الأحد, كانون1/ديسمبر 08, 2024

All the News That's Fit to Print

رمضان جريدي العنزي

الكبر والتعالي والفوقية من العيوب الكبيرة، والصفات المذمومة، والتي لا تليق بالإنسان السوي، والناس لا يمنحون حبهم وتقديرهم واحترامهم لمن يتعالى عليهم ويتكبّر، إنهم ينظرون إليه بعين الشك والريبة، وهكذا يجعل المتكبر من نفسه عرضة للانتقاد والابتعاد والنفور، إن الكبر والفوقية والتعالي و(شوفة) النفس، مرفوضة بموازين الشرع والعقل والأخلاق والسلوك، وتدحرج صاحبها نحو القاع، وتجعله شخصية مهزوزة ومتأرجحة، إن المتكبر لا يعيش في المساحات البيضاء، ولا المدارات البهية، بل يعيش في المستنقع الآسن، والكهف المظلم، والإفلاس التام، إن الإسلام حرم الكبر وحذّر منه، وجعله من الذنوب الكبيرة، إنك لا تحتاج لآلة لكشف المتكبر ومعرفته، بل تستطيع كشفه ومعرفته من خلال أعماله وتصرفاته وتعاملاته مع الناس وأسلوب حياته، إن المتكبر يعيش الخواء الروحي، والاضطراب النفسي، والضعف الأخلاقي، وانخفاض درجات اللباقة والحصافة، إن المتكبر لا يستطيع التخلي عن فكرة التعالي، وعشق الذات، وحب الأنا، والنزعة النرجسية القوية التي اخترعها لنفسه، ويعيش الخرافة والباطل، وحب المظاهر، فنراه يهمش، ويقصي، وينحاز، لا ذهنه متوقد، ولا عنده براعة، غباؤه غليظ، وفهمه ناقص، وأفقه ضيق ومحدود، إن المتكبر لن ينال مجده، ولن يرتقي بين الناس، ولن يكسب ود الناس واحترامهم، لأنه قاسي القلب، متبلد الإحساس، غليظ الطباع، متجهم الوجه، إن المتكبر يستهوي حب الظهور والبروز على المسرح الاجتماعي، ويحاول بكل وسيلة وطريقة الوصول لغايته ومبتغاه، وأن يكون محط اهتمام الناس، والفريد في الحفاوة والترحيب والاستقبال، إن الإنسان لا بد أن يصون نفسه، ولا يكون أضحوكة بين الناس، ومحلاً للسخرية والاستهزاء، وأن لا يستجيب للشيطان الرجيم، ولا يسمع للوسواس الخناس، ولا يطيع النفس الأمَّارة بالسوء، الذين يزيّنون له حب الظهور والكبر والاستعلاء، إن الكبر يوقع صاحبه في المطبات، ويسقط شخصيته بين الناس، ومن أخطر الآفات، وأكثرها إجحافاً بين الناس والقيم والموازين، إن الآيات في حق المتكبرين كثيرة، قال تعالى: (أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ)، وقال تعالى (سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقّ) وقال تعالى: (كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ)، وقال تعالى: (إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِيَ)، وقال تعالى: (وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُم مِّن كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَّا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ)، اللهم أبعدنا عن كل متكبر كذاب، وقربنا من كل متواضع يعيش الواقع، ولا يهتم بالفشخرة والأبهة والسراب.

آراء الكتاب

  • الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ

    محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...

  • حراسة الرمز - سعد الدوسري

    سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...

  • الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض

    د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...

  • بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد

    يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...

  • دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي

    ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...

  • التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد

    لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...