الثلاثاء, حزيران/يونيو 17, 2025

All the News That's Fit to Print

خلال الأربعة أشهر الماضية تم ضبط (26 مليون) حبة من أقراص الإمفيتامين هذه الكمية تعادل ما تم ضبطه من نفس المادة خلال العام الماضي، وما تم قبضه من كمية الحشيش زاد بنسبة 50% عن السنة الماضية. هذه الأرقام المفزعة تعطينا دلالة واضحة لا لبس فيها أن الجهد والإصرار الذي يبذل من قبل العصابات الإجرامية المنظمة لإغراق المملكة بالمخدرات يتضاعف ويشتد كلما زادت قدرتنا على إحباط وإفشال عمليات التهريب.

وقد ظنت تلك العصابات ومن يقف وراءها أنه وبسبب العمليات العسكرية في اليمن أن ذلك سيكون فرصة لتمرير تلك السموم عبر الحدود ظناً منها أن الجهات الأمنية قد غفلت عنها دون أن تدرك أن المخدرات عدو المملكة الأول، وأن حرباً عليها تقودها المملكة منذ سنوات طويلة.

والمملكة ودول الخليج هدف قديم للعصابات الاجرامية التي أخذت على عاتقها إفساد عقول الشباب من خلال هذه المواد، والمختصين في كيمياء المخدرات يتحدثون عن خطورة «الإمفيتامين» على الجهاز العصبي المركزي.

إن أعداء المملكة من دول ومنظمات إرهابية يعرفون تماماً أن إمكانية محاربتها عسكرياً ليست بالأمر اليسير، وهزيمتها في ميادين القتال ليست متاحة، ويدركون في ذات الوقت أن المخدرات بآثارها الممتدة على مستخدمها لتصل إلى المجتمع بأكمله قادرة على الفتك بأجيال من الشباب والإخلال بأمن المجتمع وقيمه وعاداته وتفكيكه بجعله يعيش أزمة حقيقية تشغله عن الدفاع عن قضاياه الكبرى، ويشغل الدولة وأجهزتها بمعالجة آثاره وأعراضه التي تترتب على المدمن وعائلته والمجتمع بشكل عام، وهذا سيقود في نهاية الأمر إلى هزيمة ذلك البلد بعد أن يكون قد خسر شبابه، وتعرض ذلك الوطن إلى الموت البطيء.

إن ضرورة مكافحة المخدرات لا تتعلق فقط بالجهات الأمنية بل في المقام الأول بالعائلة التي يجب أن تنبه أفرادها بشكل دائم بنين وبنات، بضرورة الحذر من الوقوع في حبال المخدرات تحت أي غطاء سواء منشطات أو منبهات أو غيرها، كما أن للمدرسة دورا حيويا من خلال مراقبة سلوك الطلاب وضرورة تفعيل الإرشاد الطلابي وقيام تعاون وثيق مع إدارة مكافحة المخدرات للتوعية بشكل منظم عن أخطار هذه السموم وإشراك أولياء الأمور باعتبارهم المعنيين والمسؤولين في المقام الأول.

ومن الجدير ذكره أن ترويج المخدرات اليوم لايتم فقط تحت شعار تجارة السموم لكن تحت عناوين ومآرب مختلفة، ما يعني أننا في حرب متعددة الأشكال والطرق، المستهدف فيها الشباب السعودي الذين يشكلون حوالي 70% من تعداد السكان، وهذا سيؤدي إلى الإضرار بالمملكة التي يفترض أن ينهض بها شبابها المكون الأساسي في تركيبتها، لكن ما سيحصل إذا انتشرت المخدرات؛ أننا سنهزم دون إطلاق رصاصة واحدة.

آراء الكتاب

  • الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ

    محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...

  • حراسة الرمز - سعد الدوسري

    سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...

  • الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض

    د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...

  • بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد

    يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...

  • دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي

    ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...

  • التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد

    لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...