
الكتب ومعاناة الإهمال والقراءة | محمد أحمد مشاط
في كل مرة أخرج فيها من معرض الكتاب، في الرياض أو في جدة، وأرى الخارجين منه وقد حملوا أعدادًا كثيرة وأثقالًا كبيرة من الكتب؛ يتساءل الفضول عندي ما مصير هذه
الكتب؟ ولأني متفائل دائمًا بأن ما نراه هو ظاهرة حقيقية، وتعبير حقيقي لحب الناس في بلادنا للكتب وللعلم والثقافة، وأن الكتب حقًا ليست لأغراض الزينة وادعاء المعرفة. ولا أعتقد أن شائعة استعراضها في المكتبات المنزلية هي مبرر لكي ينفق كثير من الناس الأموال لذلك.
وحب الكتاب لا يعني أنه سوف يُقرأ عند اللحظة التي يصل فيها مقتنيه به إلى المنزل. فعملية القراءة هي عملية معقدة لها توقيتات غريبة، ودوافع مختلفة، وفي كثير من الأحيان أسباب غير مفهومة، وربما غير منطقية. فالكتاب الذي كنت تسعى بشوق للحصول عليه منذ سنوات عديدة، قد لا يحظى بالقراءة حالما تحصل عليه ويستقر بين كتبك الأخرى! ولربما تمضى الأيام والأشهر بل أحيانًا السنوات قبل أن تقرأه.
يقول الروائي (المتوفى منذ أيام قليلة) الإيطالي أمبيرتو إيكو (صاحب الرواية الشهيرة اسم الوردة)، الذي احتوت مكتبته على حوالى خمسين ألف كتاب: «كون الكتب في مكتبتك لا يعني أنك قرأت كل كتاب فيها. فهي ليست مكتبة أنشأتها لكي تضع الكتب التي قرأتها فيها، بل هي مقر للكتب لكي تمكنك من أن تختار منها كتابًا حين تريد القراءة». وأضاف: «إن في مكتبتي كتبًا لم أقرأها، وكتبًا قرأتها بعد عشر سنوات من شرائها، وكتبًا قرأتها بعد ثلاثين سنة».
ومن تجربة كاتب هذا المقال الشخصية، فقد أراحني ذلك القول من عذاب الضمير لعدم قراءة بعض الكتب التي حصلتُ عليها منذ زمن. فأيقنت بأن معاناتي تلك، ووخز ضميري، وإهمالي لبعض الكتب؛ ليست حالة فردية، بل يعاني منها كثير من القارئين الجادين.
ولعله من أطرف ما ذكر الروائي أمبيرتو إيكو عن بعض الكتب في مكتبته، بأنه ربما مرّ يوم على كتاب لم يقرأه، فنفض عنه غبار السنين، وفتحه ثم قرأ صفحة منه أو أسطرًا، ثم بعد ذلك أغلقه لأنه اكتشف أنه لا حاجة له لقراءته لأنه شعر بأنه كان يعرف كل شيء فيه. وللروائي الإيطالي تفسيرات عدة عن كيفية حدوث مثل هذه الحال. منها قوله «مازحًا»: إن محتويات الكتاب الورقي تنتقل من صفحاته عبر اليد والأعصاب لتصل إلى الدماغ، وهذا ما لا تتيحه للإنسان الأجهزة والكتب الإليكترونية. إلا أنه في النهاية يقول: إن اعتقاد المرء بأنه يعرف كل ما في ذلك الكتاب الذي لم يقرأه هو مريح للضمير، ولكنه في الحقيقة خطأ كبير!.
للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS
تبدأ بالرمز (60) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى
88591 - Stc
635031 - Mobily
737221 - Zain
آراء الكتاب
-
الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ
- 368
- 2016-02-09 17:29:26
محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...
-
حراسة الرمز - سعد الدوسري
- 478
- 2016-02-09 17:29:27
سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...
-
الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض
- 318
- 2016-02-09 17:29:30
د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...
-
بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد
- 366
- 2016-02-09 17:29:32
يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...
-
دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي
- 344
- 2016-02-09 17:29:35
ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...
-
التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد
- 520
- 2016-02-09 17:32:18
لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...