
هل تجميد الإنتاج حلّ؟ | محمد أحمد مشاط
في ظل الأسعار المتردية للنفط الخام، تعتبر أي محاولة لإعادتها لمستوياتها المقبولة هي محاولة مبررة وذات قيمة عالية. بل حتى ثبات سعر البرميل هو عمل جيد للدول المنتجة للنفط مرحليًا
من أجل الحؤول دون مزيد من تدهور السعر. هل إلى هذه الحال بلغت بالدول المنتجة للنفط الضرورة للتوصل إلى أي اتفاق؟ نعم لأن وضع الأسعار وصلت إلى «العظم» بعدما أكلت شهورًا عدة من «اللحم الحُرّ» كما يقولون.
فاتفاق الدول النفطية الأربع (المملكة وروسيا وقطر وفنزويلا) على تجميد إنتاجها للنفط الخام على مستواه في شهر يناير الماضي بشرط التزام الدول النفطية الأخرى (خاصة الكبرى منها) بتجميد مماثل هو ملحمة جديدة في معركة «الحصص» في سوق النفط العالمية. فهل سوف يكون لهذا الاتفاق الرباعي فاعلية لإعادة أسعار النفط إلى مستويات أفضل من حاضرها؟ أم هل سوف يُبقي الاتفاق الأسعار متذبذبة على مستوياتها الحالية؟
لقد كان استقبال هذا الاتفاق بكثير من عدم الاهتمام من قبل الأسواق العالمية للنفط، لأن ما اتفق عليه هو بقاء الحال النفطي بدون تغيير؛ فالإنتاج كما هو، والفائض الكبير في الإمدادات سيبقى كما هو، فكيف يمكن أن يتغير أو يتحسن السعر إلى الأفضل في ظل هذا الوضع؟ كما أنه من الملاحظ عدم ثقة «المتفقين» بالمنتجين الآخرين سواء الذين هم في داخل منظمة (أوبك) وخارجها. لذا اشترطوا في اتفاقهم بعدم التزامهم بتجميد الإنتاج إذا لم يلتزم غيرهم أيضًا.
ولا يخفى أن هناك أزمة ثقة بين منتجي النفط عمومًا، لأن ما يجري هو حرب حصص السوق. فكل منتج للنفط يسعى لكي يحافظ على حصته في السوق من الضياع أو زيادتها. فإذا جمدت هذه الدول الأربع إنتاجها ولم يلتزم الآخرون، فستتاح الفرصة لعدم الملتزمين باقتناص مزيد من حصة السوق. بل ربما لمزيد من الخصم في السعر مما قد يسبب كارثة سعرية جديدة.
ولعله من الواضح بأن إيران لا ترغب في تثبيت إنتاجها فهي خارجة للتو من العقوبات الدولية عليها وتريد تعويض ما فاتها في سنوات المقاطعة. كما أن لديها خططًا لزيادة إنتاجها بمعدل نصف مليون برميل في اليوم قريبًا، فهل سوف توقف ذلك التوجه وتجمد الإنتاج؟
لقد بدا واضحًا من تعليق الوزير الإيراني زنكنه بأن إيران لن تخفض الإنتاج وتجمده ولكن لا مانع لديها من مناقشة الموضوع. كما أن موقف العراق الذي يمثل ثاني أكبر إنتاج في منظمة (أوبك) غير معروف. ولو وافق على تجميد الإنتاج، فمن غير الموثوق به للأسف الوفاء بالالتزام بذلك لأن مبيعاته النفطية، كما هو معروف، ليست بيد جهة واحدة مهيمنة. أما عن الدول المنتجة الأخرى، في داخل (أوبك) وفي خارجها؛ فهي إما أنها لا توافق صراحة على تجميد إنتاجها لأولوياتها الخاصة، أو أن إنتاجها غير مؤثر على السعر.
الدول النفطية الكبرى تعرف بدقة الآليات التي يجب اتخاذها لانتشال سعر البرميل من تدهوره، إلا أنه يبدو بأن الوقت المناسب لم يحن بعد لاتخاذ ذلك القرار.
للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS
تبدأ بالرمز (60) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى
88591 - Stc
635031 - Mobily
737221 - Zain
آراء الكتاب
-
الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ
- 367
- 2016-02-09 17:29:26
محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...
-
حراسة الرمز - سعد الدوسري
- 478
- 2016-02-09 17:29:27
سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...
-
الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض
- 318
- 2016-02-09 17:29:30
د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...
-
بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد
- 366
- 2016-02-09 17:29:32
يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...
-
دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي
- 344
- 2016-02-09 17:29:35
ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...
-
التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد
- 520
- 2016-02-09 17:32:18
لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...