
المعلم الإنسان منصور المنصور.. أفضل معلم في العالم 2025 - هياء الدكان
هياء الدكان
تتوالى البشارات والأخبار السارة حيث يتحدث العالم هذه الأيام عن إنجاز سعودي استثنائي، تمثّل في فوز المعلم منصور بن عبدالله المنصور، أحد منسوبي مدرسة الأمير سعود بن جلوي الابتدائية في مدينة الأحساء شرق المملكة العربية السعودية، بجائزة أفضل معلم في العالم لعام 2025، التي تُنظمها مؤسسة «فاركي» بالتعاون مع منظمة اليونسكو. وتعد هذه الجائزة من أبرز الجوائز التعليمية العالمية، إذ تركز على دور المعلم الإنساني وقدرته على تجاوز التحديات، وليس فقط على الإنجازات الأكاديمية.
فاز المعلم المنصور بهذه الجائزة بعد اختياره من بين أكثر من 5000 مرشح من مختلف دول العالم، لما قدمه من نموذج استثنائي في الإلهام والتأثير، خصوصًا في مواقفه التربوية والإنسانية العميقة فقد كرّس نفسه لرعاية الموهوبين، واحتضان الأيتام وذوي الدخل المحدود كما دعم الطلاب ذوي الإعاقة وصعوبات التعلم ولم يقتصر دوره على التعليم الصفي، بل تجاوز ذلك إلى تأسيس بيئة تعليمية محفزة وشاملة، جعلت من المدرسة مساحة تفاعلية نابضة بالحياة، وصنع من فصله نموذجًا فريدًا أطلق عليه اسم «قاعة إنجاز»، ليزرع في نفوس طلابه حب التعلّم والطموح.
أسّس المعلم منصور برامج تعليمية ملهمة، منها ما وصل إلى العديد من جهات الرعاية ليُعلم الجميع ويمنحهم بعد توفيق الله روح الإصرار والفأل، وليؤكد فعلاً أن صناعة تميز الإنسان تبدأ من داخله، فالمؤثر يؤثر ويصنع مؤثرين بإذن الله.
وساهم المعلم المنصور في تمكين طلابه من الفوز بجوائز عالمية في مجالات الموهبة وريادة الأعمال، كان شعاره أن يتعلم الطالب بالطريقة التي يحبها، لكن ضمن خطة واضحة ومؤطرة بأهداف تربوية سامية، عمل عليها بإخلاص وتفان.
يقول في أحد لقاءاته: «حلمي ليس أن أُدرّس، بل أن أُعلّم الناس»، وعن حُبه للتطوع في لقاء آخر يضيف: «نشأنا في بيئة نحب فيها العمل التطوعي منذ نعومة أظفارنا كالكثيرين والكثيرات ولله الحمد، ونقدّر العطاء دون انتظار المقابل؛ فقد كنا نوزع الوجبات الرمضانية والطعام، ونتعلم من أمهاتنا أن التطوع أسلوب حياة»هذه الروح كانت وقود رحلته التعليمية، وهي ما جعله يحوّل التحديات إلى قصص نجاح وواقع.
ويعد فوز المعلم منصور فوزًا لكل معلم ومعلمة في هذا الوطن ولكل معلم لديه رسالة. فالتكريم له هو تكريم مستحق لصوته ولرسالته، ودعوة صادقة لأن نفتح للمعلمين المبدعين مسارات التعبير والتغيير، ومنصات النشر، والدعم المؤسسي الذي يليق بعطائهم أياً كان مستوى هذا العطاء، فالمعلم الحقيقي لا يصنع نجاحه فقط، بل يصنع نجاح أجيال وراء أجيال يستحق منا الكثير وهكذا في كل من يصنع في الإنسان القيم ليس فقط في مجاله وصنعته، بل ينمي ما بداخله أولاً ويرفع من قيمه ليخلص بعون الله تعالى في أدائه وتطلعاته ويرقى بمن هم حوله ويمتد أثره جيلا بعد جيل.
الجدير بالذكر أن المعلم منصور حصل أيضًا على جائزة التميز الإعلامي لعام 2024 في مسار «أفضل مؤثر»، وهي جائزة سنوية أطلقتها وزارة الإعلام السعودية، تقديرًا لمساهماته في إبراز القيم التربوية والتأثير الإيجابي في المجتمع عبر الإعلام.
لقد أمرنا وحثنا النبي على «البذل والإيثار»، و»النفع والنفع المتعدي»، أي الذي يعمّ نفعه الناس، وهو ما يتحقق في مثل هذه النماذج المباركة وغيرهم كثير ولله الحمد فالمعلم المتميّز ليس من يحفظ المعلومة فقط، بل من يبني الإنسان، ويغرس في نفسه الرحمة، والصدق، والإحسان. المتميز الحق هو من يصنع متميزين معه وأمامه وبجواره، ويطلق ومضة العمل يداً بيد التي تدفع عجلة التنمية والبناء.
وفي خضم التكريمات، يبقى المعلم الذي يعمل وإن كان بصمت، ويعطي بصدق محل اهتمام، وقد لا يظهر على المنصات، إلا أنه شريك في الأثر، لأنه فرح لغيره، وأخلص فيما بينه وبين ربه، وأيقن أن أفضل استثمار هو الاستثمار في الطالب، في الغرس، وأجمل الأثر هو الأثر الذي يبقى في النفوس.
وهذا الإنجاز اليوم مصدر إلهام للمعلمين والمعلمات في جميع أنحاء العالم، بارك الله في الجهود، فكر من اليوم: اصنع أثرك وأي غرس سيبقى.
آراء الكتاب
-
الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ
- 367
- 2016-02-09 17:29:26
محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...
-
حراسة الرمز - سعد الدوسري
- 478
- 2016-02-09 17:29:27
سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...
-
الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض
- 318
- 2016-02-09 17:29:30
د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...
-
بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد
- 366
- 2016-02-09 17:29:32
يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...
-
دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي
- 344
- 2016-02-09 17:29:35
ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...
-
التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد
- 520
- 2016-02-09 17:32:18
لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...