نبراس بالتربية والمسؤولية الاجتماعية - يوسف القبلان
جميل أن تتحول الأفكار والمبادرات الى برامج ومشروعات وطنية تنهض بالوطن في كافة المجالات وتحافظ على أمنه وتعمل على وقايته من المخاطر بكافة أنواعها.
من هذه المخاطر خطر المخدرات التي تهدد المجتمعات الإنسانية ما يجعل مسؤولية التصدي لهذا الخطر مسؤولية الجميع.
وفي المملكة جهود مخلصة قديمة ومتجددة لمحاربة هذه الآفة وحماية المجتمع من أضرارها المدمرة. وقد تشكلت اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات عام 1405 بأمر صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز (يرحمه الله)، وأحدث هذه الجهود هو المشروع الوطني للوقاية من المخدرات (نبراس) الذي انطلق بمبادرة من الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) كنموذج للمسؤولية الاجتماعية، وتكامل وتوحيد الجهود الوطنية لخدمة المجتمع.
(نبراس) حسب تعريف الأستاذ عبدالاله الشريف أمين عام اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات مساعد مدير عام مكافحة المخدرات للشؤون الوقائية رئيس مجلس إدارة مشروع (نبراس) هي نهج وطني تبنته اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات في شكل مشروع ابداعي لبناء البرامج الوقائية وتطبيق معايير الجودة في مجال خفض الطلب على المخدرات والمؤثرات العقلية؛ حيث أطلقت سياسات هذا النهج بمبادرة من (سابك) لتوفير برامج الوقاية التي تهتم ببناء الأشخاص القدوات، فالمشروع يهتم بجميع الفئات العمرية خصوصا الأطفال والمراهقين والشباب، ويعمل المشروع على دعم الآباء والمعلمين والمعلمات والمهتمين الذين يسهمون بوعيهم وبصيرتهم في حماية ذواتهم وأسرهم ومجتمعهم من تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية.
(مجلة اليمامة، إصدار خاص، 18 / 4 / 1437).
من المعروف أن الاعتراف بوجود المشكلة هو الخطوة الأولى لحلها، والمملكة اتخذت مبدأ الشفافية في التعامل مع هذه الآفة ولذلك أنشأت المديرية العامة لمكافحة المخدرات التي تحقق دائما إنجازات كبيرة في المكافحة الاستباقية. كما أنشأت اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، وفتحت قنوات التواصل والتعاون مع الاعلام ومؤسسات المجتمع، وحاربت هذا الخطر أمنيا ووقائيا، وقد علمت أنه خلال عامي 1435 و1436 استطاعت الأجهزة الأمنية والجمركية ضبط 166 مليون قرص كبتاجون، و59 طنا حشيشا، و53 ألف متهم سعودي وغير سعودي.
أما برامج الوقاية فلها مسارات متعددة من خلال الأسرة، والمؤسسات التربوية، والمسؤولية الاجتماعية لكافة قطاعات المجتمع.
في هذا الإطار تفاعلت امارات المناطق والمحافظات بقوة مع برامج المشروع الوطني للوقاية من المخدرات (نبراس) الذي يهدف الى وقاية المجتمع من أضرار المخدرات وبناء قدرات وطنية قادرة على منع وصول المخدرات الى الأسر والأفراد بطريقة علمية مدروسة مبنية على الدراسات المحلية والعربية والدولية.
المشروع بدأ عام 2015 ويستمر تنفيذه لمدة خمس سنوات حيث يتم تكوين بيت خبرة يستفاد منه على المستوى الإقليمي والعالمي ليكون برنامجا مستداما.
هذا المشروع الكبير بأهدافه الوطنية والصحية والاجتماعية حين يتجه الى الأسر والمدارس في كافة المراحل التعليمية – وهو الاتجاه الصحيح- يتطلب تنفيذه جهودا تربوية ومشاركة اجتماعية واعلامية مستمرة لفتح آفاق جديدة للوقاية تستند على الشراكة الوطنية لتوفير فرص التدريب والتوظيف وإعادة التأهيل. (نبراس) تستطيع أن تفعل الكثير بتعاون المؤسسات والشركات في تطوير برامج الوقاية وتحويلها الى برامج مستدامة.
حين نقرأ النتائج المتوقعة من (نبراس) ندرك حجم المشروع وحجم التعاون المطلوب، وهي كما جاء في كتيب التعريف بنبراس ما يلي:
1_ تدريب أكثر من (3000) شخص وخبير في مجال الوقاية من المخدرات.
