المعوقون ونقص أنظمة الدعم النفسي - سهام الشارخ
كتبتُ في مقال سابق عن تقدير الذات، وهو الكيفية التي ينظر فيها الإنسان إلى نفسه سلبية كانت أم إيجابية، والنظرة الإيجابية إلى النفس تعني تقدير النفس والقبول بها كما هي على اعتبار أن لكل إنسان نقاط قوة وضعف، بشرط أن يكون التقدير متوازنا فلا يتحول إلى شعور متضخم بالذات.
وإذا كان الإنسان في حالته العادية عرضة للشعور بتدني تقدير النفس، فإن الشخص المصاب بإعاقة ما أقرب إلى الشعور بهذه الحالة نتيجة ما يشكله وضعه الجسدي من صعوبات وتحديات في حياته، والتحدي بالنسبة إليه هو كيف يمكن أن ينظر إلى نفسه على أنه شخص عادي كغيره، وينظر إلى إعاقته على أنها لا تشكل إلا جزءا من حياته فليست هي كل شيء، ويزداد التحدي من جانب آخر مع النظرة النمطية للمعوقين وعنصرية البعض تجاههم، فالمعوق يخاف ألا يتوافق مع متطلبات ومعايير المجتمع التي تركز في الغالب على الشكل والقدرة والتماثل بين الناس، وهذا ما يُشعره بأنه أقل ويتسبب له ذلك بضغط نفسي أكبر لأنه يحاول بصعوبة أن يحقق بعضا من تلك المعايير.
تحدثت معي قريبتي التي تعمل في مجال تأهيل المعوقين عن موضوع تقدير الذات بالنسبة للمعوقين وأهمية العمل على مساعدتهم في التعامل مع إعاقتهم وبناء ثقتهم في أنفسهم، فقد لمست من خلال عملها تدني تقدير هؤلاء المعوقين لذواتهم، وأثر ذلك على حياتهم وعلاقاتهم خصوصا مع نقص أنظمة الدعم النفسي والاجتماعي لهم في معظم المستشفيات والمراكز الطبية خلافا لما هو موجود في البلاد المتقدمة.
الإعاقة بكل أنواعها ودرجاتها سواء أكانت خلقية أم ناتجة عن حوادث أو أمراض تدفع كثيرا من المعوقين خصوصا في مجتمعنا إلى تجنب الناس والانزواء الكامل أحيانا لأن العزلة تريحهم من المواقف التي تواجههم نتيجة إعاقتهم، كما أنها تقلل من حالات لومهم أنفسهم إذا لم يستطيعوا القيام بعمل ما، أو التصرف بالشكل المناسب، والمفترض ألا يترك المعوق يعيش خاضعا لمخاوفه وافتراضاته غير الصحيحة عن نفسه ومظهره، أو متأثرا بمجتمعه الذي قد يساهم بطرق ربما غير مقصودة في إشعاره بالضعف والنقص.
هذه الحالة برأي قريبتي تنطبق أيضا على الأشخاص الذين يصابون بأمراض تحدث تغييرات في شكلهم الخارجي تشعرهم بالحرج وتؤثر في نظرتهم لأنفسهم ما ينعكس على حياتهم في البيت والعمل وعلى علاقاتهم الزوجية، وإذا لم يوجد من يعزز ثقتهم بمكانتهم وبأنفسهم، وبمن حولهم فإنهم ينتهون إلى مشكلات نفسية وعاطفية أو عقلية أحيانا.
التعامل مع الآثار النفسية للإعاقات وبعض الأمراض يجدر أن يؤخذ بجدية وعمق عن طريق وضع برامج شاملة تساعد على تنمية ثقة المصابين بأنفسهم، وتوعية من حولهم بطرق التعامل معهم، مع تهيئة بيئات مشجعة تتيح فرص التفاعل بحيث يتبادلون المعلومات والتجارب فيما بينهم.
آراء الكتاب
-
الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ
- 367
- 2016-02-09 17:29:26
محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...
-
حراسة الرمز - سعد الدوسري
- 478
- 2016-02-09 17:29:27
سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...
-
الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض
- 317
- 2016-02-09 17:29:30
د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...
-
بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد
- 366
- 2016-02-09 17:29:32
يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...
-
دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي
- 344
- 2016-02-09 17:29:35
ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...
-
التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد
- 520
- 2016-02-09 17:32:18
لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...