إثارة الشجن.. في الدفاع عن الوطن | أحمد عبد الرحمن العرفج

إلَّا الدَّعم والصُّمود، والتَّرفُّع عَن الخِلافَات الجُزئيّة، والمَعَارك التي قَد تُفسد حَمَاس المُتحمِّسين، وإخلَاص المُخلِصين..!
لَسنَا مَع الحَرب، ولَكن طَالَما اتُّخِذَ قَرارها، فلَيس لَنَا إلَّا المُؤازرة والدُّعَاء، والمُسَانَدَة والفِدَاء، لذَلك دَعونَا في هَذه اليَوميّات، نَستَعرض مَفاهيم الحَرب، عِندَ فَلَاسِفَة ومُفكِّري بَعض الأُمَم والشُّعوب، لنُدرك أنَّ الحَرْب لَيست دَائمًا أَمرًا سَلبيًّا، كَمَا يَعتَقد البَعض:
(الأحد)
حَتَّى المُسْتَبِدّ «لينين»، أكَّد أنَّ الشَّعب لَابُد أنْ يدْعم قِيَادته، إذَا قَرَّرت الحَرْب، لأنَّ الانتِصَار فِيهَا يَعني انتِصَار الجَميع، والخسَارة فِيهَا خسَارة للجَميع، حَيثُ يَقول «لينين»: (إذَا لَم يَكن هُنَاك مَفرٌّ مِن الحَرْب، وَجَبَ تَكريس كُلّ شَيءٍ لَهَا)..!
(الاثنين)
لَا يَصنَع السِّلم والسَّلام، والأَمْن والوِئَام، إلَّا القوّة والاستعدَاد للحَرب، لأنَّكَ بالقوّة تَفرض شرُوطك، وتُدير مُفَاوضَاتك بمَزاجك، وقَد قَالوا في الأمثَال اللَّاتينيّة: (إذَا أَرَدْتَ السِّلْم فتَأهَّب للحَرب)..!
(الثلاثاء)
الحَربُ بَوّابةٌ لصُنع السَّلَام، لأنَّ الدّول كالأفرَاد، لَا تَهاب إلَّا القَوي، الذي يَتحكَّم بزمَام كُلّ الخيَارَات، وفي ذَلك يَقول القَائِد الفِرنسي «ديغول»: (مَن لَا يَستطيع أنْ يَكسَب الحَرب، لَا يَستَطيع أنْ يَصنَع السَّلَام)..!
(الأربعاء)
لَا تَعتقد أنَّ الحَربَ سَلبيّةٌ بكُلِّ المَقَاييس، بَل هي مُمتلئة بالإيجَابيّة، والمُؤشِّرات المُبشِّرة بقوّة الدَّولَة، لأنَّ الحَرْب شَكلٌ مِن أشكَال الامتدَاد السِّيَاسي، وفِي ذَلك يَقول الفَيلسوف «كلاوزفيتز»: (الحَرْب فِعل قوّة، يُرغم الخِصم عَلى الرّضُوخ لإرَادَتِنَا، فهي استمرَار للسِّيَاسَة، ولَكن بوسَائل أُخرَى)..!
(الخميس)
إذَا كُنتَ تَعيش في دَولةٍ آمِنَة، فيَجب عَليكَ أنْ تَحمي هَذا السَّلام مِن الخَارِج؛ قَبْل الدَّاخِل، حَتَّى لَو اضطررتَ إلَى شَنِّ الحَرْب؛ مِن أَجل الحِفَاظ عَلى مُكتسبَات السَّلَام، وقَد قَال القَائد الفرنسي «ديغول»: (إنَّ السَّلَام بغَير القُدرَة عَلى تَأمين الحِمَاية لَه، هو استسلَام)..!
(الجمعة)
إذَا كَان لَنَا في القَصَاص حَيَاة، فلَنَا في الحرُوب إحيَاء، وعَسَى أنْ تَكرهوا شَيئًا وهو خَيرٌ لَكُم، لِذَلك مِن إيجَابيّات الحرُوب، أَنَّها تُوحِّد أبنَاء الوَطَن الوَاحد، وتَنفض الغُبَار عَن الكَسَالَى والعَاطلين، لذَلك يَقول الفَيلسوف «رينان»: (إنَّ الحَرْبَ تَمنَعُ عَن البِلَاد التَّرَاخِي والكَسَل)..!
(السبت)
الكُلُّ يَعرف أنَّنا قَد أُجبِرنَا عَلى خَوض الحَرب، وطَالَمَا أنَّنا خضنَاهَا، فيَجب أنْ نَجْعَلها حَربًا حَازِمَة عَاصِفَة، تُقزِّم الأعدَاء، وتَرفع رُؤوس الأصدقَاء، وقَد قَال الفَيلسوف «كلاوزفيتز»: (إذَا وَقَعَتْ الحَرب؛ وَجَبَ شَنُّها بجَميع مَا تَملُك الأُمَّة مِن قُوَى)..!!

تويتر: Arfaj1

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS

تبدأ بالرمز (20) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى

88591 - Stc

635031 - Mobily

737221 - Zain