الإثنين, حزيران/يونيو 16, 2025

All the News That's Fit to Print

سياسة الأمر الواقع مع تطور الأحداث، ومحدودية الفرص، وتشابك المصالح، ووعي المجتمعات تجاه التعامل الأمثل مع متغيرات ومغريات العالم الجديد؛ لم تعد تحتمل فرض إرادة طرف على آخر، وحمله على التكيّف معها بقوة، أو ضغط، مقابل الحصول على منفعة وقتية، أو مشاركة بلا هوية لإنجاز مرحلي لا يستديم، ولا يتراكم خبرة مع الحياة، ولا يصل في النهاية إلى حل يصنع فارقاً على مدى زمني محدود.

جيل اليوم منحته التقنية فرصة التواصل، والاتصال، وحرية الرأي والتعبير، والمشاركة في اتخاذ القرار، والقدرة على صناعة الأحداث، ونقلها مباشرة، والتأثير فيها، ونقدها، واتخاذ موقف منها، حيث لم يعد يمثّل أغلبية صامتة في المجتمع، أو ينحاز لتوجهات مؤدلجة، وإنما يمثّل قناعاته، وقراراته، وبالتالي لم يعد هذا الجيل يتماشى مع سياسة الأمر الواقع، مهما بلغت إرادة الطرف الآخر؛ لأن الحياة اليوم بخياراتها، وتعدد قنواتها الاتصالية كافية بأن يقول الشاب ما يريد، وأن يصل إلى ما يريد، ويحدد مساره وفق ما يرتضيه، وليس ما يُملى عليه.

نؤمن كثيراً بالفجوة بين الأجيال فكراً وممارسة، ولكن المشتركات بينهم تزيدنا إيماناً من أن كل جيل هو امتداد للآخر، مهما كانت سلسلة كل جيل وظروفه، وحدود معارفه، وسلوكه، ولهذا ما يميز جيلنا اليوم قدرته على فرز المواقف، وتحديد المصالح، وإدراكه أن أمن الوطن خط أحمر أمام كل هذه المتغيرات، والشواهد كثيرة أثبتت أن شبابنا هم قدوة في الحفاظ على أمن واستقرار وطنهم، وتضحيتهم من أجله، ورغبتهم المشاركة جنباً إلى جنب مع رجل الأمن في التصدي لمحاولات الإجرام، والإرهاب، والإساءة للوطن، ويكفي أن تكون مواقع التواصل الاجتماعي منصة يختلف فيها الجميع إلاّ على الأمن، ورجل الأمن.

أمام الجيل الجديد لا ينأى أحد بمسؤولياته، وتصريحاته، وحتى إحصائياته في الوصول إلى ما يريد على حساب أو مستقبل هؤلاء الشباب، فلم يعد المجال رحباً للخروج من مواجهة المشكلة، أو الانفراد بحلولها، وإنما أصبح الجميع حاضراً للمواجهة، وقادراً عن التعبير عنها، وتقديم الحلول لها، وليس بحاجة إلى تبريرات غير مسؤولة، أو قرارات غير مدروسة، ولنا في مشروع مكافحة البطالة دليل على أن الرؤية تحتاج إلى تعديل مع إنشاء الهيئة الجديدة، ولسنا بحاجة إلى أرقام لا تغيّر من الواقع شيئاً، وأكبر مثال على ذلك ما أعلنه مدير عام صندوق تنمية الموارد البشرية الأستاذ إبراهيم آل معيقل في منتدى جدة للموارد البشرية 2015 من أن (30%) ممن يدخلون الجامعات لا يكملونها، و(55%) من الطالبات و(33%) من الطلاب يدرسون في تخصصات لا يحتاجها سوق العمل، ومثل هذه الأرقام على أهميتها ودقتها ومجيئها في سياق جميل من الأستاذ آل معيقل في حديثه عن التعامل مع الجيل الجديد، إلاّ أن الشباب يرون فيها تهرباً من وزارة العمل من مواجهة مشكلة البطالة، وإلقاء اللوم على المخرجات التعليمية التي هي أيضاً ترى أن مسؤولياتها في التعليم وليس التوظيف، وبالتالي لا يزال الأمر الواقع مفروضاً في الاستمرار على نهج واحد لا يتغيّر في التعليم، ومحدودية الخيارات في التوظيف، رغم أن الشباب لهم رأي آخر، ويبحثون عن تطبيقه، وهو تعزيز ثقافة العمل الحر، ودعم طموحاتهم في التجارة، من خلال مشروعات صغيرة أو متوسطة، من دون النظر إلى تبعات أزمة التعليم التي لن تنتهي، واحتياجات القطاع الخاص التي بدأت تتراجع.

لقد جاء مشروع التحول الوطني 2020 نافذة أمل لهذا الجيل الشاب، وهو يتطلع إلى خير وطنه، ويشارك فيه، ويتحمّل في سبيله الكثير لتحقيق أهدافه، وليس سراً أن شباب المملكة في مواقع التعبير عن هذا المشروع كانوا ينظرون إليه على أنه حلم يتحقق، وسيتحقق ما دام ولي ولي العهد هو أيقونته، وداعمه، وأكثر من وقف وسيقف مع الشباب.

آراء الكتاب

  • الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ

    محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...

  • حراسة الرمز - سعد الدوسري

    سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...

  • الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض

    د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...

  • بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد

    يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...

  • دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي

    ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...

  • التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد

    لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...