الأربعاء, حزيران/يونيو 18, 2025

All the News That's Fit to Print

خالد بن حمد المالك

إذا كان رحيل عناصر حركة حماس من قطاع غزة للإبقاء على القطاع بيد الفلسطينيين، ومنع التهجير، واحتلال إسرائيل له، فلِمَ لا يكون الرحيل مشروعاً منطقياً لمنع قتل الفلسطينيين، وتسهيل فتح المعابر لوصول الغذاء والدواء للسكان بدلاً من موتهم جوعاً؟.

* *

وإذا كانت إسرائيل بدعم من أمريكا والغرب سوف تواصل قتل ما لا يقل عن سبعين فلسطينياً كل يوم ما لم تفرج حماس عن الرهائن الذين تحتجزهم لديها، فلِمَ لا تفرج عنهم بالتبادل مع الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين لدى العدو الإسرائيلي، حقناً للدماء، وحماية للأرواح الفلسطينية؟.

* *

وإذا كان وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة مرهوناً بالإفراج عن الرهائن لدى حماس، وأن أمريكا ترى في هذا العدوان، كما هي دول أوروبا دفاعاً عن النفس تطابقاً مع ادعاء إسرائيل، فلِمَ لا تكون حماس مبادرة، وهي العاجزة الآن عن التصدي للعدوان الإسرائيلي بالقبول بالتسويات لحماية الفلسطينيين من هذا القتل الممنهج الذي لا يستثني حتى النساء والأطفال وكبار السن من الرجال.

* *

وإذا كان لدى حماس القدرة على هزيمة إسرائيل وأمريكا في هذا العدوان، وفرض خيار الدولتين على العالم فأنعم بمواصلة هذه الحرب، ولكن ما نراه منذ ما أسمته حماس بطوفان القدس في السابع من أكتوبر، أن القضية الفلسطينية تراجعت عقوداً من الزمن بخسائر أكثر مما كان متوقعاً، وتقدمت إسرائيل في هيمنتها، وإصرارها على رفض قيام دولة فلسطينية بما لا سابق له منذ احتلالها لفلسطين.

* *

لا بأس من الاعتراف بالواقع، مهما كانت مرارته، والعودة إلى الواقعية في محاولة لاستعادة الحقوق المفقودة بالتوجه نحو العمل الدبلوماسي، وتأجيل خيار العمل العسكري إلى حين، فلعل الدبلوماسية تحقق ما لم تحققه الأعمال العسكرية بعد أكثر من ثمانين عاماً من الصراع مع العدو الإسرائيلي دون تحقيق أي اختراق للاحتلال البغيض.

* *

أعرف وتعرفون أن إسرائيل لا تلتزم بما يتم الاتفاق عليه، وأنها دولة محتلة، وسياساتها تقوم على التوسع، والعنصرية، والجرائم في أسلوب تعاطيها مع مطالب الفلسطينيين، وأنها تجد الدعم والمساندة والتعضيد منذ قيامها وإلى اليوم من أمريكا وبريطانيا وبقية دول الغرب، وهذا واقع يجب أن يتعايش معه كل الفلسطينيين والعرب بحسب المصلحة أينما وجدت، والعمل على ما يجنب الفلسطينيين المزيد من المآسي.

* *

وعلى الفلسطينيين والعرب عدم إسقاط سلاح التفاهم والحوار لاستعادة حقوقهم دبلوماسياً، حتى لا يعطوا ذريعة لإسرائيل وأمريكا والغرب، ومبرراً لوصف ظالم متعمد باعتبار المقاومة الفلسطينية تقودها عناصر إرهابية، مع أن من يستحق أن يوصف بالإرهاب هم الإسرائيليون وليس الفلسطينيين، الذين يمارسون أبشع أنواع الإرهاب، وأسوأ نماذج العنصرية، وارتكاب أشد الجرائم بحق الفلسطينيين الأبرياء.

* *

كل مُحِب للسلام يؤلمه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من حرمان لحقوقه، ومن عمل لتصفيته، ومن تخطيط لتهجيره قسراً من أرضه إلى المجهول، ولكن هذا هو حال مَنْ نتحدث عنهم بصدق ومحبة، وما نكتب به بألم عن مآسيهم، بما يجب أن يصاحبه عودة إلى التفكير بما ينبغي فعله من الآن وفي المستقبل، معتمدين فيه على الدروس والعبر التي مرت بالقضية الفلسطينية منذ النكبة عام 1948م مروراً بكل المحطات التي توقفت فيها القضية الفلسطينية سلماً أو حرباً، وبين الفلسطينيين قدرات وعقلاء لرسم مستقبلهم الذي ينقذ هذا الشعب الحبيب من قساوة الظلم الذي يتعرض له أمام صمت العالم وظلمه، وقلة ما يملكه الفلسطيني من سلاح أمام جيش صهيوني مدجج بالسلاح المتطور، ويفتقر إلى الالتزام بأبجديات العمل الإنساني في قواعد الاشتباك.

آراء الكتاب

  • الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ

    محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...

  • حراسة الرمز - سعد الدوسري

    سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...

  • الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض

    د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...

  • بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد

    يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...

  • دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي

    ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...

  • التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد

    لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...