الثلاثاء, حزيران/يونيو 17, 2025

All the News That's Fit to Print

قبل أسبوعين أجرى الرئيس فلاديمير بوتين اتصالين هاتفيين بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وحسب ما نقلت وكالات الأنباء الرسمية في المملكة، فإن الاتصال الأول جاء بمناسبة تسعين عاماً على العلاقات بين البلدين، وأما الاتصال الثاني فجاء قُبيل ساعات من بدء الهدنة في سورية والتي نعيشها هذه الأيام على وقع خروقات قد تنذر بانهيارها.

تُفصح لنا هذه الاتصالات المتقاربة بين الجانبين، وتحديداً من الكرملين، رغبة موسكو جعل الطريق إلى الرياض سالكاً، وذات الرغبة موجودة لدى الجانب السعودي المهتم بتطوير وترسيخ علاقاته مع الجانب الروسي المهتم بشكل كبير بالمنطقة.

ويعكس الاهتمام المتبادل حالة الاحتفاء التي تبديها موسكو لوفود الرياض التي كان آخرها وفد مجلس الشورى الذي التقى بالفعاليات السياسية والثقافية هناك والتي أبدت حرصها على رفع مستوى التعاون الثنائي مع المملكة في شتى المجالات.

تلتقي المملكة وروسيا وتتفقان في مجالات عدة وتختلفان في سورية، فالجانبان لديهما تصور مختلف في الطريقة التي يجب أن يُسدل بها ستار هذه الأزمة التي توالدت منها عدة أزمات لم تسلم منها الدول، لكن الوضع في سورية اليوم هو تحت الإدارة الروسية التي تريد أن تفضي الأزمة إلى حل قد لا يكون واضحاً بالنسبة للرياض التي ترى ألا مكان لنظام قتل حوالي نصف مليون إنسان وهجّر ملايين.. هذه الأزمة الخطيرة لا شك أنها نذير شؤم دولي؛ فالإرهاب وجد له موطئ قدم هناك، واللاجئون تقاطروا على كل الدول، وهذا في نهاية الأمر ليس في صالح أي دولة، وإن رأت موسكو أن فيه خدمة لبعض من أجندتها، لكن خروج هذه المتغيرات عن السيطرة قد يأتي بنتائج إيجابية، وعلى سبيل المثال فإن إطالة أمد الحرب في سورية يزيد من قوة الجماعات المتطرفة التي تقتات على الاضطرابات والقلاقل، وهذا قد ينعكس سلباً على الأمن الروسي تحديداً لاسيما مع دخول موسكو على خط التدخل العسكري المباشر.

يمكن القول إن المنطقة التي تعيش مرحلة فوضى غير مسبوقة بحاجة إلى صوت العقل أكثر من أي شيء، وتدرك موسكو أن الرياض صديق قديم، وإن كانت تلك الصداقة لم تحافظ على زخم متصاعد خلال التسعين عاماً، لكنها بالضرورة تمنحنا قاعدة يمكن الانطلاق منها، وأن تدرك روسيا أن جزءاً معتبراً من الفوضى اليوم يدار من طهران التي تجمعها علاقات سيئة مع دول العالم العربي والإسلامي، وتعاني أشبه ما يكون بالحصار الدبلوماسي بسبب سياساتها الطائشة، تلك السياسات تؤثر على المصالح الروسية مع دول المنطقة ولا تخدمها على المدى الاستراتيجي، إذ إن موسكو اليوم قادرة على الإسهام في لجم السلوكيات العدائية من قبل إيران، التي تشعل الطائفية وتوقد تحت الإرهاب.. من هذا المنطلق فإن روسيا بحاجة إلى شريك بحجم المملكة تعول عليه كثيراً في الحرب الدولية على الإرهاب وفي استقرار المنطقة.. كما جاء على لسان ميخائيل بوغدانوف المستعرب الروسي الذي يشغل اليوم منصباً رفيعاً لدى الرئيس بوتين.

إن المملكة لا تريد أن تستمر سورية ضحية لتجاذبات الدول الكبرى، أو ساحة لتصفية الحسابات بينها، ولأجل ذلك تأمل الرياض في دور لموسكو يُسهم في إعادة سورية إلى حضنها العربي الطبيعي القائم على احترام التعددية والتنوع، فروسيا تدرك تماماً أن أسوأ ما تتعرض له الأقاليم هو محاولة اجتثاثها من جذورها.

آراء الكتاب

  • الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ

    محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...

  • حراسة الرمز - سعد الدوسري

    سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...

  • الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض

    د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...

  • بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد

    يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...

  • دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي

    ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...

  • التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد

    لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...