الأربعاء, تشرين1/أكتوير 09, 2024

All the News That's Fit to Print

رمضان جريدي العنزي

لا تحقر من المعروف شيئاً وافعله حتى ينتشر بين الناس، فإن ازدراء المعروف سبب لإغلاق بابه، أجعل عملك للمعروف ثقافة وعادة، إن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، يعاملهم الله بمعروف من عنده بمثل ما كانوا يعاملون الناس به في الدنيا، يكرمهم ويحسن إليهم، إن فعل المعروف عنوان المحبة والمودة وتآلف القلوب وصفاء الأرواح، إن عمل المعروف هو العمل الصالح وهو الرفيق الذي يؤنسك أعظم الأنس، والذي يسير معك في طريقك إلى الله، وهو الذي يطهرك من ادران الذنوب والخطايا، ويمحو عنك الزلل، وهو الذي يبقى معك بعد موتك، وبعد أن يتخلى عنك كل أحد، يرافقك في قبرك ليوسع عليك بعد الضيق، ويؤنسك بعد الوحشة، ويعوضك خير العوض، أن عمل المعروف عمل صالح، وهو أعظم رفيق، وأحسن صاحب، وأوثق علاقة توصل إلى السعادة في الدنيا وفي الآخرة: قال تعالى: { وَيُبَشِّرُ المُؤمِنينَ الَّذينَ يَعمَلونَ الصّالِحاتِ أَنَّ لَهُم أَجرًا كَبيرًا }، إن عمل المعروف في الدنيا منجاة في الآخرة، وسبب من أسباب دخول الجنة، وخصال المعروف لا يمكن عدها ولا حصرها من كثرتها، أن على المرء العاقل المدرك الواعي الحصيف أن يعمل المعروف ويدل عليه، في الأقوال والأفعال، في الموقف، وفي الكلمة، أن من لا يعمل الخير والمعروف، ولا يصل النفع، يحوز الإثم، ويستنبت الكراهية في قلوب الناس، فالقلوب تبغضه، والألسن تدعو عليه، ويتجنبون صحبته ومخالطته ومعاشرته، أن صاحب المعروف نفسه طيبة، ويده سخية، وصحبته مفخرة، ويكسب القلوب، والدعاء والثناء، قال تعالى: { فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه }، وقال تعالى: { وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } وقال تعالى: { وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ }, ثم أعلموا أن الدنيا إن أقبلت أدبرت، وأن أزهرت أمحلت، ولا دوام فيها لأحد. قال الشاعر العربي:

‏المرء يعرف في الأنام بفعله

‏وخصائل المرء الكريم كأصله

‏في الجو مكتوب على صحف الهوى

‏من يعمل المعروف يجز بمثله

‏أياك تجني سكراً من حنظل

‏فالشيء يرجع بالمذاق لأصله

إن أنفاس الدنيا قصيرة، وسرعتها مخيفة، وساعة الرحيل عنها خاطفة، والعافل لا يغتر بها، ولا يركن إليها، لهذا لا تمنع الخير، ولا تصد عنه، وازرع شجرة الخير والمعروف لتكون لك ظلاً ظليلا، وأثراً محموداً، وذكرى طيبة.

وقفه:

‏قصر الكلام، ووش لكم بالطويله:

ترى الحياة أيام، وأحلامها أوهام

‏مردنا في حفرة مستطيله:

‏ماهي على أطلاله ولا شارعاً عام

آراء الكتاب

  • الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ

    محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...

  • حراسة الرمز - سعد الدوسري

    سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...

  • الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض

    د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...

  • بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد

    يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...

  • دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي

    ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...

  • التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد

    لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...