرص الكبيرة في هذا القطاع، لكنه في الوقت ذاته يتطلب تعاوناً بين الحكومات والقطاع الخاص والمستثمرين.

- شبكات السكك الحديدية في المملكة تمتد لأكثر من 5500 كيلومتر، وهو ما يعادل المسافة من الرياض إلى مدريد في أوروبا، أو شرقاً إلى تايلاند في آسيا، و ذلك يجسِّد مكانة المملكة في العالم عبر موقعها الجغرافي الذي يجعلها جسراً يربط بين القارات الثلاث.

- الشركة وفَّرت أكثر من 113 مليون لتر من الوقود، وخفَّضت ملايين الأطنان من الانبعاثات؛ دعماً لمبادرة «السعودية الخضراء»، ومساهمةً في رفع جودة الحياة.

- إن «سار» من خلال استراتيجيتها تستهدف نمواً يتجاوز 5 أضعاف الشحن، وأكثر من 4 أضعاف عدد الركاب بحلول عام 2035، إن هذا الحدث يمثل محطةً مهمةً في رحلة انطلقت ولا تزال مستمرة لصناعة مستقبل النقل.