التحكيم المحلي.. مَن ورط مَن؟! - سليمان الجعيلان
سليمان الجعيلان
هل تعلم أن في (19 نوفمبر 2020) عقد رئيس لجنة الحكام السابق الإسباني فرناندو تريساكو، وبحضور مانويل نافارو مدير اللجنة آنذاك، مؤتمرا صحفيا كشف فيه لوسائل الإعلام ولأول مرة في تاريخ الرياضة السعودية عن تفاصيل المحادثة التي تمت بين شكري الحنفوش حكم الساحة وممدوح الشهدان حكم غرفة تقنية الفيديو «Var» في مباراة الشباب والنصر، في مسابقة دوري ذلك الموسم، بعد مطالبات وضغوطات إدارية وإعلامية نصراوية. ليس هذا فحسب، بل وأعلن رئيس لجنة التحكيم للإعلاميين في نفس المؤتمر عن إيقاف الحكم ممدوح الشهدان، فضلاً عن استبعاد الحكم شكري الحنفوش عن قيادة مباريات فريق النصر في بقية الجولات!.
هذه المعلومة المؤكدة وهذه الحادثة غير المسبوقة، تدفعني اليوم إلى طرح سؤال افتراضي على خلفية الخطأ التحكيمي والكوارثي الذي حصل في مواجهة النصر والفيحاء، ضمن الجولة السابعة من الدوري، عندما احتسب حكم المباراة محمد الهويش ركلة جزاء غير صحيحة للنصر بمساعدة ومساهمة حكم الفيديو ماجد الشمراني، والتي أثارت الكثير من الجدل في الوسط الرياضي، ولدى الجمهور السعودي.
والسؤال هو: ماذا (لو) كان الخطأ التحكيمي ضد النصر والمستفيد منه فريق الفيحاء؟ هل سيمر مرور الكرام عند لجنة الحكام كما هو حاصل الآن؟ أم سيكون هناك استنفار من لجنة الحكام ويتم عقد مؤتمرات صحفية وتصريحات إعلامية تكشف تفاصيل المحادثة التي تمت بين محمد الهويش حكم الساحة وماجد الشمراني حكم الفيديو؟. وبالتالي يعلن رئيس لجنة الحكام مانويل نافارو عن قرارات وعقوبات ضد حكام مباراة النصر والفيحاء بكل مصداقية وشفافية!.
أفهم وأتفهم أن يعتبر البعض طرح مثل هذا السؤال والاستفسار الافتراضي على لجنة الحكام هو من نسج الخيال، خاصة والوسط الرياضي والجمهور السعودي اعتاد أن لا يكون مثل ذلك الاستنفار، وتعقد تلك المؤتمرات الصحفية إلا مع الأخطاء المفتعلة والمزعومة على فريق النصر فقط، بينما يتم التعامل بعد أخطاء الحكام مع بقية الأندية بكثير من التجاهل بل وعدم الاهتمام حتى مع إحضار أحدث التقنيات واستخدام أفضل الإمكانيات لتطبيق تقنية الفيديو «Var» لتكون عوناً وداعمةً لتدريب وتطوير الحكام لتطبيق وتحقيق عدالة المنافسة بين جميع الأندية وليس لناد واحد على حساب بقية الأندية!.
وأمام هذه المعطيات الراسخة والانطباعات القاطعة عن سوء أداء التحكيم المحلي وفشل إدارة ملفه، خاصة بعد أحداث مباراة النصر والفيحاء الكوارثية، أصبح السؤال الحقيقي اليوم من يورط من في مجال التحكيم ؟! هل هو ماجد الشمراني حكم الفيديو الذي ورط حكم الساحة محمد الهويش أم هو رئيس لجنة الحكام مانويل نافارو التي ورطت محمد الهويش بتعيين ماجد الشمراني لقيادة تقنية»Var» بديلاً عن الحكم الدولي محمد السماعيل على الرغم من اعتراض دائرة التحكيم، كما نشر حساب صحيفة الجزيرة الرسمي في منصة أكس الأربعاء الماضي، أو هم أصحاب القرار بالاتحاد السعودي الذي ورطوا لجنة الحكام بأعضائها وحكامها على صمتهم عن استمرار رئيس اللجنة مانويل نافارو في منصبه على الرغم من فشله المتكرر والمتراكم في إدارة ملف التحكيم المحلي وعلى سكوتهم عن بقاء فرهاد عبدالله مدير دائرة التحكيم بالاتحاد السعودي في موقعه، على الرغم من ظهور وانتشار خبر تسجيل ابنه عبدالله في كشوفات فريق النصر وهو ما يعني المزيد من التساؤل الإعلامي والاحتقان الجماهيري عند أي خطأ تحكيمي يستفيد منه النصر في كل المسابقات بل وفي كل الدرجات!.
وعلى كل حال، صحيح أن مشكلة وقضية التحكيم المحلي هي مشكلة وقضية أزلية ومزمنة ولكن ليس من المعقول أو المقبول أن يحدث الخطأ التحكيمي والكوارثي الذي شهدته مباراة النصر والفيحاء خاصة في ظل تطبيق تقنية»Var» والتي يفترض أن تكون نعمة للمنافسات السعودية وفرصة لتحقيق عدالة المنافسة، ولكن أبى بعض الحكام إلا أن تتحول لقضية جدلية المستفيد فيها دائماً وأبداً ناد واحد والمتضرر منها بقية الأندية وسط صمت من مسيري اللعبة ومسؤولي اللجنة، ولذلك أناشد قائد المؤسسة الرياضية سمو وزير الرياضة الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل بالتدخل العاجل والسريع لإنقاذ التحكيم المحلي من هذه التخبطات الإدارية والقرارات التحكيمية الكوارثية على غرار توجيه سموه بمعالجة جميع الجوانب التنظيمية والفوضى القانونية التي صاحبت بطولة السوبر السعودي الأخيرة، خاصة وان المباريات والمسابقات السعودية أصبحت مشاهدة في أنحاء العالم، ولا يليق أبداً ان يصبح مشروع كرة القدم السعودية ضحية أخطاء تحكيمية كما تداولت وتناولت بعض المواقع الرياضية العالمية لقطة ضربة الجزاء النصراوية بكثير من التندر والسخرية!.
آراء الكتاب
-
الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ
- 533
- 2016-02-09 17:29:26
محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...
-
حراسة الرمز - سعد الدوسري
- 624
- 2016-02-09 17:29:27
سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...
-
الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض
- 503
- 2016-02-09 17:29:30
د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...
-
بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد
- 501
- 2016-02-09 17:29:32
يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...
-
دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي
- 489
- 2016-02-09 17:29:35
ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...
-
التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد
- 698
- 2016-02-09 17:32:18
لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...