القوة العسكرية لتعزيز القوة «الناعمة» - أيمـن الـحـمـاد
منذ أن أشاع الدكتور جوزيف ناي مفهوم القوة الناعمة كدلالة لاستناد الدول واعتمادها أساليب وطرقاً غير عسكرية لإحداث قدرة على التأثير والفعالية والإقناع، تلك الأساليب التي تركز على إبراز ما تمتلكه تلك الدولة من إرث تحضري وثقافي يسهم في تعزيز صورتها على المستوى الدولي بعيداً عن تسجيل حضورٍ يكون الفضل فيه لقوة النار والسلاح التي دائماً ما يرمز تفوقها إلى القدرة على السيطرة.
وظل هذا المفهوم رائجاً إلى حد كبير في أدبيات الدبلوماسية العامة والسياسة الدولية خلال العقد الماضي، وتحديداً بعد أحداث 11 سبتمبر وما تلاها من حملات عسكرية، وإجراءات أمنية مشددة، أثرت بشكل كبير على صورة أميركا كبلد متنوع وحر، وإثر ذلك كان ولا بد من إبراز وإظهار شيء من ذلك الإرث المثالي لترميم الصورة الذهنية، وتسليط الضوء مرة أخرى على الحضور الأميركي الإيجابي.
خلال العقد الماضي وإبان رئاسة الرئيس الأميركي باراك أوباما التي اتسمت بحذرها في التعاطي مع الحلول العسكرية، وإحجامها عن اتخاذ قرار بإرسال الجنود الأميركيين إلى مناطق القتال، واستبدالها ذلك بالمبادرات السياسية، ويحضرنا هنا ملف الأزمة السورية.. ساهم هذا التواري الأميركي العسكري من المنطقة سواء في العراق أو أفغانستان أو تخليها عن سورية على سبيل المثال إلى تضعضع صورة واشنطن بين دول المنطقة؛ إذ يرون أن واشنطن أدارت ظهرها عنهم في حين اضطلعت روسيا وحلفاؤها بالأمر، تسبب ذلك بتأثير بليغ في صورة أميركا والرئيس أوباما الذي يمكن اعتبار وصوله إلى البيت الابيض ذروة القوة الناعمة الأميركية لكنه خيب ظن الدول العربية التي توقعت منه أن يكون متعاطفاً مع قضاياها مختلفاً عن سلفه جورج بوش الابن.
وهذا يجعلنا نجادل مفترضين: هل قليل من القوة الصلبة ضروري في تعزيز القوة الناعمة؟ فوقائع المنطقة على أقل تقدير تقول إن امتناع الولايات المتحدة عن التدخل العسكري في سورية، وإهمال القضية الفلسطينية، والتقارب مع إيران أضر بصورة واشنطن وشعبية أوباما على المستويين الشعبي والنخبوي أيضاً.. ولو تتبعنا وتأملنا رحلة الصعود الأميركي، وسيادتها كقوة عالمية نجد تلك السيادة إنما تأتّت بقوة السلاح، وأفلام الكاوبوي، وحرب النجوم، ومنذ إلقاء قنبلتي هيروشيما ونجازاكي الذريتين أصبحت أميركا القوة الأولى في العالم، وهذا لا يعني بالتأكيد تأييد واشنطن في مغامراتها العسكرية وهي كثيرة، فالحرب أكثر الأدوات سوءاً، لكنها في لحظة ما تبدو لا مفر منها، وقليل من الصرامة ضروري أحياناً لإعادة الأمور إلى نصابها.
آراء الكتاب
-
الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ
- 367
- 2016-02-09 17:29:26
محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...
-
حراسة الرمز - سعد الدوسري
- 478
- 2016-02-09 17:29:27
سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...
-
الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض
- 317
- 2016-02-09 17:29:30
د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...
-
بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد
- 366
- 2016-02-09 17:29:32
يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...
-
دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي
- 344
- 2016-02-09 17:29:35
ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...
-
التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد
- 520
- 2016-02-09 17:32:18
لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...