أنقرة وواشنطن ومأزق الأكراد - أيمـن الـحـمـاد
قبل أسبوع قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن واشنطن ستحوّل المنطقة إلى "بركة دماء بسبب دعمها لوحدات حماية الشعب الكردي".
وأمس الأول استُهدفت المؤسسة العسكرية التركية عبر انفجار دوى في وسط العاصمة أنقرة، وعلى مقربة من رئاسة الأركان وعدد من المواقع الحكومية في دلالة استفزازية على ما يبدو، والهجوم الذي اتهم فيه رئيس الحكومة أحمد داود أوغلو حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب صراحة، أسقط 28 قتيلا من عناصر الجيش التركي، بالرغم من عدم تبني العملية من قبل الحزب الكردي، لكن أنقرة أبرزت الأدلة على تورط "الكردستاني" في هذه العملية التي تراها تستهدف العلاقات التركية – الأميركية، وتلقي بظلالها على الحل السياسي للأزمة السورية.
قبيل عملية التفجير كانت تركيا قد أعلنت أن وحدات حماية الشعب المتمركزة شمال سورية في مرمى مدفعيتها وتحديداً مطار منغ العسكري، وتعتبر أنقرة أن تواجد وحدات حماية الشعب الكردية بقيادة صالح مسلم غرب نهر الفرات أمر محظور خشية أن يؤدي ذلك لبروز كيان كردي على غرار إقليم كردستان العراق، الذي جاء كمحصلة لفرض واشنطن منطقة حظر جوي شمال العراق في التسعينيات من القرن الماضي.
ومن هذا المنطلق ترى أنقرة أن إقامة منطقة آمنة بعمق 100 كيلو متر من جرابلس إلى أعزاز ستقطع الطريق على وحدات حماية الشعب الكردي، وستعزز من قدرة تركيا على حماية حدودها، وتقليص الحضور الكردي في تلك المنطقة، لكن واشنطن في ذات الوقت تريد كسب القوات الكردية إلى جانبها وهي التي تحارب "داعش"، والأكراد بالمجمل على المستوى السياسي والعسكري يحظون بتفضيل واشنطن التي تراهم أكثر تنظيماً في كل النواحي من العرب الذين تتعدد أهدافهم وألويتهم.
أمام ذلك ما عسى واشنطن أن تفعل إن هي خيّبت ظن أنقرة حليفتها وثاني أهم قوات حلف "الناتو"، خصوصاً وأن البيت الأبيض فتح خطاً ساخناً مع صالح مسلم الذي يعتبر إرهابياً في نظر تركيا؟
وفي خضم الحاصل يبدو أن هامش المناورة بالنسبة لواشنطن يضيق لصالح موسكو التي ترى أن الأكراد مكون رئيسي في أي محادثات سياسية حول مستقبل سورية، وقد يقود تأييد واشنطن أي إجراءات لتعزيز وتمكين الأكراد في محادثات السلام في سورية إلى أزمة بين تركيا وأميركا قد تنعكس سلباً على المحادثات المتعثرة في الأساس.
إن انعكاسات الانفجار على المشهد السوري لا محالة واردة، ولا شك أن استمرار استفزاز تركيا قد يدفعها إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة قد تسمح لموسكو باتخاذ خطوات لردع أنقرة، وهو ما ينذر بأزمة خطيرة إن لم تمارس واشنطن دورها وتكبح حزب العمال الكردستاني، وتحاول تسوية المطالب الكردية سياسياً بعيداً عن أي تدخل عسكري يبدو تجنبه صعباً أكثر من أي وقت مضى.
آراء الكتاب
-
الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ
- 367
- 2016-02-09 17:29:26
محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...
-
حراسة الرمز - سعد الدوسري
- 478
- 2016-02-09 17:29:27
سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...
-
الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض
- 318
- 2016-02-09 17:29:30
د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...
-
بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد
- 366
- 2016-02-09 17:29:32
يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...
-
دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي
- 344
- 2016-02-09 17:29:35
ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...
-
التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد
- 520
- 2016-02-09 17:32:18
لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...