الخميس, حزيران/يونيو 19, 2025

All the News That's Fit to Print

فضل بن سعد البوعينين

تُعَد قضايا حقوق الإنسان من القضايا المهمة التي تُعنى بها المملكة، وتهتم باستكمال منظومتها التشريعية والتنفيذية، تحقيقا للمتطلبات الشرعية والإنسانية، وأمن المجتمع، والمساهمة في جهود حماية الحقوق الشخصية ومكافحة الجرائم على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.

وبعد أن أتمت الحكومة منظومة التشريعات المحققة للأهداف الحقوقية، سارعت في استكمال منظومتها التنفيذية، وتحديد الجهات المعنية بتنفيذ أنظمة حقوق الإنسان، والأمن المجتمعي ومكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص، التي تعتبر أحد أهم القضايا الحقوقية، يؤكد ذلك توجيهات سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز باستحداث وزارة الداخلية لإدارة عامة للأمن المجتمعي ومكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص، وبما يسهم في تعزيز كفاءة منظومة العمل الأمني بشكل عام ومنظومة مكافحة الجريمة على وجه الخصوص، وتحقيق متطلبات حقوق الإنسان ومكافحة الاتجار بالبشر، وبخاصة الأطفال والنساء.

يتطلب استكمال البيئة التشريعية وجود مرجعيات وجهات تنفيذية قادرة على تفعيل الأنظمة، ومتابعتها على أرض الواقع، وتحقيق مستهدفاتها الشرعية والإنسانية، والقانونية.

إنشاء إدارة عامة للأمن المجتمعي ومكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص، ستسهم في تعزيز أمن المجتمع وسلامته ومكافحة جريمة الاتجار بالبشر، والحد من الجريمة والوقاية منها وحماية ومساعدة الضحايا، وفق نظام وطني ومنظومة أمنية شاملة.

كما أنها ستحقق المتطلبات الحقوقية الدولية ومستهدفات المؤشرات الاستراتيجية ذات العلاقة برؤية السعودية 2030 وبرامجها المهمة، ومنها برنامج جودة الحياة، الذي يعزز الثقة في الخدمات الأمنية المقدمة للمواطن والمقيم والسائح.

ومن جهة أخرى فالأمن المجتمعي، الذي تتحقق من خلاله جودة الحياة، من متطلبات قياس المؤشرات المحددة لأفضلية المدن عالميا، حيث تسعى المملكة لتصنيف 10 مدن سعودية ضمن أفضل 50 مدينة عالمية. تحقيق أمن المجتمع، من خلال الأنظمة، والمرجعيات الأمنية، ينعكس إيجابا على حركة السياحة وتدفق الاستثمارات، والتنمية عموما. حيث يعتبر الأمن بمفهومه الشامل، والأمن المجتمعي على وجه الخصوص، قاعدة للاقتصاد، ومن محفزات جذب الاستثمارات الأجنبية الباحثة عن العوائد والأمان الاستثماري.

إنشاء إدارة عامة للأمن المجتمعي ومكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص سيسهم في تحقيق التعاون الأمثل، والشراكات الأمنية مع الجهات الوطنية والدولية ومحاربة الجريمة المنظمة والعابرة للحدود، والتعامل باحترافية مع جرائم الاتجار بالبشر، ومنها التسول والعمل بالسخرة، أو الخدمة قسرا. فقضايا التسول، على سبيل المثال لا الحصر، يمكن أن تنضوي على جرائم عدة، ومنها سرقة الأطفال، وتهريبهم، واستغلالهم في التسول، أو التحرش بهم، أو بيع أعضائهم لمافيا الأعضاء البشرية، واستغلال النساء، وإرغامهن على ممارسة أعمال محرمة، من قبل العصابات المنظمة، أو الأفراد.

التسول المُنظم يقف خلف عدد من جرائم خطف الأطفال، تهريب البشر، إحداث الإعاقة المتعمدة بهدف الاستعطاف، الابتزاز، والتحكم في مصير الضعفاء ما يجعلهم في دائرة العبودية. ويقود في بعض الأحيان إلى ازدهار تجارة الرقيق، والأعضاء البشرية، وهي تجارة رائجة بدأت تظهر في بعض الدول الغربية و العربية.

أجزم بأن إنشاء إدارة عامة للأمن المجتمعي ومكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص سيسهم في القضاء على كثير من الجرائم البشعة، وسيحمي المجتمع من الظواهر السلبية، وسيحقق الحماية للأطفال، الفتيات، النساء والمستضعفين ممن سلبت حقوقهم الشخصية وحرياتهم الأساسية بالقوة والإكراه.

آراء الكتاب

  • الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ

    محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...

  • حراسة الرمز - سعد الدوسري

    سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...

  • الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض

    د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...

  • بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد

    يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...

  • دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي

    ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...

  • التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد

    لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...