كم يحتاج الشعب الإيراني من الزمن ليكتشف بشريته وعقله - عبدالله بن بخيت
يمتلك الشعب الإيراني كل الأسباب التي ترشحه أن يكون شعباً متقدماً مساهماً في الحضارة الحديثة. ماض عريق وموقع جيوسياسي مهم وثروات طبيعية، لا ينقصه إلا قيادة بشرية.
لم ألتقِ إيرانياً في بلاد الغرب راضياً عن حكومته أو متناغماً معها ومع توجهاته الدينية. الإيراني الذي لم يغادر إيران إما أن يكون صاحب مصلحة أو لم يجد إلى الهجرة سبيلاً.
من قرأ التاريخ الحديث سيعرف كثيراً من الحقائق والمصير الذي ينتظر الملالي الإيرانيين. أولها وأهمها أن البشر يخدعون بالأيدلوجيا جيلاً أو جيلين لكن الأيدلوجيا تنتهي عندما تصير على المحك. يتأكد الإنسان أن اليوتوبيا أو الذهاب إلى الجنة لا يحتاج إلى وكالة حكومية تحدد وتفرض على الناس ممارسة الطقوس الدينية بالقوة. سيكتشف الناس أن الكلام والوعود شيء والعمل على أرض الواقع شيء آخر وسيعرف المواطن العادي أن إصلاح العالم ليس من مهامه وليس هو مسؤولاً عن مستقبل البشرية. من أراد رضا ربه عليه أن يعمل على ذلك بنفسه لا أن تجير أجهزة الدولة ومؤسساتها وأموالها لسوق الناس إلى ذلك.
ما الذي يمكن أن يجنيه الإيراني العادي من الملايين التي تصرفها حكومته لتشييع الناس في أفريقيا بينما ملايين الشيعة في الأرياف الإيرانية لا يجدون قوت يومهم. ما هي مكاسب العائلة البسيطة أن يعلن ابنها المراهق حرباً لن تنطفئ على السنة والبهائية واليزيزيدية والصهيونية؟ ما الذي يمكن أن يجنيه الإنسان الإيراني أن يصبح منزوع الثقة في مطارات العالم من أجل تحرير نصف كيلو في نصف كيلو على أرض غريبة يطلق عليها أهلها مزارع شبعا. لماذا العالم يبني ويعمر ويسعد وإيران تتحول إلى وكالة دينية تريد أن تفرض على البشرية الجنة بالمواصفات التي رسمها الفقيه وأسلافه.
التلاعب بالأخلاق العظيمة والأهداف الأسطورية (القضاء على الفقر والفساد وبسط العدل وإزالة الظلم وتوزيع الثروة العادل ونشر المبادئ الخ) يخدر أثناء الحملة الطامعة للاستيلاء على السلطة. رائعة عندما يكون رجل الدين يخطب ويرعد ويتساقط رذاذ لعابه على المنبر. من السهل أن تسترق البشر المظلومين أو الجائعين بالوعود الحالمة واللعب على المظالم القائمة واستغلال الكتب المقدسة والمشاعر الدينية وآمال البشرية العظام ولكن ليس عندما تحط قدمك على أرض العمل.
طرحت المبادئ الشيوعية الحالمة قبل عقود من بلوغ لينين السلطة في الاتحاد السوفييتي وقبل استيلاء الجيش الأحمر على بكين. كانت الكتب الشيوعية حلماً مسطراً على ورق. الدين الجديد الذي تنتظره البشرية. بعد عقد أو عقدين من وصول المبشرين بالشيوعية إلى السلطة اكتشف الناس أن البشر لا يساسون بالإيدلوجيا. حقوقهم وحرياتهم الشخصية لا مساومة عليها أياً كانت تلك الأيديولوجيا. وكلما زادت كثافة الحلم في الوعود كلما كانت أقرب إلى الزيف. ملالي إيران زادوا على وعود الشيوعية المرتكزة على جنة الأرض جنة في السماء قام بتصميمها رجل تلقى تعليمه الهندسي في قم. فأضافوا إلى الجوع الذي انتهت إليه الشيوعية الاضطهاد ومصادرة الحقوق والحريات الشخصية.
الثورة على الشاه أسقطت الحاكم الظالم وأتاحت الفرصة لأهل الوعود الأسطورية أن يأتوا إلى السلطة. ثورة الشعب الإيراني الحتمية القادمة ستكون النهائية لأنها ستوقظ الشعب الإيراني على حقيقته البشرية فيضطر أن ينضم إلى عصر العقل والأنوار كما فعل الشعب الفرنسي في قرن سابق.
لمراسلة الكاتب:
آراء الكتاب
-
الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ
- 368
- 2016-02-09 17:29:26
محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...
-
حراسة الرمز - سعد الدوسري
- 478
- 2016-02-09 17:29:27
سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...
-
الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض
- 318
- 2016-02-09 17:29:30
د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...
-
بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد
- 366
- 2016-02-09 17:29:32
يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...
-
دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي
- 344
- 2016-02-09 17:29:35
ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...
-
التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد
- 521
- 2016-02-09 17:32:18
لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...