
بروفات في خفايا القروبات | أحمد عبد الرحمن العرفج
القرُوبَات «الوَاتسبيَّة»، أو مَجموعَات التَّراسُل الفَوريّ -كَما هو تَعريب الفَصحويّين- أصبَحَتْ حَديث النَّاس، ومَا اجتَمَع سعُوديّان -أو سعُوديّتان- إلاَّ كَان الحَديث عَن القرُوبَات ثَالِثهما، نَظرًا لأنَّ هَذا النّوع مِن التَّراُسل؛
أَمسَى يُشكِّل رَأيًا عَامًّا، وأَضحَى مَصدرًا مِن مَصَادر الخَبَر التي يُعتَمد عَليها، رَغم ضَعف بَعض الرِّوايَات..!
لقَد كُتبتُ عَن القرُوبَات كَثيرًا، ويَبدو أنَّني سأَكتُب أكثَر، وطَالما هي تَتوغَّل فِينَا، فنَحنُ سنَتوغَّل فِيهَا، والعَين بالعَين، والخُشم بالخُشم، والخَدّ بالخَدّ..!
إنَّ آخَر إبدَاعَات جَمَاعة القرُوبَات؛ هي التَّرويج لقرُوبَاتهم مِن خِلال مَا تَضمّه مِن مَشَاهير، وهَذا التَّرويج ذَكّرني ببَعض الإعلَانَات الظَّريفَة، التي تَنتَشر قَبل الحَج، حِين يَكتب بَعض أصحَاب الحَمَلَات عِبَارات مِثل: «حجّوا مَع الحَملة الفُلانية؛ برِفقة الدَّاعية الفُلاني، أو الشّيخ الفُلاني»، كنَوعٍ مِن استدرَاج النَّاس، وإغرَائهم بالاشترَاك في حَمَلَاتِهم..!
كَما تُذكِّرني هَذه الأسَاليب التَّرويجيّة، بالطَّريقة التي يُروّج بِهَا مُسوّقو المَوَاسِم السِّيَاحيّة، في هَذه المَدينة أو تِلك، مِن خِلال التَّعاقُد مَع فَنَّانين مَشهورين، لإحيَاء حَفَلَات فَنيّة، تَزامنًا مَع رَأس السَّنَة، وحَفَلَات الأعيَاد، مُستخدمين أسمَاء وصور الفَنَّانين؛ لجَذْب أَكْبَر عَدد مِن السيّاح..!
لقَد فُوجئتُ -قَبل أيَّام- بأنَّ أَحَد الأصدِقَاء يُروِّج لقرُوبه، مُستخدمًا اسم عَامِل المَعرفة اليَتيم -الذي هو أنَا- كوَسيلَة استدرَاج وإغرَاء، وللأمَانَة، فقَد سَعدتُ بِمَا فَعله، لأنَّ عَهدي بنَفسي، أنْ أَكون عُنصر طَرد وإبعَاد، ولَستُ عَامِل جَذْب للنَّاس، مِن جَمَاعاتٍ وأفرَاد..!
إنَّ القرُوبَات أصبَحت رَابطة بَين النَّاس، وقَد قَال لِي أَحدُهم: إنَّ فُلانًا أَخوه في الدِّين والقرُوب، فعَرفتُ حِينها أنَّ أعضَاء القرُوبَات؛ مِثل أبنَاء الحَارَة الوَاحِدَة، أو كالإخوَة مِن الرِّضَاعَة، الذين يَشتركون في الهمُوم، ولَا يَدخلون ضِمن الوَرثَة عِند اقتسَام التَّرِكَة..!
حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!
بَقي أَنْ أُشير إلَى قصّة قَصيرة، كَتبتُها قَبل فَترَة في «تويتر»، أَقول فِيهَا: «سَألتُه: هَل بَينكما عيش ومَلح؟ فقَال: نَعم، بَيننا عيش ومَلح وقرُوبَات»..!
وبَقي -أَيضًا- أنَّني أَتمنَّى أنْ يُعدَّ أَحَد طُلاّب الإعلَام المَوهوبين؛ دِرَاسة مَاجستير أو دكتُورَاة، عَن وَاقع وآفَاق القرُوبَات.. مَا لَهَا ومَا عَليهَا، بعنوَان: «الآثَار الاجتمَاعيَّة للقرُوبَات الوَاتسبيَّة»..!!
تويتر: Arfaj1
للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS
تبدأ بالرمز (20) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى
88591 - Stc
635031 - Mobily
737221 - Zain
آراء الكتاب
-
الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ
- 368
- 2016-02-09 17:29:26
محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...
-
حراسة الرمز - سعد الدوسري
- 478
- 2016-02-09 17:29:27
سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...
-
الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض
- 318
- 2016-02-09 17:29:30
د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...
-
بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد
- 366
- 2016-02-09 17:29:32
يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...
-
دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي
- 344
- 2016-02-09 17:29:35
ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...
-
التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد
- 520
- 2016-02-09 17:32:18
لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...