الإثنين, حزيران/يونيو 16, 2025

All the News That's Fit to Print

د. ناهد باشطح

فاصلة:

«السخرية سلاح من لا يملك سيفاً»

- جورج برناردشو -

يستوقفني أي فيديو فكاهي أشاهده أو يأتيني عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لأني أدرك أن الفكاهة أعمق في إيصال الرسائل الإعلامية من أي وسائل أخرى، وأن هناك علاقة بين الفكاهة والضغوط النفسية، إلا أن الدراسات لم تُركز على فئات مُحددة من الفكاهة والحالات النفسية السلبية.

في دراسة إيطالية على عينة من 686 مشاركًا إيطاليًا (187 رجلًا و499 امرأة)، تتراوح أعمارهم بين 20 و76 عامًا، توصل الباحثون - بعد إجراء استطلاع إلكتروني، استُخدمت بياناته لدراسة العلاقة بين ثمانية أنماط كوميدية، والاكتئاب، والقلق، والتوتر - أن السخرية ارتبطت ارتباطًا إيجابيًا بالقلق والتوتر والاكتئاب.

ووُجد أن الأشخاص المصابين بالاكتئاب السريري يستخدمون الفكاهة التي تُحبط الذات أكثر، والفكاهة التي تُعزز الذات أقل من غير المصابين بالاكتئاب.

مما لا شك فيه أن السخرية تهدف إلى التقليل من قيمة القيم المعترف بها عمومًا، وقد تصبح السخرية وسيلة لمهاجمة الآخرين بشكل مباشر والتعبير عن انزعاجهم.

ولكن لماذا يستخدم الناس الفكاهة؟

يجد البعض أن الفكاهة أداة فعالة للتعامل مع التجارب الصعبة ويحاولون إثارة التعاطف تجاه عيوب الآخرين من خلال اكتشاف التناقضات في الـتـجارب الحيــاتية الـيـومية ومعالجتها بروح الدعابة.

يمكن للفكاهة الإيجابية أن تساعدنا على فهم تناقضات الحياة وتجعلنا نعامل الآخرين بلطف، ونعيد تقييم المواقف السلبية، وبالتالي نقلل من المشاعر السلبية، لكنها أيضاً يمكن أن ترتبط بالتفسيرات المُشوّهة لأحداث الحياة والتشاؤم المُتزايد بشأن الأحداث الإيجابية في المستقبل مما يحدث القلق.

في السخرية نميل إلى إدراك أكثر غموضًا للأحداث، مما يُوجِّهنا معرفيًا لاختيار الجوانب السلبية فقط من الأحداث وتجاهل العوامل التي كان من شأنها أن تُغيِّر تفسيراتنا السلبية.

ويستخدم الساخرون خيبة الأمل والسخرية لتسليط الضوء على نقاط الضعف في المشهد الذي يتحدثون عنه.

لذلك فإن تداول الفيديوهات الفكاهية الساخرة من الواقع بما تحمل من رسائل إعلامية يمكن أن يساهم في نشر السلبية ، لكن دراسات أخرى قصيرة المدى وجدت أن مشاهدة الفيديوهات القصيرة لمدة 3 أسابيع قد ساهمت في تخفيف التوتر وتحسين الصحة النفسية.

لذلك فالأثر سواء كان سلبياً أو إيجابياً فإنه يعتمد على نوع الفكاهة هل هي هدّامة أم بناءة، ويعتمد كذلك على سياق المشاهدة هل تضحك لأنك بحاجة للتنفيس أم لتهرب!

أما وعي المشاهد فهو الحكم الذي إن احتكمنا إليه فعلينا قبل أن نتداول هذه المشاهد الفكاهية أن نتوقف قليلاً لنعرف مضمونها لئلا ننشر السلبية في محيطنا ونساهم في إحداث القلق.

آراء الكتاب

  • الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ

    محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...

  • حراسة الرمز - سعد الدوسري

    سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...

  • الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض

    د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...

  • بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد

    يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...

  • دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي

    ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...

  • التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد

    لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...