في العزلة والاعتزال !! - رقية الهويريني
رقية الهويريني
ذكر الله تعالى في محكم التنزيل عدة مواضع أثنى فيها على العزلة؛ لما لها من فوائد تعود على النفس والذهن بالصفاء، لاسيما في حالة تزايد الضغوط النفسية والهموم، وكذلك في حالة الجدل وتفشي الفتن والخصومات، فتصون العزلة دين الإنسان وخلقه ونفسه بإبعادها عن الحساد أو المنتقصين لها أو الساخرين فيها أو المتطاولين عليها! ومن خلالها يتفرغ المرء للعبادة والتأمل والتفكير الإيجابي والعمل المثمر والبعد عن مواطن الغيبة والنميمة وسوء الظن وتجنب مقابلة الثقلاء والحمقى والسفهاء.
وقد اعتزل نبي الله إبراهيم عليه السلام قومه عندما خالفوه، وأظهروا له العداء. قال تعالى على لسان إبراهيم: {وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاء رَبِّي شَقِيًّا}. وكذلك اعتزل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قومه قبل البعثة لينأى بنفسه عما هم فيه من باطل وضلال، ومن قبله نبي الله موسى لجأ إلى العزلة حين أصر قومه على مخالفة الحق. كما اعتزل أصحاب الكهف قومهم عندما خافوا على أنفسهم ودينهم، قال تعالى: {وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحمته ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا}.
ويورد ابن الجوزي في كتابه (صيد الخاطر) ثناءً على العزلة فيقول: «ما أعرف نفعاً كالعزلة عن الخلق خصوصاً للعالم والزاهد فإنك لا تكاد ترى إلاّ شامتاً بنكبة أو حاسداً على نعمة، ومن يأخذ عليك غلطاتك، فيا للعزلة ما ألذها! سلمتُ من كدر غيبة وآفات تصنيع، وأحوال المداجاة، وتضييع الوقت).
وحينما تفتقد المجالس والاجتماعات البهجة وتجلب الكآبة وتساهم في نشر الفضول والثرثرة والإشاعات أو تتسبب بالتجريح، أو جر الإنسان لتفكير القطيع دون تمحيص؛ فإن العزلة أوجب، وللنفس أطيب! برغم أن النقاشات الثرية والحوارات النقية تكسب المرء المعرفة وتبادل الآراء وتلاقح العقول ومداولة التجارب. والحصيف يسعى لما يفيده، ويبتعد عما يجرحه لاسيما الشخص الحساس، فيفضل له الابتعاد النسبي عن الناس كيلا يتسببوا له بالألم. وكذلك العالم أو الباحث الذي يعد وقته ثميناً حيث لا يتمكن من إنهاء أبحاثه وإنجاز أطروحاته وترتيب أفكاره إلا في جو من العزلة والهدوء والسكون وبعيد عن التشويش والاضطراب! فتكون حينئذ العزلة مملكة للأفكار، وفضاء للعقول، ونزهة للأذهان، وفسحة للخواطر.
آراء الكتاب
-
الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ
- 367
- 2016-02-09 17:29:26
محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...
-
حراسة الرمز - سعد الدوسري
- 478
- 2016-02-09 17:29:27
سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...
-
الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض
- 318
- 2016-02-09 17:29:30
د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...
-
بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد
- 366
- 2016-02-09 17:29:32
يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...
-
دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي
- 344
- 2016-02-09 17:29:35
ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...
-
التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد
- 520
- 2016-02-09 17:32:18
لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...