الأربعاء, حزيران/يونيو 18, 2025

All the News That's Fit to Print

في الثامن من مارس من كل عام والذي يُصادف يوم بعد غد، يحتفل كل العالم بيوم المرأة العالمي وهو عُرف سنوي يُقام منذ أكثر من سبعة عقود وتحديداً في العام ١٩٤٥ حينما عُقد في باريس أول مؤتمر للاتحاد النسائي العالمي للنظر في المعوقات والتحديات التي تواجه المرأة في كل العالم، لاسيما العالم الثالث الذي يرزح تحت خطوط الفقر والجهل والمرض والبطالة والأمية والدكتاتورية.

وهناك من يؤكد بأن اليوم العالمي للمرأة كان قبل ذلك بكثير، وذلك إثر الإضرابات النسائية التي حدثت في أميركا في عام ١٨٥٦، حيث خرج آلاف النساء للاحتجاج في شوارع مدينة نيويورك على الظروف اللا إنسانية التي كن يجبرن على العمل تحتها. وفي ٨ مارس ١٩٠٨، تظاهرت الآلاف من عاملات النسيج وهن يحملن قطعاً من الخبز اليابس وباقات من الورود في خطوة رمزية تختزل حركتهن الاحتجاجية التي عُرفت ب "خبز وورود"، وطالبت المحتجات بتخفيض ساعات العمل ووقف تشغيل الأطفال ومنح النساء حق الترشيح في الانتخابات. ومنذ ذلك التاريخ، بدأ الاحتفال بهذا اليوم في أميركا وأغلب دول العالم تخليداً لتلك الاحتجاجات الشجاعة.

ولم توافق منظمة الأمم المتحدة على تبني هذا اليوم العالمي للمرأة إلا في عام ١٩٧٧، حيث أصدرت قراراً يدعو كل دول العالم إلى اعتماد الثامن من مارس ذكرى سنوية للاحتفال بهذه المناسبة المهمة، فتحول هذا اليوم إلى رمز لنضال المرأة.

لقد استطاعت المرأة وبعد كل تلك القرون الطويلة من المعاناة والظلم والتهميش أن تُثبت أحقيتها كإنسان كامل الأهلية والرشد، وأنها لا تقل عن الرجل في شيء، بل هما شريكان حقيقيان ومتساويان، يعملان معاً من أجل تنمية ونهضة البشرية.

ولكن، ماذا عن المرأة السعودية في يومها العالمي؟ سؤال ملتبس لا أبحث له عن إجابة مباشرة، لأنها كما يبدو جاهزة ونمطية ومعروفة، أشبعت كتابة وبحثاً وتعريضاً، ولكنني على ثقة تامة بأن هذا اليوم العالمي للمرأة السعودية سيمر دون أن يلتفت إليه أحد!

للأسف الشديد، تقع المرأة السعودية ضحية لصراعات أيديولوجية وفكرية وثقافية مفتعلة لا أساس لها، ولكن ملف المرأة كما يبدو أكثر غواية وجاذبية وحساسية يوظفه بذكاء بل بخبث الكثير من المنتفعين من كل الأطراف والمستويات والتوجهات من أجل تحقيق الكثير من الأهداف والمصالح والغايات التي لا تتقاطع لا من قريب أو من بعيد مع طموحات وتطلعات واستحقاقات المرأة السعودية.

نعم، المرأة السعودية نالت الكثير من المكتسبات وتبوَّأت العديد من المناصب وتُشارك في صناعة القرار الوطني وتحظى باهتمام الدولة، ولكنها رغم كل ذلك مازالت حبيسة دائرة الشك والريبة والتوجس من قبل شريحة عريضة من المجتمع!

الفوبيا من المرأة السعودية التي مازالت تُعشعش في فكر ومزاج الكثير من مكونات وتعبيرات المجتمع السعودي، مرض بطعم الوهم آن له أن يُعالج بشكل سريع وفعّال ونهائي، لكي تستطيع المرأة السعودية التي أذهلت العالم بنبوغها وتميزها وشخصيتها والتزامها ممارسة حقها الكامل في تنمية ونهضة وطنها.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

آراء الكتاب

  • الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ

    محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...

  • حراسة الرمز - سعد الدوسري

    سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...

  • الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض

    د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...

  • بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد

    يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...

  • دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي

    ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...

  • التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد

    لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...