حلم الأمل | محمد بشير كردي

حلِّ الأمر المتأزِّم بقوَّة السلاح إلى تفاؤل، بما سيؤول إليه أمر المفاوضات المُرتقبة بين السلطة المتسلِّطة، ورموز الشعب المُطالِب بكرامته وحقِّه في إدارة شؤون بلده. وردَّد واحد من دعاة التهدئة قول شاعر العرب الكبير زهير بن أبي سُلمى قبل أربعة عشر قرنًا:
وَما الحَرْبُ إِلاَّ مَا عَلِمْتُم وَذُقْتُمُ
وَمَا هُوَ عَنْها بِالحَدِيْثِ المُرْجَمِ
مُضيفًا إنَّ الإِنسان بفِطرته التي خلقه الله عليها مُحِبٌّ للحياة، ومقاوم للقيود والتضييق عليه في حركته الجسديَّة والفكريَّة؛ كسائر خلق الله من بشرٍ وحيوان.
وأردف آخَر مُتسائلاً عمَّا إذا ستسفر المفاوضات عن رحيل السلطة؟ ومَن الفريق الذي سيكون البديل المقبول من باقي الفرقاء لكي يتسلَّم مقاليد الحكم المؤقَّت، ويهيّئ الأمَّة لحياة برلمانية ديمقراطية قولاً وفعلاً؟!
استبعدت أَغلبية الحضور فرصة أيٍّ من قادة فصائل المقاومة القدرة على هذه المهمَّة؛ لتعذُّر تنازل قادة الفصائل الأُخرى عن مواقع سلطتهم. واستعاد أحد الحضور مشهد توقيع قيام الوحدة بين مصر وسورية، وممازحة الرئيس شكري القوتلي للرئيس جمال عبدالناصر، الذي تكرَّم عليه بلقب «المواطن العَربي الأوَّل» ليردَّ عليه: «أُسلِّمك شعبًا ثلثاه زعماء، والباقي أنبياء، أعانك الله على قيادته». وأردف مُؤكِّدًا وصف الرئيس القوتلي -رحمه الله- الشعب السوري بأنَّه وصف دقيق لزعيم قاد مسيرة بلده منذ نعومة أظفاره، وخبر عمليًّا وإداريًّا صفات مواطنيه. فمن الضروري في حالة كهذه دعوة سوريِّي المهجر من مُفكِّرين، وعلماء، وأساتذة في الجامعات الأوروبيَّة، والأمريكية؛ وهم كثيرون، ويحظون بمكانة علميَّة، وإداريَّة، واقتصاديَّة مرموقة في مراكزهم العلميَّة في الجامعات العالميَّة التي يدرِّسون فيها لتسلُّم زمام المبادرة في تشكيل فريق سياسي محايد يتولَّى إدارة شؤون البلاد بمساعدة قوَّات حفظ السلام الدوليَّة تكون من مهامهم تهدئة النفوس، ومن ثمَّ الدعوة إلى مجلس تشريعي يضع دستورًا يكفل لجميع السوريِّين العدل والمساواة في الحقوق والواجبات، يُقَرُّ في استفتاء حرٍّ ونزيه، يُمهِّد لانتخابات رئاسيَّة وبرلمانيَّة وفق أحكام الدستور، ليتولَّى مَن يختاره البرلمان الحُكمَ، لتشكيل أوَّل حكومة شرعيَّة من الشعب وإلى الشعب.
صَمَتت أغلبيَّة الحضور موافقين، أو متعجِّبين من هذا الشطح بالخيال، ومُتمتمين ما يُردِّده الإسبان من تمنِّياتٍ حالِمة يتعذَّر تحقيقها، مع أنَّ لدى الشعب السوري العديد من العلماء والحكماء؛ لديهم القدرة والكفاءة لمهمّة كهذه، ولم تنغمس أيادي أيٍّ منهم بالدماء.

للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS

تبدأ بالرمز (127) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى

88591 - Stc

635031 - Mobily

737221 - Zain