كلّنا متعصّبون «نقدح من رؤوسنا» فلنواجه الحقيقة!! - د. فايز بن عبدالله الشهري
استرحنا فترة من الزمن إلى فكرة أننا بريئون من لوثة التعصّب الذي يحمله -كما نردّد دوماً- (فقط) فئة من الشباب ضلّت طريقها فضيّعت المنهج وكانت النتيجة أن حوّلت تعصبها الفكري إلى سلوك عنيف. وليتنا اكتفينا بهذا ولكننا حين بدأنا في تشخيص مصادر العلّه وعلاجها اكتفينا في معظم الأحوال بتوزيع المهدئات الفكريّة ونحن نتبادل التهم ونقذف الإنترنت والإعلام والشرق والغرب بكل الشرور والآثام.
المنطق المجرّد يقول إن المشكلة الفكريّة لم ينتجها سوانا ونحن من سيتحمل آثارها. لا ذنب للإنترنت ووسائط الإعلام والتقنية ولا مشكلة مع الشرق والغرب، بل لقد كشفت لنا كل هذه الوسائط – مشكورة-ما نتعامى عنه أو نتناساه. شبكة المعلومات وثّقت لنا منتجات الواقع في مقاطع اليوتيوب فكشفت لنا واقع أبنائنا وهم يتعاملون مع المخالف (الند)، ومع العامل الضعيف، ومع الطريق والشجرة الخضراء، والمتنزه البري الجميل. وحين ظهرت خدمة "الكيك" وحمّى "ستاند اب كوميدي" و"السناب" وبقيّة "الكواشف الإلكترونيّة" أظهرت في قسم كبير منها حجم تفاهة "الفكر" ونفاق المجتمع حين صدّر تفاهاته إلى الشاشات ثم عاد ليستورد منها نجوماً موجهين للمجتمع عبر الملتقيات وشاشات التلفزيون. وحين تحاول تشخيص الظاهرة في حوار هادئ يصفعك متعصّبون سادرون برأي قامع قاطع يصمك "بالتزمّت" وأنّك لا تفهم ما يجري فهذه الأجيال تعبّر عن ذاتها.
كيف يمكنك محاورة من لا ينصت لحقيقة أن ثقافة "التعصّب" التي أنتجتها الشوارع الخلفيّة باتت اليوم سيدة المشهد الإلكتروني موثقة أبشع الصور السلبيّة عنا؟ وليت هذا يكفي ولكن السؤال الكبير يقول: من سيعالج أو سيحتمل الآثار الكارثية لتأطير شخصيّة الجيل وتكوين وعيه عبر الشاشات بين حدّي التعصّب: الانفلات والفوضى، والتزمت في الرفض والعدوانيّة؟
لم نسأل أنفسنا – ولا نريد أن نسأل-عمن وضع المحتوى العربي على الإنترنت ومن صنع نجومه، ومن يملك ويموّل الإعلام العربي ومن يتّهم من؟ وفي ظل "التيه" العربي وحيث لا مرجعيّة واضحة ترشّد محتوى هذه المنابر المفتوحة فإننا أيضاً محتاجون إلى الإقرار بأهميّة سؤال وتشخيص مفاعيل ثقافتنا الشعبيّة ذات التأثير الأعمق في شخصيّة أبنائنا وتكوين وعيهم وعلاقتهم بالناس والأشياء من حولهم. الواضح اليوم أن لم يعد هناك فرق واضح بين قيمة ثقافة "القيم" العليا وما ينتجه المجتمع في انهزامه ليبرر التحاسد والتباغض والتصارع حول مصالح الأنا وشيطنة "الآخر". وفي هذه الحاضنة الفكريّة المضطربة نشأ جيل الكتروني "منتفخ" الشهرة "ضامر" المبدأ يقول ما يريد عما يرغب بما يشتهي مدعوماً بهتافات جموع المتعصبين من حوله ومدعوماً بإرث "البطل" "الذيب" في ثقافتنا الشعبيّة الذي "يقدح من راسه" ولا يشاور أحداً.
لاحظنا ما يجري حين أتى "تويتر" سبورة الرأي الحرّ على حائط الزمن العربي البائس. شاهدنا على "تغريداته" جماهير الشيخ" فلان"، ومعجبي الفنانة "فلانة" ومشجعي النادي "زعطان" وهم يجتمعون-ظاهراً-باسم الحب لرموزهم ويفترقون على الكراهيّة والتعصّب والأحقاد لبعضهم البعض.
إن التطرف الثقافي المجتمعي المخصّب للعنف والإرهاب لم يظهر لنا إلا وجهاً كالحاً واحداً من وجوه التعصّب العملي الذي لا نعلم مآلاته حينما يرتفع صوت القبلية أو يستصرخ التيار الفكري أنصاره، أو لحظة تحزّم "المذهب" بالطائفة، في منافسات الهويات الصغرى التي لا تفرز إلا المزيد من التعصّب والعصابيّين ... والله المستعان.
قال ومضى:
كيف (أحاورك) وهناك من يحتلّ رأسك.
لمراسلة الكاتب:
آراء الكتاب
-
الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ
- 367
- 2016-02-09 17:29:26
محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...
-
حراسة الرمز - سعد الدوسري
- 478
- 2016-02-09 17:29:27
سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...
-
الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض
- 317
- 2016-02-09 17:29:30
د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...
-
بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد
- 366
- 2016-02-09 17:29:32
يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...
-
دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي
- 344
- 2016-02-09 17:29:35
ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...
-
التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد
- 520
- 2016-02-09 17:32:18
لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...