2_ توعية أكثر من (50،000،000) شخص داخل وخارج المملكة بكيفية التعامل مع تعاطي المخدرات والتحذير منها.
3_ خفض معدلات الجريمة المتعلقة باستخدام المخدرات بنسبة 10%.
4_ خفض معدلات الحوادث المرورية المتعلقة بالمخدرات بنسبة 10%.
5_ الحد من معدلات التعثر والتسرب الدراسي بنسبة 10 %.
6_ الحد من معدلات العنف الأسري بنسبة 20 %.
7_ خفض استهلاك الأدوية ذات التأثير النفساني بنسبة 20 %.
8_ زيادة عدد الشركات الراعية في دعم الوقاية من المخدرات في المجتمع.
9_ تعزيز نظرة موظفي سابك لدور الشركة في مجال الوقاية من المخدرات.
10_ زيادة مساهمة المثقفين من أفراد المجتمع في تعزيز العمل الوقائي في مجال الوقاية من المخدرات.
11_ زيادة عدد المواد الإعلامية الهادفة في وسائل التواصل الاجتماعي.
12_ تعزيز دور المملكة العربية السعودية في الريادة في مجال العمل الوقائي.
13_ تعزيز البحث العلمي واستخدام آلياته في توجيه العمل الوقائي.
إن تحديد هذه النتائج كأهداف للمشروع يعد خطوة إيجابية لأنه سيمكن القائمين على المشروع من تقييم الأداء، كما يعد اختبارا للشركات والمؤسسات التي تبحث عن دور لها في ميدان المسؤولية الاجتماعية.
تلك النتائج تشير الى شمولية القضية وعلاقتها المباشرة بالتعليم والتربية والاعلام والمؤسسات الدينية والجامعات وكافة قطاعات الدولة.
ونلاحظ أن إحدى النتائج المتوقعة هي زيادة عدد الشركات الراعية وما أكثر المجالات التي يمكن أن تساهم من خلالها الشركات في هذا المشروع.
أما الميدان الأهم وهو الميدان التربوي فهو مرتبط بالأسرة والتعليم بمراحله المختلفة، وهو ينتظر التطوير والابتكار في الطرق والأساليب المتبعة في مجال الوقاية. تطويرا يتضمن الكم والكيف وتعزيز العلاقة بين البيت والمدرسة، وتوسيع نطاق مشاركة الطلاب في أنشطة المدرسة وفي ادارتها، وفي خدمة المجتمع.
نتطلع لأن تكون البيئة جاذبة في المدرسة والجامعة، حتى يشعر الطالب فيها بالانتماء فيدفعه ذلك الى المشاركة والتفاعل الإيجابي مع المعلمين والطلاب ومسؤولي المدرسة. ونتطلع الى دور اعلامي متطور يبتكر أساليب جديدة فعالة في مجال الوقاية من المخدرات.
تلك النتائج المتوقعة يمكن تحقيقها وتحقيق أكثر منها حين يلتزم الجميع بالتعاون والعمل التكاملي الذي يجمع كافة مكونات المجتمع وكل الجهات ذات العلاقة – وهي بالمناسبة كلها ذات علاقة لأن الخطر يهدد الجميع -في منظومة واحدة تعمل نحو هدف واحد.
في مجال التربية، ومجال الاعلام، ومجال التوعية بشكل عام تسعى (نبراس) الى التطوير وتنتظر التطوير ومشاركة الجميع فنبراس حسب وصف الأستاذ عبدالاله هي إطار مرجعي لتنظيم وتنسيق الجهود المحلية للوقاية من تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية ولدعم تمكين المشروعات الوقائية التي تتبناها مختلف المؤسسات التي يمكن تصنيفها كمشروعات وطنية لمنحها علامة جودة (نبراس) التي تعني أن هذه المشروعات تتفق مع معايير اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات وسياستها.
بهذا الوصف تكون المشاركة متاحة للجميع في إطار وطني يوحد الجهود ويرحب بالمبادرات ويُخضعها لمعايير موحدة.
آراء الكتاب
-
الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ
- 367
- 2016-02-09 17:29:26
محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...
-
حراسة الرمز - سعد الدوسري
- 478
- 2016-02-09 17:29:27
سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...
-
الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض
- 317
- 2016-02-09 17:29:30
د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...
-
بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد
- 366
- 2016-02-09 17:29:32
يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...
-
دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي
- 344
- 2016-02-09 17:29:35
ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...
-
التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد
- 520
- 2016-02-09 17:32:18
لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...