الإثنين, آذار/مارس 17, 2025

All the News That's Fit to Print

رمضان جريدي العنزي

بعضهم يجيد الكلام الكثير، والتنظير الممل، فثقافة التنظير لديه دون الفعل تسيطر عليه، وتستوطن دماغه ومفاصله وحجرات قلبه الأربعة، بأمتياز ينظر ويتفلسف ويقول، يغرق بالتنظير والكلام والإسهاب بالحديث، لديه قدرة على التحدث والتمنطق، لكنه يفتقد للتطبيق الحقيقي، فثقافته تنظير، وحديثه تنظير، ولغته تنظير، ونظرته للأمور تنظير، ولذلك تأتي نتائجه عكسية واهنة سقيمة وضعيفة، لأنه يقول غير ما يؤمن به، وليست لديه القدرة على فعله، بل في لحظة ما ينسى ما نظر به أو يتناسى أن التنظير الخالي من المصداقية والمهنية والموضوعية والأقدام لا يعد عملاً مجدياً، بل مجرد شعار رنان، ينظر للشيء ولا يتقيد به أو يعمل من أجله، ينظر للتكافل الاجتماعي، وصلة الأرحام، والبر والإحسان، ويدعو لصيانة المبادئ والقيم والمثل العليا، وعدم هدمها وخرابها، وفي المقابل يعمل ضد ما ينظر به، ولا يمارس أياً من أنواع التكافل الاجتماعي والأسري، ويقطع ما أمر الله به أن يوصل، لا يسعى مع الناس، ولا يهتم بأقرب الناس إليه، يهجرهم ويلفظهم ويشيح بوجهه عنهم، لا يكلمهم ولا يحدثهم ولا يتفقد شؤونهم وأحوالهم، بل يتكبر عليهم ويتعالى، أنها الازدواجية المقيتة، والفلسفة البغيضة، والانحراف البائن، ينظر عن وجوب الصدق والورع وأداء الأمانة، ويمارس في الخفاء أبشع أنواع الرداءة والنكوص، ينظر عن وجوب التلاحم والتكاتف والتآخي بين أفراد الأسرة الواحدة، وفق أقوال حماسية وبراقة، متضمنة قصصا وقصائد وإيثاراً، لكنه ينسى التآخي والتلاحم ويصيبه الانفصام والتناقض، وتتلبسه الازدواجية في تطبيق هذا التنظير، ينظر عن التلاحم الاجتماعي، لكنه في الواقع وهو القادر لا يهتم بأرملة مسكينة ليس لها معيل أو معين، ولا بيتيم فقير، أو أسرة محتاجة، أو رجل مريض يسكن في إيجار، ويعاني من الديون المتراكمة، والأمراض المزمنة، ومتطلبات الحياة اليومية، يدعو في المجالس وينظر لأشياء جميلة وراقية، لكنه لا يتعايش معها ولا يتفاعل، لأنه في قرارة نفسه الأنانية يرفض ذلك مطلقًا ويمقته، ينظر عن حقوق الجار، ووجوب زيارته وتفقده ووصله، ويأتي بالأدلة القرآنية الكريمة، والأحاديث الشريفة، التي توصي بذلك وتدعو له، لكنه لا يهتم بأقرب أقربائه، وهو معهم في حرب ضروس، ينظر للعمل والإنتاج والابتكار ووجوب ترقية الذات، لكنه كسول يدور في حلقة مفرغة، كثرة التنظير خلق من البعض حالة مغايرة، مصابة بالذاتية والنرجية، تقول ولا تطبق ما تقول.

آراء الكتاب

  • الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ

    محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...

  • حراسة الرمز - سعد الدوسري

    سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...

  • الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض

    د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...

  • بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد

    يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...

  • دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي

    ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...

  • التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد

    لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...