الإثنين, حزيران/يونيو 16, 2025

All the News That's Fit to Print

لا أحد يختلف مع فكرة

الترشيد او وقف الهدر بالمفهوم الصحيح – وهو تخفيض المصروفات «غير الضرورية» للوزارات والمؤسسات الحكومية المشمولة بالميزانية العامة.

فبعد إعلان الحكومة جديتها بفرض الترشيد على الوزارات، ومحاسبة الوزراء الذين لا يطبقون السياسة الجديدة، سيتنافس الوزراء على تخفيض مصروفات وزاراتهم، بعض المخصصات المالية ستخفض وبعضها سيلغى، ولن يجد الوزراء صعوبة في تطبيق السياسة الجديدة.

ولكن السؤال المهم – ما المخصصات التي ستلغى او ستخفض ومدى تأثيرها على احتياجات المواطنين او حتى ما تأثيرها على سياسات التنمية؟!

من المؤكد أن البداية غير موفقه لسياسة الترشيد الحكومية، فبعد قرار وقف الابتعاث للدراسات العليا، يأتي قرار تخفيض مخصصات العلاج بالخارج وتقليص أعداد المستفيدين منه، والذي يعد جريمة بحق المواطنين المرضى وعقوبة حكومية قاسية لا تستحقها تلك «الفئة» التي تعاني من تردي الخدمات الحكومية الصحية او ازدحامها.

لابد ان تبتعد سياسة الترشيد عن «الصحة والتعليم»، فلا ترشيد في هذه القطاعات، فالأموال التي تصرف على الخدمات التعليمية والصحية ومهما كان حجمها – فهي مبررة – لأن التعليم والصحة من الضروريات القصوى للمجتمع وليس من الكماليات، وإلا تحول المجتمع الكويتي إلى مجتمع مريض وجاهل، ولأصبح الترشيد اكثر خطورة على المجتمع من آفة التدخين، فالتدخين ضار بالصحة أما الترشيد فهو ضار بالصحة والتعليم معا!

نتمنى على الحكومة ان تلتفت إلى أماكن الهدر الأخرى في الميزانية، كبعض الامتيازات المالية الإضافية لبعض الموظفين، وبعض العقود غير المهمة مع الشركات والمبالغ أحيانا في تكلفتها، وتأجيل بعض المشاريع الحكومية غير الضرورية.

ختاما: الترشيد يختلف عن سياسة «تنويع مصادر الدخل» كفرض الضرائب أو الرسوم أو زيادتها، ويبدو أن السياسة الحكومية تخلط بين المفهومين عمدا، وأخشى أيضا عند تطبيق سياسة تنويع مصادر الدخل أن تبدأ بفرض الرسوم على فئة «محدودي الدخل» بحجة المساواة بين الجميع.

خلاصة: تواجه الإدارة الحكومية تحدي العجز المالي، فهل يتحول إلى عجز إداري أو يحفز على الإبداع الإداري؟! فالميزانية الفائضة تغطي عيوب الإدارة، والعجز المالي يحث على إظهار القدرات الإدارية، (فالإدارة الجيدة هي التي تحاول تحقيق الأهداف بأسرع الطرق وأقل تكلفة).

بمعنى – أن الوزراء سينجحون بتوفير أموال وزاراتهم ولكن النجاح الحقيقي ان يحافظوا على استمرار وزاراتهم ومؤسساتهم في تقديم الخدمات للمواطنين دون تقليص أو إلغاء لبعضها.

شكر خاص: بمناسبة الحديث عن العلاج بالخارج لابد ان نستذكر الجهود الحثيثة للدكتور مبارك القبندي في تحديث إدارة العلاج بالخارج التي كانت تعاني من سوء الإدارة وتراكم للمعاملات وضياعها، ونتمنى منه الاستمرار في التطوير ونتوقع منه المزيد من النجاح.

عادل المطيري
almutairiadel@
الانباء

آراء الكتاب

  • الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ

    محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...

  • حراسة الرمز - سعد الدوسري

    سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...

  • الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض

    د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...

  • بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد

    يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...

  • دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي

    ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...

  • التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد

    لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...