الثلاثاء, حزيران/يونيو 17, 2025

All the News That's Fit to Print

عندما أشاد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بموقف وفد مجلس الأمة الكويتي في الاجتماع البرلماني الذي عُقد مؤخراً في بغداد، وتلك اللفتة الأبوية من خادم الحرمين والحديث الهاتفي الذي جرى بينه وبين رئيس المجلس مرزوق الغانم، إنما كان يكرس ويعزز مبدأً أصيلاً يقوم على الأخوة الحقيقية والتضامن والوحدة الخليجية التي نعيشها اليوم واقعاً ملموساً في أروقة الدبلوماسية وميادين القتال، وشتان بين هذه المواقف المشرفة ومواقف اتخذها أحد المنتسبين للمجلس ممن يظنون أنهم باستهدافهم المملكة سيشقون صف الوحدة الخليجية أو يؤثرون على رصيد محبتنا وتقديرنا واحترامنا للكويت وأهلها وقيادتها.

إن سياسة الكويت تجاه دول مجلس التعاون تعرفها المملكة جيداً، وتدرك مدى مسؤولية قادة الكويت والنخب المسؤولة هناك في مؤسساتها الرسمية والتشريعية وحتى المدنية الناشطة في عدة مجالات، والتي برهنت على موقف خليجي مسؤول في عدة مناسبات.. ولا يهمها خروج أحد المنتسبين لمجلس الأمة الكويتي عن الخط والنهج السياسي في علاقة الكويت بدول المجلس والتي جاءت ضمن خطاب سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح في افتتاح دورة الانعقاد الرابع لمجلس الأمة، وشدد على ضرورة تعزيز ما أنجزه المجلس الخليجي وما حققته دوله انطلاقاً من وحدة الهدف والمصير بينها وروابط الأخوة والقربى.. وتدرك الرياض عن قناعة أن صوت هذا النائب لا يمثل إلا نفسه وقد لا يمثلها.

إن مجلس الأمة الكويتي واكب باقتدار ومسؤولية ما تعرضت له المنطقة من تحولات تاريخية، ويُنتظر منه ألا يسمح بأن تؤدي عملية الانتخاب التي أفضت إلى وصول شخصية موتورة بأجندة مشبوهة، والتحدث بصفته أحد المنتسبين لهذه المؤسسة العريقة التي أسسها رائد النهضة أمير الكويت الشيخ عبدالله السالم -رحمه الله-.. بإحراج المجلس والتقليل من رصيد مواقفه.. فلم يعرف عن مجلس الأمة الذي يعتبر مؤسسة تشريعية رائدة في المنطقة أن يكون أحد أعضائه مدافعاً عن أنظمة سياسية مارقة مرفوضة وملفوظة، واقفاً في صفها ضد المملكة ودول التعاون..

إن مثل هذه التصرفات تعاملت معها الرياض وفق ما تمليه الأعراف الدبلوماسية بتقديم مذكرة رسمية إلى وزارة الخارجية الكويتية متضمنة تلك الإساءات مع المطالبة بمحاسبة مرتكبيها.. وإن الوعي الذي تظهره غالبية النخب الكويتية داخل المجلس وخارجه تجاه الأحداث في المنطقة، وتأييدها لسياسات دول مجلس التعاون هي رصيد الكويت وصوته وصورته الحقيقية، وأما تلك الأصوات الخائبة فقد اختارت ممارسة أدوار فئوية ضيقة، وهي بذلك بعيدة عن ممارسة أدوار وطنية حقيقية، وأبعد جداً عن ممارسة أدوار عروبية حازمة.

آراء الكتاب

  • الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ

    محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...

  • حراسة الرمز - سعد الدوسري

    سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...

  • الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض

    د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...

  • بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد

    يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...

  • دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي

    ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...

  • التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد

    لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...