الأحد, حزيران/يونيو 15, 2025

All the News That's Fit to Print

عندما أراد الغرب صنع الدولة الصهيونية أخذ من وقته أكثر من 30 سنة، وهي المدة بين وعد بلفور، وإعلان الدولة. ودائما صاحب الخُبث يأخذ وقته لتحقيق غرضه.

أقول إنه بدأها (اسرائيل) بما يُسمى التوحّش. أي القتل والتشريد والتدمير. ومن قائل إنه يفعل الآن نفس الأسلوب لشق بلاد العرب، بإيجاد من يمتهن الوحشية والذبح وبث الرعب تماما كما تفعل عناصر الإرهاب الآن. تفعل ما تفعل لخدمة سيّد.

في شرح المفعول لأجله، في درس اللغة العربية كان الأستاذ يقول لنا ونحن في المرحلة الثانوية: إنه "أي المفعول لأجله" نكرة منصوب مصدره قلبي. أي انه إحساس داخل نفسي وان الفعل يتفق مع الفاعل في الزمن.

ثم يورد أستاذنا مثلاً فيقول:

"جُرّ العربُ إلى معارك جانبية خشية وحدتهم" وهذا - يقول الأستاذ - مصدر قلبي.

وكنا على علم بأن "جرّ" فعل ماض مبني للمجهول، وان الفعل يبنى للمجهول لأسباب أربعة هي:

للعلم به، للجهل به، للخوف منه، للخوف عليه، ولم نعد نجهل بأن الفاعل هو "الاستعمار" وربما استعمل أستاذنا الكريم هذا المثل، للعلم به.

فقد كان المذيع أحمد سعيد يعطينا جرعات يومية ضد الاستعمار وأذنابه، لدرجة ان أحد الظرفاء قال في مجلس "انني أكره فلاناً مثل كره أحمد سعيد للاستعمار".

والاستعمار لا شك بغيض، في كل أرض حلّ بها، وفي كل بقعة ارتحل منها، ومثالبه أكثر من أن تحصى.

الاستعمار حراك مصلحي يتحرك باتجاه الريح. مصلحية تهيمن على ممر مائي، أو منبع خيرات، أو محطات تزويد بالوقود، أو قواعد قريبة من أرض أعدائه.

وحتماً من مصلحة ذلك الجهد "الاستعمار" ألا يتحد أبناء المنطقة ضده وإلا تعرقلت مصالحه.

لكنني أعتقد أن رؤيتنا في ذلك الوقت كانت خاطئة.

فالاستعمار حديث العهد، وعداوات العرب مع بعضهم قديمة العهد ترجع إلى أيام داحس والغبراء نعم: امتاز العرب بالكرم والظفر، وامتازوا على غيرهم في علوم كثيرة، ولا ينكر ذلك إلا جاهل، لكن امتازوا أيضاً على غيرهم بالعناء وسرعة قبولهم للوهم والخيال "أظن أفلام الخيال العلمي صُنعت من أجلهم...!"

كما أن أكثرهم يشعر بالنقص إذا لم يأخذ مثل غيره.. ويساوره الشك في حسنات جاره ويحسبها "تحركاً" ضده أو تعالياً عليه.

ثم إن كل متتبع يدرك لماذا فشلت أكثر من عشر محاولات للوحدة العربية، حتى جسور "الاتحادات" لم تبلغ الهدف المطلوب..

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


لمراسلة الكاتب: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


آراء الكتاب

  • الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ

    محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...

  • حراسة الرمز - سعد الدوسري

    سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...

  • الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض

    د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...

  • بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد

    يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...

  • دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي

    ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...

  • التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد

    لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...