الإثنين, حزيران/يونيو 16, 2025

All the News That's Fit to Print

د. أحمد الفراج

حفل الأسبوعان الماضيان بأحداث كبيرة، أصبحت حديث المجتمع، وليس دوري هنا هو التعليق عليها، أو الانتصار لهذا الطرف أو ذاك، فقد أشبعت الأحداث بحثاً وتنقيباً، وانتهى الأمر، كالعادة، إلى صراع تافه، يقوده من يفترض أنهم أحرص الناس على حماية الأمن والسلم الاجتماعي.

ففي عالم تويتر، دشن أحدهم وسماً تحريضياً، أعلن فيه الحرب على الإعلام الحكومي، ورموزه، من مثقفين وكتّاب رأي وصحفيين، ولم يقصر هو ذاته بالشحن والتأليب، ولأنه آخر من يتعلم من أخطائه التي لا تحصى، فقد فات عليه أن من يدخل يده في جحر الثعبان، فإنه لابد أن ينال من السم، إذ انبرى له مجموعة من المتطوعين، نبشوا في أرشيفه المليء بكل ما لا يسر، من تجاوزات باطلة بحق بلده، مروراً بمخالفاته للنظام، ونهاية بالكذب البواح، والذي تم توثيقه، ونشره صوتاً وصورة، ولأن مثل هذه الأعمال منظمة، كعادة المتحزبين في التنظيمات المسيسة، فقد أصبحت هذه المعركة المفتعلة هي القضية، ونسي الناس القضية الأساس، والتي يقال إن من أشعل هذه المعركة التافهة كان من أركانها، وذلك من باب التغطية والتمويه.

المؤلم في الأمر هو أن هذه المعارك التافهة لم تقتصر على السوشال ميديا، بل إن بعض المتحزبين نقلوها إلى دور العبادة، إذ انتشرت مقاطع صوتية لخطباء جمعة رسميين، وهم يدعون بالويل والثبور على خصومهم من الإعلاميين!!، أي أن المسجد الذي يقصده المتعبدون للصلاة والدعاء، طلباً للراحة والطمأنينة، تحول بفضل دعاة الفتنة إلى مكان للتحريض على العنف، ولتصفية الحسابات الشخصية والحزبية، وهذا مبدأ خطر، ما لم يؤخذ على أيدي هؤلاء السفهاء، فالتحريض على أي فئة، أو شخص، من على منبر المسجد، يجب أن يكون خطاً أحمر، فمثل هذا قد يفهم من قبل بعض المغرر بهم على أنه الرأي الشرعي المعتبر، بينما هو، في حقيقته، رأي شخص متطرف ينتصر لحزبه وجماعته، ولا علاقة له بالدين من قريب أو بعيد، ومع أن مثل هذا الأمر له سوابق تاريخية، إلا أنه عاد بقوة مؤخراً، وبشكل عدائي لم يسبق له مثيل.

لقد حان الوقت للجم دعاة الفتنة أياً كانوا، وهم معروفون، ففي ظل التحديات الحالية، فإن آخر ما يريده الجميع هو شق الصف الداخلي بمعارك مفتعلة، بل وتافهة، ولا أظن أن هناك ما هو أخطر من استخدام بعض السفهاء لشعبيتهم، وذلك للتحريض، والاستعداء، والحط من قيمة الأعلام الوطني، ورموزه، خصوصاً وأن هذا الأعلام يعتبر هو المساند الأكبر لجنودنا المقاتلين في الجبهات، ولو أسأنا الظن لقلنا إن هذه الحرب المفتعلة ضد الأعلام الوطني هدفها الحقيقي هو اشغال الأعلاميين عن القيام بمهامهم الوطنية، وأيا يكن الأمر، فإن الأمر يستوجب وقفة رسمية صارمة ضد كل من يفتعل المعارك الداخلية بهدف التحريض، والاستعداء، وزعزعة السلم الاجتماعي، فالخطب أعمق من هذا بكثير، وسنتفاءل بأن هذا ما سيحدث -بإذن الله-.

آراء الكتاب

  • الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ

    محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...

  • حراسة الرمز - سعد الدوسري

    سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...

  • الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض

    د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...

  • بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد

    يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...

  • دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي

    ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...

  • التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد

    لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...