مراجعة العلاقات في كافة المجالات | إبراهيم محمد باداود

اللبنانية نصيب وافر من هذا الدعم والمساندة ووقفت المملكة إلى جانب لبنان في كل المراحل الصعبة التي مرّ بها وساندته من دون تفريق بين طوائفه وفئاته وهو أمر يعرفه جميع اللبنانيين ولسنا بحاجة إلى التدليل عليه، وكان آخر ما أعلنته المملكة من دعم للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي حرصًا منها على ما يحقق أمن لبنان الشقيق واستقراره ويحافظ على سيادته.
ولكن وعلى الرغم من كل ذلك فإن المملكة تقابل بمواقف لبنانية مناهضة لها على المنابر العربية والإقليمية والدولية وذلك في ظل مصادرة ما يسمى بـ(حزب الله) اللبناني لإرادة الدولة والمواقف السياسية والإعلامية التي يقودها ضد المملكة وما يمارسه من إرهاب بحق الأمة العربية والإسلامية وجميع هذه المواقف مؤسفة وغير مبررة ولا تنسجم مع العلاقات الأخوية بين البلدين ولا تراعي مصالحهما وتتجاهل جميع المواقف التاريخية للمملكة مع هذا البلد الشقيق ودعمه في كافة الأزمات التي واجهها سواء كانت اقتصادية أو سياسية.
مراجعة المملكة لهذه العلاقات مع الجمهورية اللبنانية وإيقافها المساعدات المقررة لتسليح الجيش اللبناني وقدرها ثلاثة بلايين دولار وإيقاف ما تبقى من مساعدة لقوى الأمن الداخلي اللبناني والمقدرة ببليون دولار أمر طبيعي وجاء في وقته فالعداء والهجوم من قبل (حزب الشيطان) المسيطر والمهيمن على مقاليد الأمور هناك واضح وبين ولا يحتاج إلى شواهد والمواقف السلبية تجاه ليس فقط السعودية بل وضد الإجماع العربي بات واضحًا ومثيرًا لإستياء واستغراب العديد من الدول العربية.
خطوة مراجعة المساعدات المقدمة للبنان أتمنى أن تمتد وتشمل مراجعة كافة المساعدات الأخرى والتي تقدمها المملكة لكثير من الدول والمنظمات الدولية والتي تقوم في بعض الأحيان بمقابلة الإحسان والكرم بالتمرد والنكران، فكيف يمكن أن ندعم من يهاجمنا؟ أو نساعد من يبغي علينا؟ أو نقف مع من يتجاهل الوقوف معنا في أزماتنا المختلفة؟، فالمملكة وإن كانت لا تنتظر شكرًا ولا ردًا للمعروف وهي تقدم مساعداتها وهباتها ولكنها لن تقبل أن ترتد تلك المساعدات لتكون سلاحًا يستخدم ضدها.
إن برنامج التحول الذي انطلق يجب أن يتضمن أيضًا إعادة النظر في كافة العلاقات الخارجية ومراجعتها ومعرفة ما هو مفيد منها لمصالح المملكة وما هو غير مفيد وخصوصًا ما يتعلق بمليارات الدولارات التي تصرف في كثير من المناسبات وعلى كثير من الدول حول العالم.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS

تبدأ بالرمز (123) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى

88591 - Stc

635031 - Mobily

737221 - Zain