الإثنين, حزيران/يونيو 16, 2025

All the News That's Fit to Print

د. عبدالواحد الحميد

النقاش الذي يدور في مجلس الشورى حول الأوضاع المعيشية للمواطنين المتقاعدين يسلط الضوء على مشكلة معقدة لا تتعلق بالمتقاعدين وحدهم وإنما أيضا بالمؤسسات التقاعدية: المؤسسة العامة للتقاعد، والمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية.

فالأرقام التي وردت في «تقرير جمعية المتقاعدين»، وهو التقرير الذي استشهدت به اللجنة الخاصة في مجلس الشورى التي كُلفت بدراسة مقترح تعديل أنظمة التقاعد، تؤكد بأن الاستحقاقات الشهرية لسبعين بالمائة من المتقاعدين لا تتجاوز ألفي ريال وأن أربعاً وأربعين بالمائة من المتقاعدين لا يملكون مسكناً. وهذا الوضع بحاجة إلى معالجة ويصعب تصور استمراره، ولهذا تطلب اللجنة إيجاد علاوة سنوية لمعاشات المتقاعدين لمواكبة غلاء الأسعار.

وفي نفس الوقت، من الواضح أن المؤسسات التقاعدية لا تستطيع أن تصرف معاشات للمتقاعدين بما يتجاوز إمكاناتها وإلا سوف تتعرض للإفلاس، وتلك كارثة كبرى! وقد استعانت هذه المؤسسات بدراسات إكتوارية تثبت أن الوضع سيكون حرجاً مع التزايد النسبي لأعداد المتقاعدين والانحسار النسبي للمشتركين في أنظمة التقاعد بسبب التغيرات في الهرم السكاني للسعوديين.

لابد أن نتفهم أوضاع مؤسسات التقاعد، لكن ما لا يقل أهمية عن ذلك هو معالجة الأوضاع المعيشية لبعض فئات المتقاعدين. فالمتقاعدون الذين تقدمت بهم السن ولم يعد للكثيرين منهم مداخيل مالية سوى معاشاتهم التقاعدية الضئيلة في الوقت الذي تتزايد حاجتهم للرعاية الصحية وتتعاظم أمامهم تكاليف المعيشة بسبب الازدياد المضطرد لأسعار السلع والخدمات هم بأمس الحاجة لمعالجة أوضاعهم.

إن هذا المأزق لا يمكن حله إلا بتدخل الدولة عن طريق إيجاد برامج خاصة للمتقاعدين الذين تقل مداخيلهم عن تلبية احتياجاتهم المعيشية. وهذا يتطلب أن تحظى هذه الفئة من المتقاعدين بمساعدة مالية مناسبة وأن تُصمَّم برامج لتقديم الرعاية الصحية للمحتاجين منهم، فمن المعروف أن الكثير من المرضى المسنين المصابين بأمراض مزمنة ويعتمدون على الخدمات الصحية الحكومية قد يضطرون للانتظار أشهُرَ طويلة حتى يحصلون على الخدمة المطلوبة.

ربما من السهل أن نطلب من المؤسسات التقاعدية زيادة معاشات المتقاعدين، ولكن قد لا يكون من السهل تدبير الأموال اللازمة في غياب إسهام حكومي سخي للفئة المحتاجة من المتقاعدين، وهذا لا يعني بالطبع ألاَّ نطالب هذه المؤسسات التقاعدية بتحسين أدائها ومعالجة مشكلاتها وترشيد استثماراتها لتحقيق عوائد عالية يستفيد منها المتقاعدون.

آراء الكتاب

  • الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ

    محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...

  • حراسة الرمز - سعد الدوسري

    سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...

  • الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض

    د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...

  • بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد

    يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...

  • دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي

    ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...

  • التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد

    لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...