الإثنين, حزيران/يونيو 16, 2025

All the News That's Fit to Print

دون شك؛ أن كل تجربة تمر بالفرد، أو الجماعة، أو المؤسسة؛ تُنتج دروسًا مستفادة تتفاوت في سمتها بين المُفرح والمُحزن، وبين المادي والمعنوي، ولكنها جميعًا تبقى تجارب مفيدة، لأن نتائجها

لابد وأن تكون قد كشفت لنا أمورًا كُنَّا نجهلها، فالبعض منها قد فتح لنا أبوابًا كانت مُغلقة أمامنا، والبعض الآخر قد أغلق أبوابًا كانت مفتوحة أمامنا أيضًا.
وهذا كله ليس بالمستغرب، لأن كل ما يكتسبه الإنسان من التجارب والخبرات؛ إنّما هو جزء من مكوّنات البناء الحضاري الإنساني الشامل، ولأن ذلك أمر طبيعي في حياتنا، بل هو سنّة الحياة نفسها.
لكن الأمر المستغرب هو أن تمر كل تلك التجارب بما تحمله من نتائج ذات مدلولات لا يمكن تجاهلها، دون الإفادة منها، وأخذها في الاعتبار، وهذا يدفعني إلى طرح العديد من التساؤلات، منها:
- هل استفدنا فعلاً من نتائج تلك التجارب والخبرات التي اكتسبناها سابقًا، فحرصنا على تكرار الناجح منها، كما حرصنا على الابتعاد عن الفاشل منها؟!
- هل استفدنا فعلاً من نتائج وخبرات الأمم والأفراد الذين سبقونا، فاتبعنا ما نجحوا فيه، وابتعدنا عمّا فشلوا فيه؟!
- هل قمنا فعلاً بنقل نتائج تجاربنا وخبراتنا إلى الآخرين بكل صدقٍ وأمانة، أم أحدثنا فيها الكثير من التحوير والتدوير، ممّا أفقدها مدلولها وقيمتها؟!
فإذا كانت الإجابة عن التساؤلات السابقة بـ(نعم)، فمعنى ذلك أنّنا نسلك الطريق الصحيح الذي يتّفق مع سمات البناء الحضاري السليم، والذي يتّفق أيضًا مع أُسس النجاح التي حثَّ عليها ديننا الإسلامي الحنيف، كما ورد في قول الرسول الكريم صلَّى الله عليه وسلم: (إنما الأمور ثلاثة: أمرٌ تبيَّن لك رشده، فاتبعه.. وأمرٌ تبيَّن لك غيّه، فاجتنبه.. وأمرٌ اختُلف فيه، فردّه إلى عالم)، وقوله صلَّى الله عليه وسلم: (لا حليم إلاّ ذو عثرة، ولا حكيم إلاّ ذو تجربة)، وقوله صلَّى الله عليه وسلم: (لا يُلدغ المؤمن من جحرٍ مرتين).
وأمّا إذا كانت الإجابة عن التساؤلات السابقة بـ(لا)، فحتمًا أن النتيجة ستكون مكانك سرّ، بل إلى الوراء سرّ، لأن ذلك سيجعلنا دومًا ندور في حلقاتٍ مفرغة، تتوه فيها أهدافنا، وتذوب فيها آمالنا، ونُصبح كما أمسينا، ونُمسي كما أصبحنا، وهذا بالطبع ما يتنافَى مع سمات النمو الحضاري الإنساني، كما يتنافى أيضًا مع أُسس النجاح التي تضمّنتها الكونية.. والله من وراء القصد.

للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS

تبدأ بالرمز (43) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى

88591 - Stc

635031 - Mobily

737221 - Zain

آراء الكتاب

  • الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ

    محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...

  • حراسة الرمز - سعد الدوسري

    سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...

  • الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض

    د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...

  • بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد

    يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...

  • دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي

    ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...

  • التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد

    لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...