ماذا لو «حكم» دونالد ترمب الولايات المتحدة؟ - د. فايز بن عبدالله الشهري
قيل عنه إنه مغامر مهووس بالشهرة والمال. وقيل بل هو «ماسوني» يخفي أصوله الحقيقيّة ويسعى إلى إكمال سيطرة «الحكومة الخفيّة» على العالم. وقيل هو رجل أعمال نضج طموحه السياسي في بلد الحريات والفرص المتكافئة. ترى من هو هذا «المتعجرف الأبيض» بتصريحاته المثيرة وصاحب القبول الشعبي عند شرائح واسعة من المجتمع الأميركي؟ هو «دونالد جون ترمب» المطور العقاري والوجه التلفزيوني المعروف ذي ال 69 عاماً والابن الرابع بين خمسة أبناء لمهاجر ألماني استقر في الولايات المتحدة بداية القرن العشرين. وأمام تحدي تربية طفله النشط وتعليمه الانضباط الإيجابي قام والد «ترمب» بإرسال ابنه وهو في سن الثالثة عشرة للالتحاق بالأكاديميّة العسكريّة في نيويورك التي تخرّج فيها ثم واصل تعليمه حتى حصل سنة 1969 على شهادته في الاقتصاد من جامعة بنسلفانيا.
أمّا النقلة الكبرى في حياة «ترمب» فقد بدأت سنة 1971 حين أعاد هيكلة شركة والده ونقل أعماله إلى «مانهاتن» وارتبط مع العديد من الأسماء المؤثرة في نيويورك والتي فتحت له الأبواب لمشروعات ضخمة في الفندقة وبيع وتأجير شقق الأثرياء فيما بعد. ولكن الشاب المندفع لم يكتف بهذه الأعمال فتوجّه للاستثمار في كازينوهات القمار وأصبح مالكاً للعديد منها وأشهرها كازينو «تاج محل» في «أتلانتيك سيتي» على ساحل ولاية نيوجرسي.
لم يكن «ترمب» صاحب سجل سياسي واضح سوى آراء رعناء متطرفة يقولها هنا وهناك وقد أعلن مرات انه ديمقراطي ثم أعلن عام 2000 نيّته الترشح لرئاسة الولايات المتّحدة تحت مظلة حزب صغير «Reform Party» وعاد فيما بعد مرشحاً جمهورياً مثيراً للجدل. وفي الشأن اليهودي والإسرائيلي يحتفظ «ترمب» بعلاقات مصلحيّة دافئة مع كبار اليهود في نيويورك التي مهّدت لصداقات عميقة مع السياسيين الإسرائيليين. وقد لا يعلم كثيرون أن والد ووالدة «ترمب» توفيا من مرضيهما وهما يرقدان في «المركز الطبي اليهودي» في لونغ أيلاند. ونتيجة لدعمه لإسرائيل التي يرى «أنها هناك من أجلنا « فقد تلقّي «ترمب» جوائز العديد من المنظمات اليهوديّة الأميركيّة. وقبل الانتخابات الإسرائيليّة لعام 2013 سجل «ترامب» رسالة فيديو داعمة مدتها 30 ثانية مؤيداً فيها زعيم حزب الليكود «نتنياهو».
وبخصوص موقف «ترمب» الصاخب من المسلمين والعرب وهجرتهم إلى الولايات المتحدة فلم يسبقه في الوقاحة (العلنيّة) أي مسؤول غربي سواء لجهة بذاءة أسلوبه أو لعنصريته الفجّة في حديثه عن المسلمين. ومع أن «ترمب» لديه خطط ومشروعات استثماريّة في دول عربيّة وإسلاميّة تمتد من جاكرتا مروراً بباكو ثم إسطنبول وصولاً إلى دبي وغيرها إلا أن خطابه العنصري مستمر وكأنه يستنسخ صورة «هتلر» حينما اعتمد الخطابيّة الحماسيّة وإثارة رعب مواطنيه ممن يتآمرون على «الجنس الآري».
وعلى الرغم من وضوح فرص الديمقراطيّة «هيلاري كلنتون» ودعم المتنفذين اليهود والحقوقيين لها لتصبح أول سيدة في المكتب البيضاوي إلا أنه لا يمكن إغفال أن «المزاج» الأميركي يمكن أن يُحدث مفاجأة. وبالنسبة للعرب فمع شيوع صورة الجمهوريين بوصفهم أكثر تفهماً للقضايا العربيّة إلا أن الدراسات السياسيّة تكشف أن الجمهوريين أكثر دعماً لإسرائيل من «الديمقراطيين» خاصة خلال العقد والنصف الماضي. ولهذا فإن سؤال ماذا لو «حكم» دونالد ترمب الولايات المتحدة لم يعد ذا معنى فها هي أفكاره تحكم رؤوس الأميركيين الذين صدّروه وصفّقوا له.
قال ومضى:
استفدت من خصمي الصريح أكثر مما نفعني الصديق المتخاذل.
لمراسلة الكاتب:
آراء الكتاب
-
الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ
- 368
- 2016-02-09 17:29:26
محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...
-
حراسة الرمز - سعد الدوسري
- 478
- 2016-02-09 17:29:27
سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...
-
الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض
- 318
- 2016-02-09 17:29:30
د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...
-
بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد
- 366
- 2016-02-09 17:29:32
يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...
-
دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي
- 344
- 2016-02-09 17:29:35
ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...
-
التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد
- 521
- 2016-02-09 17:32:18
لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...