
الرابغي صديق فقدناه - خالد بن حمد المالك
خالد بن حمد المالك
قبل أربعة أشهر خطر في بالي أن أزور الزميل العزيز الأستاذ علي الرابغي (أبومروان) في داره بجدة بعد طول غياب، فاقترحت على الزميل الدكتور عثمان الصيني أن نزوره معاً فرحب بذلك، وحددنا الوقت المناسب لزيارته، ولم أكن أعرف أنها ستكون زيارة وداع، وأن هذا هو اللقاء الأخير في هذه الدنيا الفانية فيما بيننا.
* * *
في هذه الزيارة وجدت زميلنا وصديقنا متعباً، مرهقاً، مع ذلك يتحدث ببطء، ويتكلم بهدوء بما يشبه الصمت على غير ما اعتدناه في أبي مروان من صوت مجلجل، وتواصل في الحديث، لكني وجدته كما عهدته بشوشاً مرحباً وأنيساً، رغم أن المرض قد أنهكه، والسنين قد هدّت من حيله، وغيّرت الكثير من الملامح التي كان عليها.
* * *
عند زيارتي للمرحوم كان أحفاده وأقرباؤه يلتفون حوله، ويحيطون به، ويصغون لكلامه، سعداء بزيارتي والزميل عثمان الصيني، ما أثلج صدورهم، واعتبروها رفعاً لمعنوياته، وخلق جوا يضعه في حال أحسن، مقدرين مبادرتنا، بينما كان والدهم يتحدث عن الماضي والتاريخ والمناسبات والأحداث التي جمعتنا معاً، وقرّبتنا لبعض، وأصّلت العلاقة فيما بيننا.
* * *
كان علي الرابغي من بين أكثر الكتّاب والمحررين الرياضيين تميزاً في الموضوعية والاتزان، والسمو بالأفكار والرؤى التي يطرحها، حتى أنه عُدّ بين جيله من الصحفيين الرياضيين أحد من كانوا يقفون على الحياد وعلى مسافة واحدة بين كل الأندية، ما جعله موضع الرضا من كل الانتماءات الرياضية، وعلى علاقة محبة وتقدير من الجميع.
* * *
ولم يقتصر الزميل الرابغي في كتاباته على الشأن الرياضي، وإنما امتد للكتابة في مواضيع أخرى كثيرة اجتماعية وثقافية، ومنابعه لكل ما يستجد في الساحة المحلية والدولية من أحداث ومتغيّرات، باتزان وموضوعية وصدق، متناولاً بمداخلاته بما يضيفه من فكره لها من بعد وتحليل ورؤية كان لها متابعوها.
* * *
وكان الصديق على جانب من الخلق والتواضع والتواصل، بما جعل صورته وسيرته في أذهان محبيه وعارفيه، حتى وهو يغيب عن المشهد، بفعل المرض، وانكفائه على نفسه في بيته، دون أن تكون لديه القدرة للزيارات وحتى المكالمات في بعض الأحيان لكنه بما كان عليه قبل هذا المرض سوف يبقى في الذاكرة صديقاً مريحاً، يتمتع بجاذبية الخلق التي كان يتمتع بها.
* * *
وأحسب أن الإعلام، الصحافة تحديداً، تفقد اليوم وجهاً مألوفاً لدى القراء، وقلماً ناصحاً بين الأقلام، وصديقاً أحبه كل من عرفه لخلقه وتواضعه وإخلاصه، وسوف يترك غيابه فراغاً لن يملأه إلا من كان بصفات ومواصفات الإعلامي الزميل علي الرابغي.
* * *
لقد علمت من ابنه مروان أنه في العناية المركزة يتلقى العلاج، وعلمت فيما بعد من مروان نفسه عن وفاته، بينما كنا ندعو له بالشفاء، وننتظر عودته إلى أسرته ومحبيه، لكنها هي الحياة أقدار، وهو الموت الذي هو حق، وهكذا نحن في هذه الدنيا، هذا يولد، وهذا يودعها بالوفاة، كثيراً ما يعجز الطب، طالما كانت إرادة الله ماضية.
* * *
اللهم ارحم زميلنا، وعوضه دارا خيرا من داره، واجعل داره روضة من رياض الجنة، واغفر له، واجعله من أمة محمد المرضي عنهم من رب غفور رحيم، وامنح ابنه وبناته وأسرته كلها الصبر والسلوان، واقبل منا الدعاء، واشمله ضمن عبادك الصالحين بعطفك ومغفرتك، وجنات النعيم.
آراء الكتاب
-
الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ
- 495
- 2016-02-09 17:29:26
محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...
-
حراسة الرمز - سعد الدوسري
- 576
- 2016-02-09 17:29:27
سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...
-
الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض
- 455
- 2016-02-09 17:29:30
د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...
-
بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد
- 461
- 2016-02-09 17:29:32
يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...
-
دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي
- 451
- 2016-02-09 17:29:35
ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...
-
التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد
- 659
- 2016-02-09 17:32:18
لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...