
عن المشاعر (3) - م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
الإنسان مكون من عقل وشعور وجسد، الجسد هو الوسيلة، أما العقل والشعور فهما المتحكمان اللذان يوجهان الجسد إلى الأمام أو يعودان به إلى الوراء أو يقفان به في مكانه.. وفي دروب الحياة لا مناص للإنسان من استخدام كلا الموجهين في المسير.. حيث لا يمكن السير في الحياة بالعقل وحده ولا بالمشاعر وحدها.. وإن فعل فستكون النتيجة حياة عرجاء غير متوازنة، حيث إن التكامل بين العقل والمشاعر لازم لاستقرار النفس والحياة، فالحياة ليست عقلاً فقط كما أنها ليست عاطفة فقط.
تكاد تُجمع كل الأدبيات المنشورة على تمجيد العقل والتقليل من أهمية المشاعر.. وهذا خلق إشكالاً نفسياً كبيراً وجعلها أمراً مسكوتاً عنه، لذلك تصب الدراسات المخصصة لها كلها في إطار العلاج النفسي ولا تدخل ضمن مجالات التطوير البشري.
لو أردنا أن نبيّن الخصائص التي تقدمها المشاعر لوجدنا أنها بمثابة الرادار للجسد بالنسبة لمن نريد الاقتراب منه أو النفور عنه.. وتؤدي دور المحفز الذي يدفع للحركة والاتصال والعمل.. فصلة العقل هي صلة مصلحة، أما صلة المشاعر فهي صلة ود وحب أو جفاء ونفور.
تجاهلنا لمشاعرنا السلبي منها والإيجابي تجاهل مضر بالنمو العقلي والنفسي للفرد مهما كان ذلك الفرد.. والنصائح التي توجه للجميع بمحاولة دفن مشاعرنا ومنعها من أن تتحكم بنا وبتصرفاتنا هي نصائح ضارة حمقاء.. فالمشاعر هي أحاسيس حية، وكبتها لا يميتها بل يبقيها حية ويطيل من أمد حياتها، فتستمر متأججة تؤرقنا في منامنا وتقبع في عقولنا الباطنة، تنتظر اللحظة الحاسمة لتخرج ثائرة فزعة وأحياناً مدمرة.
لكن كيف يمكن أن نَفُكَّ إسار مشاعرنا ونطلقها حرة في فضاء الحياة بدلاً من كبتها؟ علماء النفس يوصون بضرورة إدراك طبيعة الشعور العاطفي الذي ينتابك.. ويتم ذلك من خلال إدراك الإحساس الجسدي الذي يرافق الشعور، مثلاً: الإحساس بجفاف الفم، وضغط الصدر، أو الصداع، أو آلام الرقبة، أو الشعور بالغصة.. بعدها يتم تحديد السبب، هل هو مشاعر القلق أم الغضب أم الحزن أم الإحباط أم غير ذلك.
نجاحك في تحديد نوع الشعور ومصدره يمنحك القدرة على رؤية المشكلة ومعرفة اتجاهها.. في هذه المرحلة لا تحاكم المشكلة بل حددها فقط مع محاولة للاسترخاء.. فربطك للشعور العاطفي بالإحساس الجسدي يعطيك فرصة للتحكم، فتستوعبها وتدفنها أوتوماتيكياً دون معاناة فتشعر بالراحة.
لنتذكر أن مشاعرنا تأتي نتيجة لمحرض خارجي فهي استجابة له.
آراء الكتاب
-
الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ
- 368
- 2016-02-09 17:29:26
محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...
-
حراسة الرمز - سعد الدوسري
- 478
- 2016-02-09 17:29:27
سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...
-
الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض
- 318
- 2016-02-09 17:29:30
د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...
-
بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد
- 366
- 2016-02-09 17:29:32
يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...
-
دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي
- 344
- 2016-02-09 17:29:35
ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...
-
التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد
- 521
- 2016-02-09 17:32:18
لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...