مؤتمر وطني لاحتواء تحولات الشباب الفكرية..! - د. أحمد الجميعـة
تجاوزت المملكة صدمات الإرهاب، وغدر خلايا «داعش» النائمة، ومحاولات نشر الطائفية، وتأزيم وإحباط الجبهة الداخلية، وتوجهت إلى مصدر التهديد والدعم والتمويل؛ ممثلة في قطع العلاقات مع جمهورية إيران الإرهابية، ومحاصرة ما يسمى «حزب الله» في الداخل اللبناني، من خلال انتظار الأشقاء في لبنان عن ماذا سيفعلون في مواجهة من صادر قرارهم وإرادتهم واستقلالهم وليس البحث عن وفد للاعتذار عن مواقفهم المتخاذلة، إلى جانب التصدي للعصابة الحوثية في اليمن وقطع الطريق على أحلامهم الفارسية في الوصول إلى مكة، ودعم الشرعية في حرب بدأت ملامح النصر تتضح على تخوم صنعاء، كذلك إعلان تحالف إسلامي لمكافحة الإرهاب، وتحديداً تنظيم «داعش» في العراق وسورية، والمشاركة في تحالف دولي لضرب معاقل التنظيم بقيادة الولايات المتحدة الأميركية.
هذه الرؤية السياسية والأمنية والعسكرية للمملكة هي ما ستواجه به الإرهاب المتمدد على أكثر من قطر عربي، وهي جهود أسفرت عن تنسيق بين الأضلاع الثلاثة (الداخلية، الخارجية، الدفاع)، مدعومة بمعلومات استخباراتية محلية لتصعيد المواجهة مع التنظيمات الإرهابية ومن يقف خلفها، ونجحت هذه المهمة خارجياً في التصدي لمحاولات العملاء المأجورين، وتعرية توجهاتهم، وأهدافهم، والتنسيق المشترك مع دول ذات علاقة ونفوذ في تبادل المعلومات.
وعلى الرغم من أهمية الجهد الدولي الذي تبذله المملكة في محاربة الإرهاب فكراً وسلوكاً، ومواقفها المعلنة على أكثر من صعيد، إلاّ أن الجهد الداخلي لا يزال أقل بكثير مما يُبذل خارجياً، حيث لا تزال وزارة الداخلية وأجهزتها الأمنية هي من تتولى مسؤولية التصدي، بينما مؤسسات المجتمع الأخرى تدين وتستنكر في خطاب ديني وإعلامي متواضع، ولا يرقى للمواجهة والتأثير، وهو ما يعني أن إستراتيجية مكافحة الإرهاب في المملكة تسير بوتيرة تقليدية، وغير فاعلة أمام مدد التنظيمات الإرهابية، وقدرتها في التأثير على الشباب، وتجنيدهم في مواقعهم من دون الحاجة إلى الالتحاق بمعسكرات التدريب، أو جبهات القتال، حيث لا تزال وزارات الشؤون الإسلامية والتعليم والثقافة والإعلام هي من يعول عليها في إحداث الفارق على مستوى إستراتيجية المواجهة، والوقوف في صف واحد لا يقبل الانقسام في الرأي، أو التراجع في المواقف، بما يضمن تنسيق الجهود عملياً، من خلال سن الأنظمة والرقابة والتوجيه، وفرض الأمر الواقع بقوة النظام، وليس ردود الفعل التي لم تحقق ما هو مطلوب.
صحيح هناك توجيهات وتعليمات وجهود برامجية من هذه الجهات لمكافحة الإرهاب، والشواهد على ذلك كثيرة، وتشكر عليها، ولكن لا تزال معالجة واقعة الإرهاب في المملكة بحاجة إلى تطويق مصادر الظاهرة فكرياً وثقافياً ونفسياً، وهزيمة المشروع الإرهابي من الداخل بكشف تناقضه، وانغلاقه، واضطراب بنيته، وتقويضه بنشر ثقافة بديلة قادرة على التحفيز، والمشاركة، والإجابة على السؤال الأهم حول التحولات الكبرى التي تواجه الشباب فكرياً، ومدى إمكانية حلحلة الواقع المنغلق أمامهم، ومنحهم فرصة الحضور والحوار والتنمية لقدراتهم، وفتح مجالات العمل الحر أمامهم.
نعم تألمنا كثيراً لحادثة الغدر الداعشي بقتل الشهيد بدر الرشيدي، وقبل ذلك حادثة الشملي في حائل، وما بينهما من حوادث انتحارية في المساجد، وفرحنا أكثر بإحباط عمليات إرهابية أخرى، والقبض على متورطين، ودواعش، ولكن لا يزال أمامنا جهد أكبر في المواجهة، وعلينا مسؤوليات كبرى مواطنين ومسؤولين في تطهير المجتمع من هذا الفكر الضال، وتجفيف منابعه، والتبليغ عن معتنقيه، وتفعيل أنظمة مكافحة الإرهاب والتعليمات ذات الصلة بتمويله، والتحريض عليه، فلا يكفي أن تكون بيانات الاستنكار والإدانة هي سلاحنا، من دون أن تكون هناك قوة ردع تبدأ من الأسرة، والتعليم، وفرز للخطباء والدعاة، وحرية رأي وتعبير مسؤول في وسائل الإعلام، وقبل ذلك مشروع وطني للنهوض بالشباب، وتلبية احتياجاتهم، ولعلنا نرى قريباً مؤتمراً وطنياً يناقش تلك الاحتياجات تتبناه وزارة الداخلية بمشاركة الجامعات ومراكز البحث، ويكون الشباب هم المتحدثين فيه، ونستمع إلى قرب عن احتياجاتهم، وتفعيل توصياتهم، وهو خيار مفتوح ومطلوب لتقديم ما هو أفضل مستقبلاً.
آراء الكتاب
-
الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ
- 368
- 2016-02-09 17:29:26
محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...
-
حراسة الرمز - سعد الدوسري
- 478
- 2016-02-09 17:29:27
سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...
-
الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض
- 318
- 2016-02-09 17:29:30
د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...
-
بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد
- 366
- 2016-02-09 17:29:32
يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...
-
دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي
- 344
- 2016-02-09 17:29:35
ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...
-
التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد
- 521
- 2016-02-09 17:32:18
لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...