مجاهدي خلق نموذج للتقريب القومي والمذهبي بـ رأي زيد الجلوي
من أكبر المشكلات التي واجهتها
منطقتنا، وديننا الإسلامي الحنيف عدم وجود نظام سياسي إيراني، راغب في علاقة متوازنة مع العرب، ولا يتعامل معهم بفوقية كما كان نظام الشاه، وبطائفية كولاية الفقيه وقفا كنظاميين سياسيين شوفيني وإرهابي حائلا دون تحقيق الحلم الإسلامي بالتقارب، الذي وإن تبناه الملالي قولا، لكنهم على صعيد الفعل، لم يحققوا منه شيئاً. إلا أنه كان غطاء لتصفية الخصوم، كما هي حال الطائفة السنية، التي يفترض أن يكون لها، ولو مسجد واحد في طهران، كتعبير عن التقارب المذهبي، لا تعليقهم بالرافعات، ومنعهم من ممارسة طقوسهم.
فهذا الحلم في تصوري يمكن تحقيقه، مع دعم حركة “مجاهدي خلق” الإيرانية، بقيادة زعيمتها المناضلة السيدة مريم رجوي. التي وقف مجاهدو منظمتها، مع العراق في حربه في مواجهة الملالي، من دون اعتبار مذهبي أو قومي. ما يدل معه أن مقولة عداء الفرس والعرب وجودي لا حدودي يمكن رفضها، متى دعمنا رجوي وفكر منظمتها الراقي، من حيث نظرته للإسلام أو القومية.
لقد لاحظت ومنذ فترة ومن خلال متابعتي لحسابها على “تويتر”، وما يكتب على حساب منظمة “مجاهدي خلق”، أن الاتحاد الإسلامي الإنساني العالمي، الذي نصبو إليه، لا يمكن للمذهبية الشيعية أو السنية تقييده. كما أنه يتعذر على الشقاق التاريخي للفرس والعرب، أن يقفا مانعا من تحققه.
فهناك غزل من نوع ما بين العرب والإيرانيين، نستشفه من مقولة ” إن إهالي إيران كانوا من السنة ثم شيعهم الصفوي”، والتذكير الدائم بقصة إسلام سيدنا الصحابي سليمان الفارسي، كلها من باب التحينن على بعضهم، كما أن الحروب الطويلة والمريرة التي خاضوها مع بعضهم، تنشئ أحيانا حالة من الحب، والرغبة في إنهاء الصراع.
صراحة ان العرب مقصرون في مسألة تقاربهم من الإيرانيين، وإن قاموا باستضافة بعض المعارضين للنظام الإيراني على شاشاتهم الإعلامية، مثل نوري زاده، وهاشميان، إلا أننا لا نلحظ تقريبا لجماعة مريم رجوي، رغم مواقفها الجميلة جدا تجاه العرب. فلماذا لا ننقل مخيم “ليبرتي” لأراضينا، ونلغي هذا المخيم، الذي لا يليق بإنسانية إسلامنا، ليتحركوا بحرية وسط البلاد التي جاء منها نبيهم، ودعم أنشطتهم إذا كنا جادون بإيجاد جار إيراني، يحترم جواره وشعبه، ويرغب في ترجمة التقريب بين المسلمين واقعا.
ففي الوقت الذي شمت فيه نظاك الملالي القذارة بوفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز، كانت السيدة مريم رجوي تعزي بوفاته، كان ذلك على حسابها بيوم 21 يناير 2015. معربة “عن أملها بدوام التقدم والنجاح للشعب السعودي الشقيق صوب تحقيق السلام والهدوء في المنطقة”. وإن ” الراحل الملك عبد الله كان يبدي موقفا حازما ً حيال نظام الملالي ويصفه بـ ” رأس الأفعى للفتنة ومصدر جميع المشاكل في المنطقة”، نجد قولها هذا على حسابها يوم 24 يناير 2015.
وما كتبته بتاريخ 16 يناير 2015، أن ” تجاهل الأميركي والغربي حيال تدخلات النظام الإيراني في كل من العراق وسورية ولبنان يدفع المنطقة نحو كارثة”. وقولها بتاريخ 11 يناير 2015، ” أن النظام الإيراني هو أهم عنصر لزعزعة الاستقرار في المنطقة وإن قطع أذرعه يعد شرطا ضروريا لاستتباب الاستقرار خاصة في العراق وسورية”.
كذلك ما كتبته دفاعا عن الإسلام وبراءته من الإرهاب، مطابق للموقف الخليجي العربي في ذوده عن الإسلام، بقولها بتاريخ 11 يناير 2015، ” الهجمات الإرهابية في باريس تعارض في الأساس الإسلام دين التسامح والتعايش”. وكلمتها في إحدى الندوات بتاريخ 26 يناير 2015، ” لقد استطاع التطرف الإسلامي أن يتحول إلى تهديد عالمي بسبب وجود حكم ولاية الفقيه في إيران ليس إلا”. في التاريخ ذاته ” لقد حول النظام الإيراني أربع دول وهي العراق وسورية ولبنان واليمن إلى ساحة للاغتيال والتخريب والدمار من خلال المليشيات التابعة له”. وقولها “الحرب ضد “داعش” في سورية دون إسقاط الأسد لن تحل المشكلة”. وكذلك إدانتها لإعدام الطيار الأردني من قبل “داعش” الإيرانية.
فمن يقرأ لرجوي كأنما يقرأ لوزير الخارجية السعودي عادل الجبير صراحة، ومن يقرأ يجد أن الإسلام، الذي تدعو اليه منظمتها، لا يمكن أن ينتج عنه، كراهة شيعية سنية، أو تعبيرا عن وجود صراعات عربية فارسية.
الحقيقة أنني أجد قصورا من العالم الإسلامي السني، في تعامله مع الإخوة الإيرانيين، وقول العرب والسنة انهم يتعاملون مع الشيعة، على أنهم طائفة من هذه الأمة، لا برهان حكومي أو شعبي عليه، ما لم نقرب هؤلاء الأخوة في منظمة “خلق” منا، فكيف نزعم أننا نحارب التطرف الإيراني، ولا ندعم هذا الخطاب الأخوي، الرافض لخطاب العداء الفارسي العربي، والسني الشيعي.
وإن ما يتعرض له هؤلاء المسلمين من الإيرانيين، يستوجب من منظمة المؤتمر الإسلامي على الأقل، التخفيف من ألامهم وأحزانهم، وكذلك الحكومات العربية والإسلامية بدعمهم المعنوي، بإشعارهم أنهم مسلمين ينتمون لهذه الأمة، لأن تركهم لإعتداءات ميليشيات إيران بالعراق، أمر محزن للغاية نراه في عيون مناضلي هذه المنظمة المعبرة عن الإسلام، الذي نريده. فمنتسبو هذه المنظمة ليسوا أشخاص عاديين، بل نخبة المجتمع الإيراني، الرافض لإعدامات الإكراد والسنة، مثل ما رأينا في حسابها، وحساب مريم رجوي في “تويتر”.
زيد الجلوي
كاتب عراقي
آراء الكتاب
-
الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ
- 373
- 2016-02-09 17:29:26
محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...
-
حراسة الرمز - سعد الدوسري
- 483
- 2016-02-09 17:29:27
سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...
-
الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض
- 324
- 2016-02-09 17:29:30
د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...
-
بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد
- 370
- 2016-02-09 17:29:32
يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...
-
دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي
- 348
- 2016-02-09 17:29:35
ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...
-
التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد
- 527
- 2016-02-09 17:32:18
لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...